بديعة مصابنى من قمة المجد الفنى لتربية "الفراخ".. ما القصة؟
اشتهرت الفنانة بديعة مصابني كفنانة متعددة المواهب الفنية في لبنان ومصر وتعتبر بحق فنانة عصامية٬ اقتحمت الحياة منذ طفولتها في أصعب الظروف وأكثرها مأساوية. فقد تعرضت وهي في السادسة من عمرها لعملية اغتصاب تركت تأثيراتها على حياتها.
وكان كازينو بديعة قبلة الطبقات الراقية في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين٬ فقد خرج من صالتها أقطاب الفن والطرب والرقص٬ ومن بينهم: محمد عبد الوهاب٬ وأنور وجدي٬ وتحية كاريوكا٬ ومحمد فوزي٬ وإسماعيل ياسين٬ ومحمد عبد المطلب٬ وببا عز الدين وسامية جمال وغيرهم الكثيرون.
رحلة البحث عن بديعة مصابني
بتوقيع "بديع سرابية"، رئيس تحرير مجلة "الموعد" إحدى أشهر المجلات الفنية اللبنانية نشرت مجلة الكواكب المصرية في عددها الـ355 الصادر بتاريخ 20 مايو من عام 1958، مقابلة صحفية أجراها مع بديعة مصابني، في بلدها لبنان.
ويستهل "سرابية" حديثه عن مقابلة "مصابني"، لافتا إلى: عثرت أخيرًا على بديعة مصابني. أن السيدة التي كانت، قبل ربع قرن فقط، تلهب ليالي القاهرة بفتنتها وسحرها وروعة جسدها، تقبع الآن في زاوية هادئة من المدينة الخضراء "شتورة"، التي يقضي فيها العرسان أشهر العسل، والتي لابد أن يمر بها كل من يتجه إلي الإقليم السوري، والعكس بالعكس.
وفي "شتورة" لا تقضي بديعة مصابني شهر عسل، فقد سبق لها أن أعلنت التوبة عن الزواج، ولم تعد تفكر في أحفاد آدم على الإطلاق، لأنها أدركت أنهم لا يجرون خلفها وهي في هذه السن، حبًا في ذكائها أو خفة دمها، أو ماضيها الفني العريق، وإنما يرتبطون معها بعقد الزواج في سبيل غاية واحدة هي استهلاك البقية الباقية من الثروة التي جاءت بها إلى لبنان من مصر، وتحملت المشقات والأهوال في سبيل أن تنجو بها من مصلحة الضرائب التي كانت تطالبها بمعظم ما حوشته من سهر الليالي.
بديعة مصابني من قمة المجد الفني لتربية "الفراخ"
وعما تفعله بديعة مصابني في مدينة العرائس- شتورة- يتابع "سرابية": بديعة مصابني تدير في مدينة العرائس مزرعة نموذجية ألحقت بها محلًا لبيع الألبان والدجاج والبيض الطازج. لقد أسدلت بديعة مصابني ستارًا كثيفًا على ماضيها الفني اللامع، ونسيت تمامًا أنها كانت في يوم من الأيام كوكب ليالي القاهرة ومحور الحركة الفنية فيها.
إنها تصحو اليوم مع شروق الشمس، وتنزل رأسًا إلى الأقفاص الكبيرة التي أعدتها للدجاج، فتحنو عليها حنوًا بالغًا، وتنتقي منها ما يكون صالحًا للذبح أو البيع أو النقل إلى حيث تتم عملية تفريخ البيض الطازج، وبعد ذلك، تقضي بديعة مصابني ساعة أو أكثر في المعمل الحديث الذي أسسته لإنتاج اللبن الزبادي وأنواع الجبن الدسم، وأخيرًا تقف وراء واجهة محلها الأنيق لتبدأ في تلبية الطلبات، وبيع البيض والفراخ واللبن الزبادي.
الفراخ أوفي من الراقصات
وفي حديثها لـ"سرابية"، تقول بديعة مصابني عن أحوالها وتغيرها: "صحتي زي البمب، أنا قبل ما أجي هنا كنت عيانة، والدكاترة وصفولي أدوية كثيرة، واشتريت الأدوية دي فعلًا، لكن لم أستعملها أبدًا، لأن المناخ هنا أحسن من أدوية العالم كلها".
وعن عملها الجديد تضيف "مصابني": أنا أحس أن الفراخ التي أهتم بها زي ولادي تمام، على الأقل أحسن من الراقصات اللاتي كنت أعلمهن، وبعد الشهرة والاسم ما يطلع فيهن خير.
وعما إذا كانت بصدد مشروع زواج جديد، قالت بديعة مصابني: أعوذ بالله من شر الأزواج كلهم بتوع فلوس، كلهم عاوزين ينهبوني، ومفيش راجل عرفته وتزوجته في لبنان إلا وكذب علي وقال لي إني أجمل من مارلين مونرو وإنه بيحبني زي روميو ما حب جولييت، وبعدين يعني بعد كام شهر أبص ألاقي صاحبنا ده شايف الفلوس وحدها أجمل من مارلين مونرو.