رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء بالأعلى للثقافة: الإرهاب لا يقتصر على التطرف الدينى بل يمتد للاقتصاد

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

استهل الدكتور عبدالوهاب جودة، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، لقاء "العلم في مواجهة التطرف والإرهاب"، بالمجلس الأعلى للثقافة، بتثمين قيمة العلم، موضحًا أن هدفه الأساسي هو فهم ظواهر الكون وتفسيرها والوصول إلى القوانين المتحكمة فيها، والوصول إلى آلية للتحكم في هذه القوانين وتسخيرها لخدمة الإنسان بشكل علمي.

الإرهاب الاقتصادي على مصر

من جانبه تحدث الدكتور رفعت جبر، أستاذ ورئيس قسم البيوتكنولوجي بجامعة القاهرة، حول الإرهاب الاقتصادي على مصر، وضرورة التحول إلى الاقتصاد المرن، متسائلًا: هل وصلنا إلى تعريف محدد للإرهاب؟ مصنفًا الإرهاب إلى أنواع عديدة، وعلى رأسها إرهاب الدول، والعقوبات الاقتصادية، والهجمات السيبرانية، ضاربًا المثل بإرهاب الدول بما تفعله إسرائيل في غزة، وبالعقوبات الاقتصادية ما تتعرض له روسيا جراء حربها على أوكرانيا، وما تفرضه عليها القوى الدولية، وبالهجمات السيبرانية ما تتعرض له مصر من ضغوط لتقبل تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ورفض مصر ذلك الأمر تمامًا ونهائيًّا.

كما أشار إلى الإرهاب العابر للحدود، وكيف أصبح جماعات منظمة تستطيع أن تصل إلى دول ما بدوافع متنوعة، وكلها حروب دول ضد دول لتحقيق مصالح متعددة، متطرقًا إلى أسباب الإرهاب التي تشمل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، والتطرف الديني، وكذلك الفقر والبطالة.

وأوضح "جبر" أن الإرهاب الاقتصادي بدأ بعد الحرب العالمية الثانية، وتساءل: هل تحولت مصر إلى الاقتصاد المرن؟ وأجاب بأنها تخطو على الطريق ولكن يواجهها عدد من العقبات، وعلى رأسها فيروس كورونا (كوفيد 19)، وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية، وأكد أن الأجيال الناشئة لديها فرص هائلة لقيادة التغيير وتحقيق رؤية شاملة لتطبيق الاقتصاد المرن، كما أن العلم له دور مهم جدًّا.

وبدوره تحدث الدكتور عبدالعزيز صلاح، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، حول القوة الناعمة في التراث الثقافي ومكافحة التطرف والإرهاب، مشيرًا إلى ظهور استخدام مصطلح القوة الناعمة للمرة الأولى عام 1990، موضحًا أن الثقافة من أهم أدوات القوة الناعمة، وتسهم الثقافة والفن من الناحية الاقتصادية في خلق وظائف كثيرة في العديد من القطاعات مثل القطاع الترفيهي والإعلامي والسينمائي، كما أن تعزيز الثقافة والفنون عامل جذب سياحي داخليًّا وخارجيًّا.

وأكد "عبدالعزيز" على أن مصر تتميز بهوية ثقافية متفردة، وسمات وخصائص لا توجد في أي دولة أخرى، داعيًا إلى دعم تنمية التراث الثقافي وجعله رافعة اقتصادية، مع رفع مستوى الاهتمام والوعي المجتمعي بأهمية المحافظة على تنمية التراث وتنميته كونه مصدرًا مهمًّا من مصادر القوى الناعمة.

وتساءلت الدكتورة هدى زكريا، الأستاذة بكلية الآداب جامعة الزقازيق، عما يواجهه العلم أمام التطرف والإرهاب؟ مستشهدة بهيباتيا التي كانت فيلسوفة وعالمة واتهمت بالوثنية وعُذبت حتى الموت، شهيدة للعلم في مواجهة التطرف الديني، وكذلك جاليليو العالم الذي أثبت أن الأرض تدور حول الشمس، فساروا به في القبو الكنسي ليرى من يعذبون من المهرطقين، وأجبروه على التوقيع على بيان بعد أن يصرخ بين الناس بأنه كاذب، وذلك رغم أن ما صرح به كان حقيقة أثبته علماء آخرون بعده، منادية بألا تدخل الحقيقة في صراع مع الدين، وأن يبقى الدين في الأعالي، وأن يحدث توازن بين مكانة الدين والاعتماد على العلم في الوصول إلى الحقائق.