واشنطن بوست: تحديات لوجستية وأمنية تواجه توصيل المساعدات لغزة بحريًا
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الحاجة الملحوظة لبناء ميناء عائم على ساحل غزة تعد انعكاسًا لما وصفته بـ"الألغام الأرضية السياسية"، التي أعاقت الجهود المبذولة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المحاصرين في القطاع بسبب الحرب.
وأشارت الصحيفة، في تقرير لها اليوم السبت، بعنوان: كيف سيستخدم الجيش الأمريكي رصيفًا عائمًا لتوصيل المساعدات إلى غزة؟، إلى ميناء المياه العميقة الإسرائيلي الذي يقع في أشدود على بعد أقل من 25 ميلًا من غزة، ويرفض المسئولون الإسرائيليون فتح معبره الحدودي الشمالي.
كما أشارت إلى ميناء العريش، جنوب قطاع غزة، الذي يُعد نقطة وصول رئيسية للمساعدات، مبينة أن جميع الشحنات هناك تمر بعملية تحميل شاقة على الشاحنات التي تسافر إلى موقع تفتيش إسرائيلي، ليتم تفريغها وإعادة تحميلها مرة أخرى، لتنضم بعد ذلك إلى خط متزايد من المركبات التي تنتظر دخول الأراضي الفلسطينية.
تحديات لوجستية وأمنية
في ضوء ذلك، توقعت "واشنطن بوست" حدوث العديد من التحديات اللوجستية والأمنية مع بدء برنامج نقل المساعدات عبر الرصيف العائم، الذي يعتزم البنتاجون بناؤه على شواطئ غزة.
وتساءل جيمي ماكجولدريك، منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة: ماذا يحدث بعد وصول المساعدات إلى المرفأ؟ وكيف سيتم نقلها إلى الشاحنات وإخراجها للتوزيع؟ قبل أن يشير إلى أنها أسئلة لم تتم الإجابة عنها بعد.
وقال: "إن جهود الإغاثة في غزة تتحمل بالفعل فوق طاقتها، حيث لا يزال هناك نقص في الشاحنات والوقود. وبمجرد وصول المساعدات إلى الشاطئ، فإنها ستواجه نفس تحديات التوزيع التي تواجهها المساعدات التي تصل إلى المنطقة عن طريق البر".
وأضاف، في تصريح للصحيفة الأمريكية: "المشكلة التي نواجهها الآن هي أن العديد من الطرق غير صالحة للعمل، أو على الطرق المفتوحة، من الصعب تجاوز الحشود والازدحام".
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وجه جيشه ببناء ميناء ورصيف مؤقتين على ساحل البحر الأبيض المتوسط في غزة لفتح طريق جديد لتقديم المساعدات الإنسانية، وسط تضاؤل الآمال في وقف آخر لإطلاق النار في الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ خمسة أشهر في غزة.
بناء ميناء غزة يستغرق شهرين
وأعلن البنتاجون، الجمعة، أن الجيش الأمريكي يتوقع أن يتيح الرصيف العائم، الذي سيتم بناؤه قبالة ساحل غزة في الأسابيع المقبلة، توصيل مليوني وجبة يوميًا للفلسطينيين الذين يواجهون المجاعة، واصفًا خطته لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك دون نشر قوات أمريكية.
وقال الميجور جنرال باتريك رايدر، السكرتير الصحفي للبنتاجون، في مؤتمر صحفي، إن بناء الرصيف البحري والجسر الذي يربطه باليابسة سيستغرق ما يصل إلى 60 يومًا، ويتطلب حوالي 1000 جندي أمريكي.
ولفت إلى أن الرصيف العائم هو أحد عناصر "الممر البحري" الأوسع الذي تعهدت الولايات المتحدة ودول أخرى بإنشائه وسط مخاوف متزايدة بشأن الوضع.
ووفقًا للتقرير، ستشارك في هذه الجهود قوات أمريكية، بما في ذلك لواء النقل السابع بالجيش المتمركز في فرجينيا. وستتضمن العملية بناء رصيف عائم في البحر يسمح للسفن بتسليم المساعدات، والتي سيتم بعد ذلك تحميلها على سفن الدعم البحرية وتفريغها على جسر عائم.
وسيتم توجيه الجسر المكون من مسارين، والذي يبلغ طوله حوالي 1800 قدم، إلى موقع هبوط على الشاطئ وتأمينه على الأرض من قبل جهات غير تابعة للولايات المتحدة، لم يحدد رايدر هويتهم. وستصل الشاحنات بعد ذلك إلى الجسر لالتقاط ونقل المساعدات، وسيتم توجيه المساعدات عبر قبرص، حيث ستخضع البضائع للتفتيش من قبل إسرائيل.
وقال رايدر: إن واشنطن تنسق مع دول أخرى في المنطقة والأمم المتحدة ومنظمات إنسانية، لتحديد كيفية توزيع المساعدات بمجرد وصولها إلى البر.
وأضاف: "إن الأفراد الأمريكيين يبقون إما على الجسر أو على متن السفن"، منوهًا بأن الوحدات العسكرية المشاركة ستكون لها قدراتها الخاصة في حماية القوة.
وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين يوم الجمعة: "إن إسرائيل ستوفر الأمن لهذه الجهود".
وأعلن مسئول أوروبي كبير، في وقت سابق من الجمعة، أن المساعدات الإنسانية الأمريكية إلى غزة عن طريق البحر قد تبدأ في نهاية هذا الأسبوع.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الجيب المحاصر يواجه "كارثة".
وأضافت: "وهذا هو السبب وراء إعلان جمهورية قبرص والمفوضية الأوروبية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة– وبدعم شركاء مهمين آخرين- عن نيتنا فتح الممر البحري لتقديم كميات إضافية من المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها عن طريق البحر".