رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انهيار جديد للدولار مع زيادة تحويلات المصريين بالخارج.. الاقتصاد يحصد ثمار قرارات "المركزى"

الدولار
الدولار

توقع اقتصاديون ومصرفيون تراجع العملة الخضراء خلال الأيام المقبلة، ليصل إلى 45 جنيهًا لكل دولار، مرجعين ذلك إلى أن هناك تحسنًا كبيرًا في مؤشرات الاقتصاد وزيادة حجم تحويلات المصريين العاملين بالخارج، بعد أسبوع من قرارات البنك المركزي الأخيرة المتعلقة بالسعر العادل للعملة وأسعار الفائدة.

إقبال على بيع الدولار بالبنوك 

قال محمد الإتربي، رئيس اتحاد بنوك مصر ورئيس بنك مصر، إن تحويلات المصريين زادت 10 أضعاف، لافتًا إلى تلبية جميع قوائم انتظار العملة الصعبة، وأن هناك تغيرًا جذريًا في نظرة المستثمرين والمؤسسات الأجنبية للسوق المصرية بعد تعديل وكالة "موديز" نظرتها المستقبلية لمصر.

ولفت "الإتربي" إلى ارتفاع حصيلة التنازل عن الدولار من جانب المواطنين 20 مرة لدى شركة الصرافة التابعة لبنك مصر، موضحًا أن هناك إقبالًا كثيفًا من المستثمرين الأجانب على بيع الدولار بالبنوك لشراء أذون الخزانة المصرية.

وأوضح أن إجراءات البنك المركزي أسفرت عن حدوث استقرار كبير في سوق النقد الأجنبي وتغيير كبير في نظرة المؤسسات الدولية للاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أن حصيلة التدفقات القوية من النقد الأجنبي ساهمت في تحسن قيمة الجنيه أمام الدولار على مدار الأيام الماضية.

تراجع الدولار إلى 45 جنيهًا

الخبير المصرفي، محمد عبدالعال، أشار إلى استمرار تراجع الدولار أمام الجنيه، حتى يصل إلى سعر عادل، لافتًا إلى أن تراجع الدولار اليوم الخميس إلى 47.70 جنيه أمر جيد، ويؤكد نجاح سياسة الدولة في ضبط سوق الصرف والقضاء على المضاربات وتجار العملة، متوقعًا أن يتراجع سعر الدولار إلى ما دون 45 جنيهًا خلال الفترة المقبلة.

وأضاف الخبير المصرفي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد المصري والقضاء على وجود سعرين للعملة أدى إلى تحسن كبير في تحويلات المصريين العاملين بالخارج، ووجود سيولة دولارية جيدة بعد إقبال المواطنين والشركات على بيع العملة الصعبة للبنوك، بالإضافة إلى كسب ثقة المستثمرين.

ارتفاع الاحتياطى النقدى الأجنبى

وقالت الخبيرة المصرفية، سهر الدماطي، إن الاقتصاد المصري استعادة بريقه من جديد وحدثت تحسينات كبيرة بعد توافر سيولة دولارية كبيرة، ما أدى إلى نهاية حتمية للسوق السوداء للعملة، مشيرًا إلى أن اليوم يشهد تراجعا جديدا في سعر الدولار بالسوق الرسمية، حيث تراوح بين 47.50 و47.80 جنيه، متوقعة استمرار التراجع خلال الأيام المقبلة للوصول إلى السعر الحقيقي للعملة، والذي يقل عن السعر الحالي من 10% إلى 20%، ليتراوح بين 40% و45 جنيهًا.

وأضافت "الدماطي"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القرارات الأخيرة للبنك المركزي أدت إلى تحسن كبير في تحويلات المصريين العاملين بالخارج وزيادة في الحصيلة الدولارية لدى البنوك، بعد القضاء على ظاهرة الدولرة.

ونوهت بأن هناك تحسنا سيحدث في الاحتياطي النقدي الأجنبي خلال الشهور المقبلة، بعد دخول الـ24 مليار دولار المتبقية من صفقة رأس الحكمة إلى البنك المركزي. 

ولفتت إلى أن هناك تراجعًا جديدًا في أسعار الذهب بنحو 400 جنيه، بعد أن سجل سعر عيار 21 نحو 2900 جنيه للجرام بعد أن وصل إلى 3300 جنيه، موضحة أن الأحداث الإيجابية من الاتفاق مع صندوق النقد الدولي والإعلان قريبًا عن حصول مصر على مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي تقدر بـ7.4 مليار يورو سيؤدي إلى تخفيف الأعباء عن الاقتصاد المصري وتحقيق مزيد من التراجع في الأسعار.

وفي ذات السياق، قدر الخبير الاقتصادي أحمد معطي، حجم الحصيلة الدولارية التي حققتها البنوك منذ قرار تحرير سعر صرف الدولار وفقًا لآليات السوق ورفع سعر الفائدة 600 نقطة أساس بنحو 200 مليون دولار، من مبيعات المؤسسات والشركات للدولار للبنوك وتحويلات المصريين العاملين بالخارج، مشيرًا إلى أن هذا بشرة خير للاقتصاد المصري لاستعادة نشاطه وانتهاء الأزمة.

وأشار "معطي"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن الإصلاحات الهيكلية الأخيرة للاقتصاد المصري ستبدأ في جني ثمارها بعد توحيد سعر العملة وإيجاد سعر عادل للدولار في السوق، لافتًا إلى أن زيادة السيولة الدولارية في البنوك سيؤدي إلى زيادة الثقة بين المتعاملين لبيع جميع الدولارات للبنوك وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي بعد انتهاء الفجوة التمويلية الحالية التي حققتها الصفقة الاستثمارية من مشروع تطوير رأس الحكمة.