رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فوضى وخراب ومصير قاتم.. ماذا ينتظر غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلى؟

الحرب على غزة
الحرب على غزة

أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنه حتى لو اتفقت إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار وتوقفت الحرب، فإن الحياة الطبيعية لن تعود إلى غزة في أي وقت قريب، وبالنسبة للفلسطينيين الذين يعيشون هناك، فإن الخطر الأكبر الذي يواجهونه على المدى الطويل قد لا يكون حماس أو إسرائيل، بل قد يكون الافتقار إلى الحكومة تمامًا في المستقبل.

 

شبح ليبيا واليمن والصومال يطارد غزة في مرحلة ما بعد الحرب

وتابعت المجلة أن غزة قد تنضم ما بعد الحرب إلى صفوف ليبيا والصومال واليمن وغيرها من الدول التي تعاني من صراع منخفض المستوى شبه مستمر، وجريمة مستوطنة، وأزمات إنسانية تلو الأخرى، وتميل مثل هذه الدول إلى إنتاج موجات من اللاجئين اليائسين، ويمكن أن تؤدي إلى المزيد من العنف.

وأضافت أنه مهما كانت المكاسب المحدودة التي حققها الفلسطينيون في غزة في ظل حكم حماس، فقد تحطمت بسبب الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، حيث أدت هذه الحملة العدوانية إلى استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني وتشريد 1.9 مليون شخص ما يقرب من 85% من سكان القطاع، وتدمير أكثر من نصف مباني القطاع بشكل كامل.

تُشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن غزة ستحتاج إلى عقود من الزمن للتعافي بتكلفة عشرات المليارات من الدولارات، وهي أموال قد لا يتم توفيرها أبدًا، ويحذر مسئولو الأمم المتحدة من أن المجاعة والمرض سوف يجتاحان القطاع قريبًا.

وأشارت المجلة إلى أن بعض المساعدات تصل بالفعل، لكن معظمها لا يذهب إلى الأشخاص الأكثر احتياجًا، لقد اندمجت حماس مع السكان، وذهب جزء كبير من الإدارة اليومية في غزة، بما في ذلك الشرطة، مع استمرار إسرائيل في استهداف ما تعتبره البنية التحتية لحماس في غزة، أصبح تأمين الحركة للمساعدات أمر مستحيل.

وأضافت أنه بالرغم من أن وقف إطلاق النار من شأنه أن يخفف بعض المعاناة، إلا أنه لا يحل السؤال السياسي الأكثر أهمية، وهو من سيحكم غزة؟ ومن المفهوم أن إسرائيل لا تريد عودة نظام حماس وتتعهد بتدميرها، ومع ذلك، فإن جميع المتنافسين الآخرين على السلطة ضعفاء.

وأشارت إلى أن المزيج من الفوضى والحرمان والصراع يفرض مخاطر طويلة الأمد على قطاع غزة وإسرائيل، ما يعني أن نهاية الحرب في غزة لن تكون نهاية لمعاناة الفلسطينيين، الفصل التالي للقطاع سيكون شكل الحياة في غزة في فترة ما بعد الحرب، ففي كثير من الأحيان، تركز السياسة الأمريكية والدولية في المنطقة على وقف إطلاق النار أو بدء المفاوضات، وليس على تخفيف معاناة الناس العاديين بشكل كافٍ.

ومن أجل الحد من خطر فشل الدولة على المدى الطويل، يتعين على الولايات المتحدة وأعضاء الاتحاد الأوروبي وغيرهم من الأطراف التي تأمل في التوصل إلى حل للصراع أن تركز على من سيحكم غزة، وكيف سيتم فرض حكم ذلك الكيان على المدى الطويل.