رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تهديدات نتنياهو باجتياح رفح.. حقيقية أم مناورة جديدة؟

نتنياهو
نتنياهو

على الرغم من التفاؤل الحذر بشأن قرب إتمام الصفقة بين إسرائيل وحماس، إلا أنه في الوقت نفسه لايزال نتنياهو يتحدث في تصريحاته عن قرب دخول رفح، فصرح نتنياهو خلال مقابلة مع شبكة "سي بي سي " الأمريكية تعليقا على التقرير بشأن صياغة مسودة لاتفاق باريس: "بذلت جهودا لدفع صفقة مختطفين إلا أننا غير متأكدين من أن هذا سيتحقق. رغم أن حماس خففت من شروطها". وتابع:"نحن في طريقنا إلى رفح. إن وافقنا على صفقة- المناورة في المنطقة ستتأجل، لكنها ستحدث بعد ذلك. إن لم تنجح الصفقة- سندخل إلى هناك فورا".

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد قال إن الجيش سيقوم بتنفيذ ما يُطلب منه من قبل المستوى السياسي، ولكن لم يتم تحديد موعد محدد للاجتياح البري لرفح حتى الآن، وفي الوقت نفسه، لم يقرر الكابينيت الحربي والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية خطة عمل رفح وسط تحذيرات دولية بأن أي دخول عسكري إلى رفح يفرض إجلاء السكان الفلسطينيين؛ نحو 1.3 مليون شخص، فرّ أغلبهم من شمال القطاع بسبب الهجوم الإسرائيلي وأنه يجب أن تكون هناك استراتيجية واضحة لنقل النازحين.

وعلى الرغم مما سبق إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهدد بعملية رفح، حيث تتجه كل الأنظار نحو إسرائيل لمعرفة ما إذا كان ذلك سيحدث بالفعل أم أنها مجرد مناورة جديدة.

تهديدات نتنياهو

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "النصر في متناول اليد"، خلال مقابلة مع شبكة ABC مضيفًا أن "الهدف هو القضاء على ما تبقى من كتائب حماس الإرهابية في رفح وهي المعقل الأخير، وسيتم توفير ممر آمن للسكان المدنيين".

وحسب التقارير العبرية، فإن إسرائيل جهزت خطة مفصلة، في إطارها نموذج تجريبي، يتيح عودة عشرات الآلاف من الغزيين إلى شمال غزة، فيما حذرت كل من الولايات المتحدة وأوروبا من أن توسيع عملية الجيش الإسرائيلي في محافظة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة قد يكون مدمرًا للسكان المدنيين الذين فروا إلى هناك بحثًا عن الأمان.

خطط عملياتية 

وعلى الرغم من التصريحات الجدية من نتنياهو، فإن الوضع على الأرض مختلف، فالخطط العملياتية ليست واضحة، وهناك عدد من المعوقات التي بإمكانها أن تؤجل اجتياح رفح أو ربما إلغائه في حال التواصل لاتفاق وقف إطلاق النار مقابل صفقة تحرير الرهائن مع حماس.

وحتى في شهر (ديسمبر) الماضي، كان الجيش الإسرائيلي متمسكًا باعتقاده القوي بأنه قادر على التعامل مع المهمة الشاقة المتمثلة في إجلاء حوالي 1.4 مليون فلسطيني انتقلوا إلى رفح، بحثًا عن ملجأ من القصف في شمال ووسط الجيب، مما يعني أن سكانها الحاليين حوالي ستة أضعاف ما كان عليه قبل الحرب، على الرغم أن عملية الإخلاء هذه هي الأكثر كثافة التي سيتعين على الجيش الإسرائيلي إدارتها.

مناورة لصفقة أفضل 

يعرف الجيش الإسرائيلي أن تفكيك كتائب رفح هو أمر مشكوك في إمكان حدوثه في ظل الأوضاع الحالية من دون خطوة منسقة مع مصر والأمريكيين، وخطوة كهذه ستتطلّب تحريك مليون لاجئ موجود في المدينة، وحسب تقدير الكاتب الإسرائيلي "زيف يسرائيل"، فإن هذه الخطوة ستكون معقدة، مع إنجازات محدودة ومخاطر عالية، بالإضافة إلى أنه من المتوقع أن تقرر كتائب رفح الموجودة هناك الخروج مع النازحين بدلًا من القتال، وأن تعود إلى المنطقة في وقت متأخر أكثر، وسيجد الجيش نفسه يقاتل مواقع فارغة. 

وهناك تقديرات أخرى أنه في ظل التوتر المحتمل بين الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي، يُعد استعدادًا لاحتمال تأجيل العملية في رفح بحجة عدم استعداد الجيش. وأضافت القناة 13: "هناك شعور في الجيش وفي صفوف المسئولين الحكوميين بأن نتنياهو يستعد لتحميل الجيش مسئولية تأخير العملية.

وهناك تقدير آخر، إنه قد يستعد الجيش الإسرائيلي للاجتياح، بل ويبدأ في تحريك بعض القوات الأولية عبر رفح، ولكن صفقة الرهائن، التي يمكن أن توقف كل شيء في اللحظة الاخيرة، في حال تم التوصل إلى اتفاق.

لكن التفسير الأدق – حتى هذه اللحظة – هو أن نتنياهو يريد الضغط من خلال تصريحاته حول اجتياح رفح وكانت إسرائيل تعتمد على التهديد باجتياح رفح كورقة لإجبار حماس على التوصل إلى الاتفاق التي تريده، هذه الاستراتيجية نفسها دفعت الجيش الإسرائيلي إلى عدم غزو خان ​​يونس حتى أوائل ديسمبر.