الأكاديمي نصر الدين الجبالي: "تولستوي" قدم 174 عملا.. وله ورثة من داخل وخارج روسيا
قال المترجم والأكاديمي الدكتور محمد نصرالدين الجبالي، إن الكاتب والمفكر الروسي الكونت ليف نيقولا لايفيتس تولستوي، لم يكن أديبا وكاتبا فحسب، بل كان أيضًا فيلسوفًا ابتكر رؤية عالمية أصيلة وحاول إحياءها.
وأضاف الجبالي، لـ"الدستور": كان اسم الكونت ليف نيقولايفيتس تولستوي معروفًا على نطاق واسع في روسيا وخارجها، وتُرجمت أعماله ونشرت دون تدخلات رقابية في الخارج ونشرها في روسيا، مثل رواية "البعث" وتأثر به الأدباء والكتاب من جميع البلدان.
وأكد الجبالي، أن تولستوى أصبح له ورثة في روسيا وخارجها من المبدعين الذين تأثروا بطريقته في الكتابة وبموضوعاته وقدرته على تصوير العالم الروحي لأبطاله.
وتابع: “يمكن أن تذكر منهم من الأدباء الذين عاصروه وهؤلاء الذين يمكن اعتبارهم أحفادًا له مثل موباسان، ورولاند في فرنسا وهمنجواي وولف في الولايات المتحدة الأمريكية ومكسيم غوركي. كما أصبحت إبداعاته مرجعا ملهما للكثير من الكتاب في بيلاروسيا ومنهم ياكوف كولاس، كوزما تشورني، آي ميليج وآخرين، كل منهم تأثر بالمعلم العظيم في خلق صورة إنسانية خاصة في الكتابة”.
واستكمل: “كل ما كتب عن الحرب في القرن العشرين يحمل تأثير تولستوي ونذكر منها روايات باربوسي، وهيمنجواي وشولوخوف، وفاديبف، وسيمينوف، وبيكوف، وسولجنتسين، وآخرين”.
وقام تولستوي بمراسلة مع أشخاص من مختلف الطبقات والأمم: الفلاحين والحرفيين والمعلمين وطلاب المدارس الثانوية. وأرسل له هؤلاء أعمالهم الأدبية الأولى وطلبوا منه النصيحة. ونذكر منهم الكاتبة البيلاروسية كوسيتش في إحدى رسائلها حيث طلبت منه الإذن بترجمة أعماله إلى اللغة البيلاروسية وحصلت على الموافقة.
وختم الجبالي: “تعتبر أعماله ذروة وقمة سيطرة عصر الواقعية النقدية الروسية. فموضوعات أعمال الكاتب لا تنضب. لقد تمكن من اختراق جوهر النفس البشرية بعمق، لإظهار الناس ليس فقط في أصعب اللحظات، ولكن أيضًا في لحظات الحياة والموت العادية كما أنه ابتكر نوعًا فريدًا من الروايات الملحمية، وشخصيات نسائية فريدة من نوعها (ناتاشا روستوفا، وماريا بولكونسكايا، وآنا كارينينا، وكاترينا ماسلوفا)، وتمكن من إظهار أصول الوطنية الروسية وجمال العلاقات الإنسانية في الأسرة. وبلغ مجموع إبداعاته 174 عملا فنيا، منها 76 فقط مكتملة تم نشرها خلال حياة الكاتب”.