دكتور تصليح النظارات.. ورث مهنته من والده ويحلم بجيل جديد يرث المهنة ببورسعيد
“الناس في المحافظة أطلقوا على عيلتي دكاترة النظارات” بهذه الكلمات بدأ كابتن هشام لاعب الكرة والمدرب، حديثه عن عمله كحرفي لتصليح النظارات تلك الحرفة التي تمسك بها بعد والده ليستكمل مسيرة الوالد من نفس الكشك الذي أصبح معروف لكل كبير وصغير داخل حي العرب أحد أقدم الأحياء في المدينة الباسلة على أنه آخر أمل لإصلاح نظارات النظر والشمسية منذ عقود طويلة.
ويقول كابتن هشام في الأساس مدرب كرة قدم ولكنه ورث مهنة تصليح النضارات أبًا عن جد وتعلم من والده أصول المهنة، مشيرًا إلى: “أن والده كان فنان مش بس شاطر”.
ويتابع كابتن هشام أن والده اشتهر بتصليح الماركات العالمية من النظارات مما جعله يكتسب شعبية كبيرة، وذلك جعل شغف التعلم ينمو بداخله وفي المرحلة الإعدادية لاحظ أبي حبي للمهنة فقام بتعليمي وإعطائي كل أسرارها.
وكشف دكتور النظارات ببورسعيد أن الأهالي أطلقوا عليه هذا اللقب نظرا لحرفته في تصليح النظارات وكيفيه التعامل مع تفصيلها الدقيقة، بعد اندثار تلك الحرفة في مصر، مشيرا إلى أن ببورسعيد لا يوجد أحد يعمل في تصليح النظارات إلا هو وأسرته لكونهم يعملون فيها بحب وهي مصدر دخلهم.
وأشار إلى أنه يستطيع تصليح النظارات مهما كان مفقود الأمل في تصليحها، مشيرا إلى أنه يشعر بالفرحة عندما يستطيع إصلاح نظارة كان صاحبها فاقد الأمل في تصليحها ويحمل هم شراء أخرى جديدة وخاصة مع ارتفاع الأسعار يكون الأمر عبئ، ولذلك أبذل أقصى مجهود لتصليحها من أجل فقط رؤية الابتسامة على وجه صاحبها وشعوره بالرضا.
وكشف كابتن هشام عن أدواته التي يعمل من خلالها على الإصلاح، مشيرا إلى أنه في الأساس يستورد الإكسسوارات الخاصة بالنظارات، بالإضافة إلى إعادة تدوير النظارات القديمة مع النظارات التي تحتاج صيانه ويتم الاستعانة بالأجزاء من القطع القديمة، كما أشار إلى أنه يستعين بقطع الغيار أحيانا من سوق العتبة بالقاهرة "كالحام والمخدات والبلاستيك الخاص بالنظارات".
وأشار إلى أن الابتكار في المهنة ينمو من حب المهنة وحب التطوير فيها بما يواكب التقدم، مشيرا إلى أنه يحب أن يكون عند حسن ظن زبائنه بشكل دائم، مشيرا إلى أنه يحب أن يكون رحيم بالناس وذلك جعله محبوب بين زبائنه.
وتابع أن زبائنه من جميع الطبقات الاجتماعية بالمدينه الباسلة مؤكدا أنه يحب مساعدة الجميع ويحب أن يكون شبيه لوالده في فنه وتعلقه بالمهنة ويستكمل المسيرة من داخل "كشك أبو عادل" وهو الكشك الذي بدأ فيه المهنة.
وكشف أن محال بيع النظارات تستعين به في تصليح النظارات ويتعاملون معه من زمن وبيننا عمل متبادل.
وقال إن لديه أولاد ولكنه لم يفرض عليهم الدخول في مهنة إصلاح النظارات، مشيرا إلى أنه فضل أن يتركهم يختارون ما يحبون لأنه لا يحب أن يفرض عليهم شي مؤكدا إذا كان منهم من لديه الشغف في تعلم المهنة سأكون سعيدا جدا أن أعلمه أصول الصنعة وذلك لكونها صنعه يفخر بها الجميع وهي التي فتحت بيوتنا وجعلتنا في أفضل حال ويفخر بمعرفتنا الجميع.
وكشف عن وراثة ابنته لحب المهنة منه مشيرا إلى أنها تتابع أثناء عمله ولكنه يفضل لها أن تسلك طريق التعليم الجامعي وتتزوج.
وعن عمله قال كابتن هشام إنه مدرب لكرة القدم وحاليا يعمل مدرب بقطاع الناشئين ببورفؤاد مشيرا أن كرة القدم أيضا هي لعبته المفضلة وأيضا مهنته المحببة.
وعن يومه قال أبدا العمل من التاسعة صباحا وإن كان هناك تدريب أقوم بقفل الكشك ساعتين وهي فترة التدريب، وبعد ذلك أعود مرة أخرى لعملي في الكشف، مشيرا إلى أنه يكون سعيد وهو يرى النشيد الجديد يتدربون ليخرجوا جيلا جديدا من لاعبي كرة القدم.
واختتم انصح الشباب بحب وتقبل مهنته من أجل تنميتها وتطويرها مشيرا إلى أن حب الشخص لمهنته هي بداية الابتكار، التطوير والإبداع، مشيرا إلى أن اعتبار العمل جزء من الحياة وليس فقط مصدر للدخل وجني الأموال.
وأشار إلى أنه يتمنى أن يكون هناك جيل نت الشباب يمتهن تلك المهنة لأنها في طريقها للانقراض والاختفاء رغم أنها مهنة مهمة جدا ولا تقل أهمية عن أي مهنة أخرى وتعتبر فن قارب على الاختفاء.