إمام السيدة زينب: رحلة الإسراء والمعراج الأمل المتجدد فى نفوس المؤمنين
قال الشيخ أحمد عصام، إمام وخطيب مسجد السيدة زينب، إن رحلة الإسراء والمعراج رحلة الأمل المتجدد في نفوس المؤمنين بالسعة بعد الضيق والفرج بعد الشدة، فقد آنس الله سيدنا محمد وقت الضيق، ورفع ذكره في الأرض والسماء بعد أن أصابه من أذى قومه ما أصابه، وبعد حصار اقتصادي واجتماعي للنبي وأهله دام ثلاث سنوات.
وأضاف خلال احتفالية وزارة الأوقاف بالذكرى العطرة ليلة الإسراء والمعراج: "بعد خروج النبي من الطائف وما ناله من ظلم وقهر، إذ سلطوا عليه عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى سأل الدم من قدميه الشريفتين".
وتابع إمام وخطيب السيدة زينب: (حينئذ توجه- صلوات ربي وسلامه عليه)- إلى ربه- عز وجل- يحتمي بحماه، ويبث إليه شكواه قائلا: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين"، وظل النبي يدعو ربه ويثني عليه بما هو أهله.
وأكمل كلمته في: "إن هذا الوقت العصيب يفقد نبينا أم المؤمنين خديجة وأبا طالب اللذين كانا يهونان عليه المصاعب ويخففان عنه الآلام، لكن رحمة الله قريب من المحسنين.. فما بالنا بسيد المحسنين، فجاءت معجزة الإسراء والمعراج لنبينا، واستوفده الله ليريه من آياته الكبرى".
واستشهد بقوله تعالى: "سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير"، متابعا: "وهنا يتجلى درس عظيم للأمة، وهو أن لها ربا حكيما قديرا يفرج هم المهمومين، وينفس كرب المكروبين، ويكتب النصر لأوليائه ولو بعد حين، فالإسراء والمعراج رحلة التميز لمن وعى دروسها، وأعاد للأجيال تحدياتها وذكرياتها بروح العصر الذي نعيش فيه، فلم يتوقف مدد وعطاء هذه الرحلة بزمن النبي، لأن تكريم الله لنبيه تكريم لأمته إلى يوم القيامة".
وأكد أن المؤمن القوي من لا تغلبه الهموم والأحزان، ولا ينغص عيش اليوم بالتفكير والخوف من المستقبل، فالنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وإذا ضاق الأمر اتسع، والشدة لا تدوم، والألم لا يبقى، ولكل داء دواء يستطب به، والله يبدل من بعد الخوف أمنا، ومن بعد العسر يسرا.
وتابع: "تأتي العطاءات الإلهية والمنح الربانية تكريما للنبي على صبره وجهاده وتحمله المحن، فمن رحم المحن تولد المنح، فكيف والمنح توهب لسيدنا رسول الله، فالحبيب ضيف على الكريم، وحق على المزور أن يكرم زائره، فأسري برسول الله من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، لم يسمعه الناس في الطائف فجمع الله له الأنبياء والمرسلين في "بيت المقدس".
وأكد أن معجزة الإسراء ترسخ فى قلوب المسلمين وضمائرهم قضية المسجد الأقصى؛ مسرى رسول الله، ونافذة الأرض إلى السماء، وقبلة الأنبياء، وقبلة المسلمين الأولى، وثالث الحرمين، ومكان هجرة الأنبياء ومهبط وحيهم..بارك الله فيه وحوله..ما من موضع فيه إلا وسجد ملك أونبي كريم.
وأضاف في كلمته: "ثم فتحت السماء أبوابها سماء بعد سماء لسيدنا رسول الله، فكان المعراج من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى، ارتقى من عالم الأرض إلى عالم السماء، فرأى في ملكوت الله من الحقائق الغيبية والأسرار الكونية ما لم يمتن الله به إلا على سيدنا رسول الله، ليصبح ما كان غيبا مسموعا مشاهدا مرئيا، فانتقل من علم اليقين إلى عين اليقين، رأى ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر".
وتابع: "لما رجع من الرحلة المباركة سأله أهل مكة أن يصف لهم بيت المقدس فجلا الله له بيت المقدس أمامه، فطفق يخبرهم عن آياته وهو ينظر إليه.. وكان الناس ينكرون قديما ويقولون كيف ينقل بيت المقدس أمام النبي، لكننا في هذا العصر في عصر تقدم وسائل الاتصالات والمواصلات وغيرها، ينقل الحدث عبر الشاشات في اللحظة نفسها، فإذا كان هذا صنع الإنسان، فما بالكم بصنع خالق الإنسان والأكوان، فالاكتشافات العلمية إنما هي رفع للحجب عن بعض أسرار الصانع في إتقان خلقه، وقد رفع الله الحجب في رحلة الإسراء والمعراج لحبيبه ومصطفاه".