"اللي خلف ممتش".. أبناء متوفي ينظمون مائدة رمضان أسسها والدهم منذ 12 عاما بالوادي
بعد رحيل الأب منذ حوالي 8 أشهر، قرر أبناؤه مواصلة رحلة البحث عن الأجر والثواب والصدقة الجارية التي كان والدهما يشتهر بها قبل رحيله. كان والدهم يقوم بتنظيم أكبر مائدة رمضانية كل عام بجوار ورشة نجارته في السوق القديم بمدينة موط في الوادي الجديد، حيث كان يستقبل ضيوف الرحمن والصائمين ويقدم لهم الوجبات المطهية والساخنة والمشروبات بمساعدة زملائه.
قال حسام النجار، أحد شباب الوادي الجديد وابن مؤسس أكبر مائدة رحمن بمركز الداخلة، إن والده رحمه الله كان يعمل على تنفيذ هذه المائدة منذ أكثر من 12 عامًا بمساعدة أصدقائه المقربين كصدقة جارية على أهل بيته. وأكد أن المائدة كانت تستوعب أكثر من 500 فرد في اليوم الواحد.
وأضاف حسام أن والده كان يعمل نجار أثاث منذ زمن بعيد، وكان دائمًا ينصحهم بالتصدق للفقراء والمساكين. وكان له مقولة شهيرة لا تغيب عن ذهنه "اللقم تزيل النقم"، ومعناها أن أطعام المحتاج يزيل الله عنك نقمته أو يخفف عنك حدثًا قادمًا. وكان يأمرهم بمساعدة الفقراء والعمل على فعل الخيرات مع المغتربين والزائرين إلى واحاتهم في الوادي الجديد.
وأكد مجدي مخلوف، معلم في الوادي الجديد وأحد المتطوعين في تنفيذ أكبر مائدة إفطار رمضان في مركز الداخلة، أن هذه المائدة تخدم قطاعًا كبيرًا من السكان، حيث يتم توصيل وجبات مطهية جاهزة للمحتاجات في منازلهن بواسطة مجموعة من الشباب المتطوعين بسياراتهم ودراجاتهم البخارية لتوصيل الوجبات للصائمين في المنازل، وخاصة الأسر الفقيرة والأيتام بحسب عدد أفراد كل أسرة.
وأضاف مجدي أن عدد خدمة ومتطوعي أكبر مائدة إفطار رمضان يتجاوز 30 متطوعًا من مختلف الفئات العمرية، حيث يسارع الجميع لفعل الخيرات في هذا الشهر الكريم، ويستكملون ما بدأه المرحوم عادل النجار، مؤسس هذه المائدة. وأشار إلى أن المائدة ستستمر سنويًا بفضل أبنائه وأصدقائه الذين أصروا على إقامتها كما لو كان متواجدًا بينهم، لتكون صدقة جارية على روحه الطاهرة.
وثمَّن الحاج سامح عوض، أحد المتطوعين في المائدة، دور رجال الأعمال والتجار في المساهمة والمساعدة سواء باللحوم والدواجن أو بالسلع الغذائية لاستيعاب عدد أكبر من الصائمين والمغتربين وضيوف الرحمن بصفة دائمة، مع زيادة أعداد الوجبات للمحتاجات في المنازل وغيرهم.
وأوضح عوض أن هذه المائدة يشارك فيها جميع السكان وليس مقتصرة على فرد بعينه، ويشارك فيها جميع أصحاب الخير والفضل لتكون أكبر مائدة إفطار رمضان في المركز تساهم في إفطار عدد كبير من الصائمين والمغتربين والفقراء والمساكين من داخل وخارج المحافظة.
