خبراء يتحدثون لـ"الدستور" عن قرار منع أعضاء منظمة التحرير من دخول أمريكا
علق عدد من الخبراء الفلسطينيين على منع أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت التي أعلنت فيه بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال عزيز العصا الباحث والكاتب السياسي الفلسطيني، إن منع أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية من دخول الولايات المتحدة يؤكد عدم جدية الولايات المتحدة في إقامة دولة فلسطينية، لأن المنظمة وقعت على اعتراف متبادل مع إسرائيل برعاية ومباركة أمريكية، أي أن المنظمة جسم سياسي رسمي ومشروع أمريكيًا منذ ثلاثة عقود ونصف.
وأضاف العصا في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا المنع يعني أن الوعود الحالية بإقامة دولة فلسطينية، ليست سوى توظيف سياسي أمريكي وتسويق لوجودها المستقر والأمن في الشرق الأوسط، وتوظيف انتخابي لكسب الرأي العام العربي والإسلامي في الولايات المتحدة، إضافة إلى إسكات الأصوات الأمريكية الداخلية التي تنتقد سياسة بايدن تجاه الفلسطينيين الذين يتعرضون إلى ما يعني إبادة جماعية، وفق محكمة العدل الدولية.
وحول الموقف البريطاني الأخير وإعلان وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الاعتراف بدولة فلسطين، قال"العصا" إن بريطانيا هى من كبّل الشعب الفلسطيني على مدى 30 عاما (1918-1948)، انتهت بقتله وتهجيره وإقامة دولة إسرائيل على أرضه، فإنها ليست صادقة فيما تدعيه من تباكٍ على مستقبل الأجيال الفلسطينية، وأن إعلانها الأخير عن الاعتراف بدولة فلسطين هو ذرّ للرماد في العيون.
أما الدولة الفلسطينية الفعلية على الأرض فلن تكون عن طريق الاستجداء، وإنما هي استحقاق لتضحيات الشعب الفلسطيني، عبر مائة عام ونيّف، آخرها عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين.
صافي: خطوة بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة دبلوماسية مهمة لتحقيق حل الدولتين
فيما قال الدكتور ماهر صافي الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن هذا القرار المنحاز والذي جاء بتأييد 422 صوتًا مقابل صوتين اثنين فقط على مشروع القانون الذي يحظر دخول جميع أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية إلى الولايات المتحدة، يعتبر منحاز لمنع منظمة التحرير ممثل الشعب الفلسطيني الشرعي والوحيد من دخول واشنطن ويخدم القرار العدو الصهيوني في عدوانه المستمر على شعبنا الفلسطيني، ويضع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في خانة الشريك الرئيسي للاحتلال الاسرائيلي في إبادة الشعب الفلسطيني.
وحول خطوة بريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطين، أضاف صافي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنها من الممكن أن تكون خطوة دبلوماسية مهمة جدا إن تم تحقيق حل الدولتين والتي تقابل بمعارضة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وهو الذي سيؤدي إلى توتر العلاقات مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحلفاء إسرائيل.
وأضاف صافي أنه من الواضح بأن هناك بداية تغيير في الرأي العام العالمي، بدأت تلوح في الأفق، تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة إيجاد حل عادل وشامل، ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقًا لحل الدولتين، الذي أجمعت عليه الأسرة الدولية، ونادت به مبادرة السلام العربية..
وأشار صافي إلى أن هذا التحول يحتاج إلى خطوات فعلية على الأرض، بعيدًا عن لغة الأقوال والشعارات، متابعا "أكثر من 150 دولة في العالم بدولة فلسطين ولكن هذا غير كاف، ما لم تبادر بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي إلي الاعتراف بها، لما لهذا الاعتراف من دلالة علي النظرة المتساوية التي يدور الحديث بشأنها بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأهميته أن يكون هذا الحل مستساغا وقابلا للتنفيذ، فما جدوي الشعارات المنادية بحل الدولتين طالما لا تنعم فلسطين بالاعتراف.
منع أعضاء منظمة التحرير من دخول الولايات المتحدة تكامل للأدوار بين إسرائيل وأمريكا
فيما قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، إن منع أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية بقرار من الكونجرس الأمريكي فإنه لا يمكن تفسيره إلا أنه تكامل للأدوار ما بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في مهاجمة الوجود والتمثيل الفلسطيني، حيث أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ولها مكانة كبيرة على المستوى السياسي وأيضًا المستوى الشعبي.
وأضاف أبو لحية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن مثل هذا القرار يصدر في مثل هكذا توقيت يؤكد أن الإدارة الأمريكية ليست جدية فى تصريحاتها حول محاولاتها للدفع نحو السلام في المنطقة وفي مقدمتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فكيف يمكن تفسير تصريح عن نية الاعتراف بالدولة الفلسطينية وانت تحجب دخول أعضاء المنظمة إلي أراضيك وهذا يستحضر المثل الشعبي الذي يقول "اسمع كلامك يعجبني أشوف أمورك استغرب"، ولكن لا عجب علي تصريحات واشنطن ضد الشعب الفلسطيني حيث أنها تغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية منذ عدة سنوات، وتضع اسم منظمة التحرير علي ما يسمي قائمة الارهاب وبالتالي الولايات المتحدة هي مشكلتها ليست مع فصيل فلسطيني معين وإنما مشكلتها مع شعب كامل.
وحول اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية، قال أبو لحية فإنها ليست منية من بريطانيا وإنه حق اساسي لشعبنا الفلسطيني لتصحح جريمتها الكبرى التي ارتكبتها في عام ١٩١٧ حينما منحت ما لا تملك لمن لا يستحق بوعد بلفور المشؤوم وسمحت بإنشاء وطن قومي لليهود على أرضنا، إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو واجب على بريطانيا وتعتبر خطوة تأخرت كثيرا، وأضف إلى ذلك أنه يتعين مصاحبة قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية قرار اخر وهو تعويض الشعب الفلسطيني الذي تضرر بسبب وعد بلفور.