"أرشيف بدوى" يوثق تاريخ الإسكندرية فى صورة بالمتحف اليونانى الرومانى
صور تلونت بالأبيض والأسود، وأخرى تجملت بالألوان الدافئة ظلت قادرة على الاحتفاظ بحكاياتها وكواليسها بعد أكثر من 80 عامًا لتخرج من بين أفلام النيجاتيف وتعرض للمرة الأولى ضمن مشروع "أرشيف بدوي" بأسبوع الإسكندرية للصورة في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية.
لم يعلم الجد بدوي المصور بعد مرور كل تلك السنوات أن الصورة التي التقطتها عدسته في الماضي ستكون مادة أرشيفية هامة وكنزًا بصريًا يبهر أعين المشاهد في الوقت الحديث وسيكون مصدرًا هامًا له للبحث عن سؤاله "كيف كانت الإسكندرية في الماضي".
لتنفض عن تلك الصور الأرشيفية غبار الماضي بداخل أحد أقدم استديوهات الإسكندرية وترمم كادراتها وتخرج لتحكي عن عروس البحر المتوسط وكيف كانت الحياة اليومية آنذاك وأين ذهبت تلك المعالم السكندرية في الوقت الحالي، والاختلاف بين الأفراح والتقاليد في الوقت الماضي عن اليوم.
ولتكتمل رحلتك بداخل معرض بدوي في عدة مراحل بدءًا من التعرف على كاميرات التصوير التي اندثرت مع مرور السنوات وتطوير التصوير بالديجيتال، حتى خروج فيلم النيجاتيف للغرفة المظلمة التي لا يضيئها إلا كشاف باللون الأحمر لطباعة تلك الكادرات المصورة.
لينقذ هذا الأرشيف 3 مصورين من الشباب، هم: أحمد ناجي دراز، حازم جودة، وعبدالعزيز بدوي لاستديو جدة الذي بدأ التصوير منذ عام 1939 حتى توقف عن العمل بوفاته عام 2013، ولكن بعد تكرار زيارة الأصدقاء للاستديو، أثارهم الفضول لاكتشاف هذا العالم الغني الذي يحمل بين كادراته تاريخًا مليئًا بالصور والحكايات والأفلام، وانجذبنا إلى السحر الموجود بالمكان، وقرروا أن تكون تلك المادة الأرشيفية الغنية بطلة المعرض لتحكي عن الأجيال الحالية حكايات الإسكندرية قديمًا.
ليحتوي معرض أرشيف بدوي على أكثر من ٣٥٠ قطعة أصلية بين صور وأفلام اختيرت من بين الآلاف من الأرشيف المحفوظ، تعرض لأول مرة من مقتنيات الأرشيف، تعرض جوانب من تاريخ المدينة والحياة الاجتماعية والفنية بها، فمشروع الأرشيف له أهمية وقيمة كبيرة للمدينة ولتاريخ التصوير في مصر، وقرروا إنقاذ هذه المادة من الضياع والتلف، وأصبح شاغل مؤسسي المشروع الرئيسي أن يعرضوا الصور والنيجاتيف التي تعتبر وثائق بصرية لتاريخ مصر الحديث، ويشاركوا بها المجتمع سواء من المهتمين بالصورة والفن والتاريخ أو الباحثين في كل المجالات.
