"المصري للفكر" يحلل دراسة حول مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2024
حلل المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية تقرير صادر عن معهد الاقتصاد والسلام الدولي، "مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2024، والذى يقدم ملخص شامل للاتجاهات والأنماط العالمية الرئيسة لظاهرة الإرهاب، ويحلل عدد الأبعاد المهمة المرتبطة بها، مثل الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تحدث فيها، وطبيعتها الديناميكية التي تتغير بمرور الوقت.
وأوضحت الباحثة منى قشطة، أن المركز تناول الجزء الثلاث من هذه السلسلة وناقش الجزء الأول نظرة شاملة على حصيلة العمليات الإرهابية، والجماعات الإرهابية الأكثر فتكًا خلال 2023، كما ناقش الجزء الثاني قائمة الدول العشر الأكثر تأثرا بالإرهاب عالميا وفقًا لما ورد بالمؤشر، وناقش الجزء الثالث اتجاهات النشاط الإرهابي في مناطق العالم المختلفة، كما ناقش هذا الجزء الخصائص التي تميز النشاط الإرهابي عن غيره من أشكال العنف الأخرى، والتداخل بين الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل الأفريقي.
الإرهاب لا يعتبر أكثر أشكال العنف
وأوضح التقرير أن الإرهاب لا يعتبر أكثر أشكال العنف تدميرا من حيث إجمالي الوفيات الناجمة عنه، إلا أنه يتسم بالعديد من الخصائص التي تجعله مؤثرا “بشكل خاص” عن أشكال العنف الأخرى، وذلك من خلال التوزيع الملتوي لوفيات الإرهاب، واتساع نطاق التأثير النفسي للإرهاب، واحتمالية انتقال عدوى الإرهاب.
وأشار التقرير إلى أن هناك ثمة علاقة واضحة بين تأثير الإرهاب ومستويات النشاط الإجرامي المنظم، وهي علاقة أحادية الجانب إلى حد ما؛ فهناك العديد من البلدان التي لديها معدلات مرتفعة من الجريمة المنظمة، إلا أنها لا تعاني من أية تأثيرات مرتبطة بالنشاط الإرهابي، أو أن تأثيره ضئيل للغاية وفي المُقابل نجد أن الدول ذات التأثير الكبير للإرهاب، لديها مستويات عالية من أعمال الجريمة المنظمة.
وتطرق التقرير إلى مؤشر الدراسة حول قوة الصلة بين نشاط الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة من منطقة جغرافية لأخرى، ويكون هذا الارتباط على درجة عالية من القوة في أفريقيا جنوب الصحراء، وفي منطقة الساحل على وجه الخصوص، التي أصبحت الآن موقعا لما يقرب من نصف الوفيات الناجمة عن الإرهاب على مستوى العالم. وفي حين تتورط الجماعات الإرهابية المتمركزة في المنطقة في مجموعة واسعة من الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة كالاتجار بالبشر وغيرها، تبقى أربعة مجالات رئيسة تلعب فيها تلك الجماعات الدور الأكبر في منطقة الساحل الوسطى التي تضم بوركينا فاسو ومالي والنيجر وهى:سرقة الماشية، وتعدين الذهب، وتهريب المخدرات، والاختطاف وطلب الفدية.
النشاط الإرهابي
ونوهت الدراسة إلى أنه تصاعد النشاط الإرهابي وأعمال الجريمة المنظمة في منطقة الساحل خلق مشهدا أمنيا معقدا محفوفا بالمخاطر، حيث فقدت عدد من حكومات المنطقة السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي، ولا تزال حالة عدم الاستقرار السياسي قائمة في بلدان المنطقة، ناهيك عن وقوع بعض التطورات خلال العامين الماضيين التي أسهمت في تعقيد هذا المشهد، وأتاحت المزيد من الفرص أمام الجماعات الإرهابية لتعزيز نشاطها ومضاعفة نطاقات سيطرتها وفي مقدمتها: انتهاء عملية برخان الفرنسية المعنية بمكافحة الإرهاب عام 2022، وانتهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة للاستقرار في مالي (مينوسما) نهاية 2023، وما شهدته النيجر في يوليو من العام ذاته، فضلاً عن قيام جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بتوسيع عملياتها في الدول الساحلية المجاورة في غرب أفريقيا، لا سيما في بنين وتوجو في إطار استراتيجيتها للتوسع الإقليمي التي بدأتها 2022.