رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثلاثة خيارات.. ما مصير الفلسطينيين إذا دخلت القوات الإسرائيلية رفح؟

رفح
رفح

على الرغم من إحراز تقدم في اتفاق الهدنة وصفقة التبادل بين إسرائيل وحماس، فإن في الوقت نفسه لا تزال إسرئيل تستمر في التحضير لعمليتها العسكرية في رفح. حيث تعتقد إسرائيل أنه لن يكون من الممكن إنهاء الحرب مع حماس في قطاع غزة دون الهجوم على رفح  - حيث يوجد شريان الأكسجين الرئيسي لوسائل الحرب المتقدمة لحركة حماس، حسب الرؤية الإسرائيلية.

ما الاستراتيجية؟

صرح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع شبكة "سي بي سي “ الأمريكية تعليقا على التقرير بشأن صياغة مسودة لاتفاق باريس: "بذلت جهود لدفع صفقة مختطفين إلا أننا غير متأكدين من أن هذا سيتحقق. رغم أن حماس خففت من شروطها". وتابع:"نحن في طريقنا إلى رفح. إن وافقنا على صفقة- المناورة في المنطقة ستتأجل، لكنها ستحدث بعد ذلك. إن لم تنجح الصفقة- سندخل إلى هناك فورًا". 

كما أعلن “ نتنياهو”، السبت الماضي، أنه سيعقد مجلس الوزراء للموافقة على الخطط العملياتية للعملية في رفح، بما في ذلك إجلاء السكان المدنيين، لتجنب التوتر المحتمل مع مصر بشأن مسألة النشاط المتوقع، ومن المفترض أن تقدم إسرائيل إلى القاهرة خطة العمل المخطط لها ضد كتائب حماس الأربع المتبقية هناك حسب تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت.

ذكرت وكالة بلومبرج أن إسرائيل عازمة على المضي قدما لنقل نحو مليون مدني من رفح قبل الهجوم على المدينة التي تسيطر عليها حماس في جنوب غزة، على الرغم من أن بعض المسئولين يعترفون سرا بأنه ليس لديهم استراتيجية محددة لكيفية القيام بذلك، أو إلى متى ستستمر عملية الإجلاء ولا يعرفون حتى وجهة النازحين. وقد لجأ معظم سكان غزة إلى رفح، ويعيش العديد منهم الآن في الخيام وفي الشوارع، ويواجهون الجوع والمرض.

ويرى قادة إسرائيليون أن العملية في رفح تعتبر بمثابة نقطة انعطاف، ويعتقدون أنهم يقتربون من تفكيك البنية العسكرية لحركة حماس، وقد يمكنهم ذلك من العثور على حوالي 100 من الرهائن المتبقين.

ويقولون إن تحقيق هذه الأهداف يمكن أن يتم في رفح، حيث يعتقد مسئولون أن ما بين 5000 إلى 8000 من مقاتلي وقادة حماس يختبئون، معظمهم في الأنفاق، مع الرهائن في رفح.

فيما علق الوزير من كابينت الحرب "بيني جانتس" قائلًا: لن نوقف الحرب حتى نستعيد المخطوفين، والطريق أمام صفقة التبادل ستكون طويلة".

ثلاثة خيارات

فإذا قررت إسرائيل اجتياح رفح، ماذا سيكون مصير الفلسطينيين النازحين، حسب تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست، فإن هناك ثلاثة خيارات: أولًا، الدفع بهم إلى المواصي في الشمال الشرقي، والتي يعيش فيها بالفعل مئات الآلاف من الأشخاص؛ ثانيًا، العودة إلى خان يونس في الشمال والشمال الغربي، حيث غادر بعضهم للتو؛ والثالث، العودة شمالًا إلى وسط غزة.

بالنسبة للبعض قد يكون المواصي هو الخيار الأفضل، لكنه ربما لا يستطيع استيعاب الأعداد الكبيرة، وخان يونس قريبة مثل المواصي من رفح، لكن لا تزال به عمليات عنيفة للجيش الإسرائيلي.

وبالنسبة لإسرائيل، فإن إعادة ضخ عدد كبير من السكان المدنيين في خان يونس يمكن أن يقوض عمليات الجيش الإسرائيلي ضد حماس، حيث يمكن أن يعلقوا في وسط المعارك ويسهل على حماس استعادة السيطرة.

ومن المتوقع أن يتم نقل بعض الفلسطينيين إلى أجزاء من خان يونس، في حين أن بعض الأجزاء، ستبقى خالية من المدنيين حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من استكمال العمليات بها.

كما يعتبر وسط غزة منطقة غير متوقعة إلى حد ما؛ إنها منطقة كبيرة إلى حد ما سيطر عليها الجيش الإسرائيلي لفترة أطول من خان يونس، لكن الأمر سيستغرق أيضًا وقتًا أطول من الجيش الإسرائيلي لنقل المدنيين هناك. وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى تعريض حياة المزيد من المدنيين للخطر، لأنها رحلة أطول وستتطلب المزيد من القوة البشرية.

ويريد الجيش الإسرائيلي أيضًا إبعاد المدنيين عن شمال غزة بأي ثمن، من الناحية النظرية، كلما طالت فترة عدم وجود مدنيين فلسطينيين في العاصمة مدينة غزة، كلما زاد الضغط الذي تواجهه حماس. كما أن إعادة المزيد من المدنيين إلى وسط غزة يجعلهم أقرب إلى شمال غزة وبالتالي يسهل الأمر على حماس في العودة إلى السيطرة.