غليان الشرق الأوسط.. الضربات الأمريكية فى سوريا والعراق تزيد الاحتقان
تتأكد أهمية الطرح المصري للسلام في الشرق الأوسط والذي يقوم على أن وقف العدوان على غزة سيكون المفتاح الأساسي لإرساء الهدوء في المنطقة، يوما بعد يوم، خصوصا مع الضربات التي وجهها الطيران الأمريكي على مواقع في سوريا والعراق اليوم، حيث تتمحور الرؤية المصرية في أن التأخير لا يخدم أيا من الأطراف الإقليمية أو الدولية.
وترفض السياسة المصرية توسيع نطاق الحرب لخطورة ذلك على الأمن والاستقرار في المنطقة، كما رفضت القاهرة سابقا طلبا لوزير الخارجية الأمريكي بالمشاركة في الغارات الأمريكية والبريطانية التي شنتها مؤخرا على مواقع الحوثيين في اليمن، وأن مثل هذه الضربات على مواقع الحوثيين ستؤدي إلى تصعيد خطير وذلك بالنظر إلى أن الحوثيين لن يتوقفوا عن استهداف السفن في البحر الأحمر وباب المندب.
تجاذب كبير في الكونجرس
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، إن الولايات المتحدة ستتبع من الآن فصاعدا المصادر الأمريكية المتعددة فيما يتعلق بتوجيه الضربات للجماعات المتحالفة مع إيران في المنطقة، لافتا إلى أن ما يجري داخل الكونجرس من تجاذب كبير يبرز انخفاض شعبية الرئيس جو بايدن، وأنه ليس قويا مثل ترامب ولا ريجان، وبالتالي الرجل يريد أن يثبت كفاءته.
وأضاف فهمي لـ"الدستور"، أن ما نراه الآن من ضربات، ليست موجعة، لأن الجانب اليمني تأثر في المواجهات لكنه لا يزال يمتلك إمكانيات كبيرة، والآن سوريا والعراق، ورأينا اعتراض الحكومة العراقية على الأمر، لكن الاستهداف لن يؤثر على وجود هذه الفصائل في العراق وسوريا.
وتابع بقوله، إن الضربات الأمريكية الأخيرة تشبه إلى حد كبير، الضربات التي كانت تقوم بها إسرائيل، ولن يكون لها تأثير كبير، حتى لو تم استهداف مواقع جديدة، منوها بأن الإدارة الأمريكية تلعب بالنار في محاولتها استنزاف هذه القوى.
وحول عدم الدخول في مواجهة مباشرة مع إيران، يرى فهمي أنه لا توجد نية أمريكية ولا إيرانية للمواجهة، فطهران تتعامل بمراوغة، ولن تدخل في مواجهة في العمق، وستبقى عملية الاغتيالات والتصفيات بين الطرفين.
وشدد على أن أي مواجهة عسكرية خلال الأشهر المقبلة ستؤدي لاصطدام الجمهوريين والديمقراطيين حول هذه المسألة، خصوصا أن الانتخابات على الأبواب.
وأشار فهمي إلى أن الرؤية المصرية هي العقلانية الرشيدة، فكل ما نشاهده اليوم في الإقليم ارتدادات لحرب غزة، سواء في البحر الأحمر أو العراق وسوريا، وإذا دخلنا مرحلة من التوافقات المبدئية ستهدأ كل هذه الأمور.
ونوه بأن الخطة المصرية والخطة البريطانية والخطة الأوروبية تمثل رؤية شاملة، لأن حرب غزة ولدت كل هذه الارتدادات، والبحر الأحمر أصبح قابلا للانفجار في أي لحظة، وإذا أراد العالم السلام فلتتوقف حرب غزة، لأنها ترمومتر لما هو قادم في الإقليم.
السلام رسالة مصر للعالم
ويمثل الهجوم الأمريكي تصعيدا خطيرا في الوضع المتوتر في المنطقة، ما يفتح الباب أمام احتمالات تصعيد أكبر للعمليات العسكرية في الشرق الأوسط.
وتتمسك مصر بمبدأ عدم توسيع الصراع، وتمثل ذلك في رفض القاهرة المشاركة في تحالف حارس الازدهار، وذلك بالنظر إلى أن الرؤية المصرية ترى حل مشكلة استهداف الحوثيين للسفن لا يكون بخلق مشكلة أكبر وهي إشعال البحر الأحمر والمنطقة في حرب قد تتحول إلى حرب إقليمية تتدخل فيها أطراف أخرى.