إعادة التوطين فى غزة وتهجير سكانها.. ماذا تحمل مخططات اليمين المتطرف الإسرائيلى للقطاع؟
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن مخططات اليمين المتطرف الإسرائيلي بشأن مستقبل قطاع غزة، والتي تعد صادمة للحلفاء الغربيين لإسرائيل، حيث يخطط اليمين المتطرف بقيادة إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي لإعادة توطين اليهود في قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين طواعية من القطاع ووقف المفاوضات مع حركة حماس بشأن الإفراج عن المحتجزين ووقف إطلاق النار، مهددًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحل الحكومة في حال إبرام أي صفقة للإفراج عن المحتجزين.
مخططات اليمين المتطرف لغزة واختبار نتنياهو
وبحسب الصحيفة فإن بن جفير، قاد حملة أيضًا لتسليح المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، واليوم يتمتع بالدعم الكافي من الائتلاف الحاكم في إسرائيل لتقويض نتنياهو، ويعرب بشكل علني عن استعداده لفعل ذلك وتهديد نتنياهو بحل الحكومة.
وقال "بن جفير" إنه سيعارض أي صفقة مع حماس من شأنها إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين أو إنهاء الحرب في غزة قبل تدمير حركة حماس، مشيرًا إلى أن نتنياهو على مفترق الطرق اليوم، وعليه أن يختار الاتجاه الذي سيذهب إليه.
وأوضحت الصحيفة أن مخططات اليمين المتطرف تتعارض مع المسار الذي رسمته الولايات المتحدة بشأن سرعة إنهاء هذه الحرب والإفراج عن كل المحتجزين من أجل استئناف مفاوضات إقامة دولة فلسطينية.
وتابعت أن اليمين المتطرف في إسرائيل ينظر إلى عملية طوفان الأقصى على أنها فرضة لرسم مسار إسرائيلي جديد في غزة من خلال إعادة توطين اليهود في القطاع الذي دمرته الحرب وتهجير الفلسطينيين، وطرح "بن جفير" خطته الخاصة لغزة، والتي من شأنها إعادة ملء القطاع الساحلي المدمر بالمستوطنات الإسرائيلية، بينما سيتم تقديم حوافز مالية للفلسطينيين للمغادرة.
وقال بن جفير أيضًا إنه يعتقد أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعرقل المجهود الحربي الإسرائيلي، وقال إنه يعتقد أن المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب سيمنح إسرائيل يدًا أكبر لقمع حماس.
وأفادت الصحيفة بأن المسارات التي رسمها اليمين المتطرف تُمثل خيارًا صارخًا أمام نتنياهو، الذي يخاطر الآن بزيادة العزلة الدولية لإسرائيل إذا واصل الحرب، أو احتمال فقدان السلطة إذا سحب بن جفير المشرعين الستة من حزب القوة اليهودية الذي يتزعمه من الائتلاف الحاكم.
وقال يوهانان بليسنر، رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي، وهو مركز أبحاث مقره القدس: "يتمتع بن جفير بنفوذ كبير على نتنياهو، وآخرما يحتاجه نتنياهو هو إجراء انتخابات مبكرة وبن جفير يعرف ذلك".
وأوضحت الصحيفة أن بن جفير يعتبر محرضا خطيرا لإثارة صراع أوسع مع الفلسطينيين لتنمية قاعدة دعمه الشخصية، أبعد من ذلك، يقول بعض المسئولين الإسرائيليين إن تصريحاته التي تدعو إسرائيل إلى احتلال غزة تجعل من الصعب عليهم عرض قضيتهم في العواصم الأجنبية.
وقال مسئول في المعارضة: "عندما يفتح بن جفير فمه، فإنه يخلق رد فعل عنيفًا يجعل من الصعب علينا خوض الحرب وإعادة المحتجزين إلى الوطن"، وأشار إلى الكيفية التي تفكر بها المملكة المتحدة والولايات المتحدة الآن في الاعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية. رغم المعارضة الإسرائيلية للفكرة.
ووصف مسئول في الائتلاف بن جفير بأنه صداع لنتنياهو، لكنه قال إن نفوذه محدود.
وفي مثال على مخالفة بن جفير الأعراف السياسية التقليدية، أعرب عن انتقادات مباشرة نادرة للرئيس بايدن في ظل اعتماد إسرائيل- بشكل كبير- على المساعدات الدفاعية الأمريكية.
وأشار المسئولون الإسرائيليون في البداية إلى أنهم سيقطعون الغذاء والماء والكهرباء والوقود بشكل كامل عن القطاع لإجبار حماس على الاستسلام، ولكن تحت ضغط من الولايات المتحدة ومع تدهور الوضع الإنساني في القطاع، رضخت إسرائيل، وتقول الآن إنها تحاول إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى غزة، رغم أن الأمم المتحدة تقول إن المساعدات المتدفقة إلى القطاع لا تزال غير كافية.
ويقول "بن جفير" إن خطته تهدف إلى "تشجيع سكان غزة على الهجرة الطوعية إلى أماكن حول العالم" من خلال تقديم حوافز نقدية لهم.
ووصف ذلك بأنه "الشيء الإنساني الحقيقي"، الذي يجب القيام به، وقال إنه يعلم أن الفلسطينيين سيكونون منفتحين على هذه الفكرة من خلال المناقشات مع الفلسطينيين في الضفة الغربية.
تشير استطلاعات الرأي والمناقشات العامة واسعة النطاق بين الفلسطينيين إلى أن مثل هذه الخطة ستلقى معارضة ساحقة من سكان غزة، الذين يخشى العديد منهم أن الحرب الإسرائيلية تهدف في الواقع إلى تهجيرهم بشكل دائم واستبدالهم بمستوطنين يهود، كما ستلقى معارضة شديدة من قبل الولايات المتحدة والحكومات العربية، التي تطالب إسرائيل بالتخلي عن سيطرتها على غزة والسماح لسكانها بالعودة إلى منازلهم، حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية.
في غضون ذلك، قال نتنياهو إن إسرائيل لا تسعى إلى احتلال غزة، لكنها ستحتفظ بالسيطرة الأمنية الكاملة على غزة حتى تقتنع بأن المنطقة لن تشكل تهديدا لإسرائيل، ومع ذلك، هناك دلائل على أن بن جفير يتمتع بنفوذ متزايد في النقاش، وأن نتنياهو يحتاج إليه بشكل متزايد.