رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المطرية تستعد لـ«مائدة الإفطار المليونية» تحت شعار «اللمة دى كانت وحشانا»

المطرية
المطرية

- زى موحد للمنظمين.. و«جرافيتى» للشخصيات الرمضانية والأهالى الراحلين

- جمع تبرعات مبكر.. وتكثيف أعمال تزيين الشوارع وتجهيز أماكن استقبال الضيوف

- طهى الأرز والخضار والمحاشى فى البيوت.. والشباب مسئولون عن شواء اللحوم

اكتسبت منطقة «عزبة حمادة» بحى المطرية فى القاهرة شهرة واسعة داخل مصر وخارجها، خلال السنوات العشر الأخيرة بسبب تنظيم أكبر مائدة إفطار جماعى فى شهر رمضان كل عام بالجهود الذاتية لسكان المنطقة.

وبدأ أهالى «عزبة حمادة» التحضيرات للمائدة مبكرًا هذا العام، من خلال تزيين الشوارع وتركيب عناقيد النور وأعمال الإضاءة، وتكثيف رسم «الجرافيتى» على جدران المنازل، سواء للشخصيات الكرتونية والفنانين الذين ارتبطوا فى الأذهان بشهر رمضان، مثل «بوجى وطمطم»، فضلًا عن جمع التبرعات المادية والعينية، وتجهيز الزى الخاص المميز لفريق التنظيم، وتجهيز أماكن استقبال ضيوف الرحمن.

وقال ربيع محمد، أحد المسئولين عن تنظيم مائدة الإفطار فى المنطقة، إن المائدة بدأت بتجمع محدود لشباب المنطقة للإفطار الجماعى، ثم تطورت الفكرة، وشاركت فى الإفطار أسر الشباب، ثم تشجع باقى سكان المنطقة وانضموا إلى المائدة.

وأضاف «محمد»: «تقام هذه المائدة فى منتصف شهر رمضان من كل عام، إلا أن جائحة «كورونا» حالت دون إقامتها عامى ٢٠٢٠ و٢٠٢١، فيما حرص الأهالى على استمرار إقامتها بشكل دائم، رغم الضغوط الاقتصادية التى تسببت فيها الجائحة والحرب الروسية الأوكرانية».

وأكد وجود اختلاف كبير بين شهر رمضان فى الوقت الحاضر وقديمًا، على مستوى حرص شباب المنطقة على تزيين جدران المنازل باللافتات للترحيب بالضيوف من داخل وخارج مصر، إضافة إلى رسوم «الجرافيتى» التى تخلد ذكر الشخصيات الرمضانية مثل «بوجى وطمطم» و«بكار» وغيرهما، إلى جانب صور الوفيات من أهالى المنطقة ممن سبق لهم المشاركة فى تنظيم المائدة وتوفاهم الله.

وكشف عن أن أهالى العزبة اختاروا أن يكون شعار المائدة هذا العام هو «لمة العيلة»، باعتبار أن الهدف من تنظيم المائدة زيادة الترابط الاجتماعى والأسرى بين أهالى المنطقة بالكامل من أصدقاء وجيران ومعارف، ليصبحوا عائلة واحدة تجتمع على مائدة واحدة.

وأشار إلى أن المائدة بمثابة مهرجان دولى، وأنه على مدار الأعوام السابقة حضرها الضيوف من مختلف الدول العربية والإسلامية ومن كبار مسئولى الدولة من نواب البرلمان وأعضاء بالحكومة، وكان أبرز الضيوف سفير كوريا الجنوبية.

وقالت أم محمد، من سكان المنطقة، المسئولة عن إعداد الطعام، إن طول المائدة العام الماضى تجاوز الـ١٠٠٠ متر، بقدرة استيعابية تصل إلى أكثر من ٧ آلاف فرد، واحتوت أشهى مأكولات المطبخ المصرى، إضافة إلى المقبلات والمشروبات والفواكه والحلويات.

وأضافت السيدة المطراوية: «النساء والشباب من أهالى عزبة حمادة يتعاونون فى تجهيز هذه المائدة عن طريق تقاسم الأدوار فيما بينهم، بما يساعد على خروج المائدة بأفضل صورة ممكنة، إذ تتولى النساء إعداد الطعام مثل الأرز والمحاشى وتتبيل اللحوم داخل منازلهن، فى حين يتولى الرجال شواء اللحوم فى الشوارع وعلى أسطح المنازل»، مؤكدة أن أجواء الاستعدادات وإقامة المائدة تبث فى نفوسهم سعادة وفرحة، وتمنحهم ذكريات جميلة تبقى خالدة فى الذاكرة.

وواصلت: «تنظيم المائدة أصبح عادة رمضانية سنوية يتجمع عليها الآلاف من الأهالى فى حى المطرية، إلى جانب الضيوف، وتعرف بإفطار المطرية، لتجسيد روح المحبة والترابط الاجتماعى بيننا».

وقال محمد مفتاح، من فريق التنظيم، إن مائدة الإفطار الجماعى واحدة من مظاهر التراث الأصيل الذى يعتز به المصريون بشكل عام، وأهالى المنطقة خاصة، مضيفًا: «قررنا هذا العام تزيين جدران المنازل بالشخصيات الرمضانية الشهيرة مثل بكار والنقشبندى وفؤاد المهندس وبوجى وطمطم، من أجل تخليد ذكراهم بين الأجيال الجديدة».

وواصل: «شعار الإفطار هذا العام هو «لمة العيلة»، لأن أهالى العزبة يتجمعون حول طاولة إفطار واحدة، للعام العاشر، ويتشارك الصغار والكبار فى خدمة ضيوف المائدة وأعمال التحضير وإعداد الطعام وتوزيعه».

وأفاد بأن الهدف الأول للإفطار هو تنشئة الأطفال على العادات الأصيلة التى نشأ عليها أهالى المنطقة منذ الصغر، حيث يشارك الأطفال فى رسم «الجرافيتى» وتنظيم المائدة وتحضير الطعام وتوزيعه، على أنغام الأغانى الرمضانية القديمة، التى لها أثر كبير فى قلوب المصريين.

وكشف عن أن المائدة بدأت قبل ١٠ سنوات بتجمع نحو ٣٠ شابًا فقط، وفى العام التالى بدأ العدد يتزايد حتى الوصول لمشاركة جميع سكان العزبة، وبات الأهالى ينتظرون المائدة من العام إلى العام، لأنها أصبحت مصدرًا للبهجة والسعادة وإدخال السرور والفرح إلى قلوبهم.

وقال مصعب محمد، أحد منظمى المائدة، إن الهدف من الرسوم الجدارية هو تجسيد الشخصيات التليفزيونية الشهيرة التى ارتبطت بذكريات شهر رمضان القديمة، خاصة مع انصراف الأهالى عن مشاهدة التليفزيون والاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعى، بينما الهدف من الإفطار الجماعى هو لم شمل الأسر والأهالى فى المنطقة، من أجل تقاسم اللحظات السعيدة خلال تجهيز المائدة والإفطار.

وأضاف «محمد» أن كثيرًا من الشباب المشرفين على إعداد المائدة لا يتناولون إفطارهم إلا بعد أذان المغرب بساعتين أو أكثر، حرصًا منهم على إرضاء وخدمة جميع الأهالى الصائمين، لافتًا إلى أن الاستعداد لمائدة النصف من رمضان يبدأ قبل رمضان بشهر تقريبًا من خلال مبادرة لجمع التبرعات من أهالى المنطقة، يشارك بها الأفراد على قدر استطاعتهم، مع توزيع المهام، حيث يوجد قسم للطهى يديره أحرف الطهاة، وقسم يتولى شئون الدعاية ودعوة الأهالى من خارج الحى، وقسم للزينة والديكور وتصميم اللافتات.

وتابع: «جميع الأهالى يشاركون فى إقامة المائدة بالجهد والمال والعمل المتواصل دون راحة أو ملل، وللأطفال دور كبير فى إعداد المائدة، فهم المسئولون عن تنظيف الشوارع من القمامة قبل الإفطار، وبعد الانتهاء من الإفطار يتولون رفع الكراسى والترابيزات من الشوارع، وجمع أوانى الطعام والمخلفات».