الجارديان: الصراع فى الشرق الأوسط يتصاعد وعلى بايدن إجبار إسرائيل على إنهاء الحرب
رأى ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺰي، ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ "ﻫﺎﻛﻮب. ﻛﻴﻔﻮرﻛﻴـــﺎن" ﻟﺪراﺳـــﺎت اﻟﺸـــﺮق اﻷدﻧـــﻰ وأستاذ الصحافة ﻓـــﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﻴﻮﻳـــﻮرك، إذا ظل الرئيس الأمريكي جو بايدن غير راغب في كبح جماح الهجمات الإسرائيلية على غزة، فإن صراع الولايات المتحدة مع الميليشيات المدعومة من إيران سوف يتصاعد.
وقال بزي في مقال له نشر بصحيفة الجارديان اليوم الثلاثاء بعنوان "الصراع في الشرق الأوسط يتصاعد، ويجب على بايدن أن يجبر إسرائيل على إنهاء الحرب"، إن بايدن الرئيس الذي سحب آخر القوات الأمريكية وأنهى الحرب الأمريكية التي استمرت 20 عامًا في أفغانستان، يمكن أن يكون نفس الزعيم الذي بدأ حربًا إقليمية جديدة في الشرق الأوسط تُورّط الولايات المتحدة في صراع مع إيران والميليشيات المتحالفة معها في أفغانستان والعراق ولبنان وسوريا واليمن.
واعتبر أن الأعمال الانتقامية الأمريكية التي ينفذها البنتاجون، ردًا على هجمات "الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والعاملة في العراق وسوريا، يمكن أن تخرج دوامة الصراع عن نطاق السيطرة".
وأشار إلى أنه على الرغم من إصرار بايدن كمرشح رئاسي وفي عامه الأول في منصبه على رغبته في إنهاء "الحروب الأبدية" التي شنتها الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر والخروج من أزمات الشرق الأوسط، إلا أنه تهرب من المسار الأكثر مباشرة لتجنب التصعيد الذي يخشاه بحق وهو "أن تحجب الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية لإسرائيل حتى تقبل وقف إطلاق النار الفوري وتنهي حربها على غزة".
وأضاف: "ستكون هذه هي الطريقة الأكثر فعالية لتهدئة الصراع على جميع الجبهات"، مشيرًا إلى تأكيد جميع حلفاء إيران، أنهم سيوقفون هجماتهم بمجرد أن تنهي إسرائيل قصفها لغزة.
واستشهد الكاتب بتوقف الهجمات على القوات الأمريكية وعلى السفن في البحر الأحمر إلى حد كبير، في أواخر نوفمبر، عندما اتفقت إسرائيل وحماس على هدنة لمدة أسبوع لتبادل بعض المحتجزين الإسرائيليين في غزة بأسرى فلسطينيين.
بايدن يتمتع بالقدرة على كبح جماح إسرائيل لكنه رفض ببساطة استخدامها
في هذا السياق، أكد الكاتب أنه مع توضيح إيران أنها لا تريد تصعيد الصراع وأنها ستتجنب الرد على الضربات الأمريكية على حلفائها ما لم تهاجم واشنطن الأراضي الإيرانية بشكل مباشر، يعكس أن "دوامة الهجمات والهجمات المضادة لا تزال تحمل خطر سوء التقدير"، خاصة أن بايدن لديه طريق واضح للخروج من هذه الحلقة المفرغة وهو "إجبار إسرائيل على إنهاء حرب غزة".
وأضاف: "بايدن يتمتع بنفوذ كبير على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يحاول إطالة أمد الصراع وتوسيع نطاقه لتجنب التحقيق في ما إذا كان بإمكان حكومته منع هجمات حماس وسلسلة من تهم الفساد الشخصي التي امتدت عبر المحاكم الإسرائيلية لسنوات".
وتابع: "ومن دون جسر جوي ضخم للأسلحة الأمريكية منذ أكتوبر، لن تجد لدى إسرائيل ما لديها من قنابل تسقطها على غزة. لكن بايدن رفض استخدام هذا النفوذ لإجبار حكومة نتنياهو على قبول وقف إطلاق النار".
وأردف: "في الواقع، بذلت إدارة بايدن قصارى جهدها لإخفاء حجم شحنات الأسلحة الأمريكية وغيرها من المساعدات العسكرية الأخيرة لإسرائيل - على عكس التفاصيل التفصيلية التي قدمتها واشنطن لشحنات الأسلحة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات إلى أوكرانيا".
وأشار إلى أن الإدارات الديمقراطية والجمهورية المتعاقبة زودت إسرائيل بأكثر من 130 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ تأسيس الدولة الإسرائيلية في عام 1948، منوها إلى أنه بعد هجمات أكتوبر، سارع بايدن إلى مطالبة الكونجرس بالموافقة على أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة 14.3 مليار دولار.
كما نوه بأنه في حين أن هذه الحزمة لم تتم الموافقة عليها بعد من قبل المشرعين الأمريكيين، فقد تجاوزت إدارة بايدن مراجعة الكونجرس لتجديد المخزونات الإسرائيلية بسرعة، وأنه في ديسمبر، لجأت الولايات المتحدة مرتين إلى تفعيل أحكام الطوارئ لشحن عشرات الآلاف من قذائف المدفعية وغيرها من الذخائر إلى إسرائيل.