كيف تؤثر العواطف والمشاعر على صحتك العقلية والجسدية؟
كل شخص يواجه مجموعة واسعة من المشاعر كل يوم، وبغض النظر عن المشاعر التي تمر بها، ستعتمد عواطفك على كيفية تفسير عقلك وجسدك لموقف معين.
وتُعرّف جمعية علم النفس الأمريكية (APA) العواطف بأنها ردود أفعال عقلية ذاتية تتضمن أيضًا استجابات سلوكية وجسدية، باختصار، يمكن أن تؤثر عواطفك على عقلك وأفعالك وجسمك.
نظرًا لأن العواطف جزء مهم من حياتك اليومية، فمن الضروري أن تعرف ماهيتها، ولماذا تشعر بها، وكيف تؤثر عليك؟ وما يمكنك فعله للتحكم فيها؟ إن تعلم كيفية التعرف على مشاعرك والتعامل معها يمكن أن يساعد في منع العواقب العقلية والجسدية السلبية بالإضافة تحسين علاقاتك الاجتماعية.
أنواع العواطف
يمكن تقسيم العواطف إلى فئتين: المشاعر الأساسية والعواطف المعقدة، وترتبط المشاعر بتعبيرات الوجه التي يمكن التعرف عليها وتميل إلى الحدوث تلقائيًا. المشاعر الستة الأساسية هي:
المرح
الحزن
الاشمئزاز
الخوف
المفاجأة
الغضب
عادةً ما تكون هذه المشاعر أساسية للسلوك البشري وغالبًا ما تكون موجودة منذ الولادة.
وفي الوقت نفسه، لا تظهر المشاعر أو العواطف المعقدة بملامح وجه أو يمكن التعرف عليها بسهولة، وبعض الأمثلة على المشاعر المعقدة تشمل:
الحزن
الحسد
الندم
الحب
الإحراج
الغيرة
الاِمتِنان
الشعور بالذنب
الفخر
القلق
كما أن المشاعر المعقدة عادة ما تكون مزيجا من اثنين أو أكثر من المشاعر، على سبيل المثال، يمكن أن تكون الكراهية مزيجًا من الغيرة والغضب والاشمئزاز.
وتختلف المشاعر المعقدة أيضًا بشكل كبير في كيفية ظهورها على وجه الشخص وقد لا يكون لها تعبيرات يمكن التعرف عليها على الفور.
كيف تعمل العواطف؟
عندما يفكر معظم الناس في العواطف، فإنهم يفترضون أن العواطف كلها في رؤوسهم، ومع ذلك، اكتشف العلماء أنه على الرغم من أن العواطف تنشأ في الدماغ، إلا أن هدفها هو تنشيط جسمك، ويشير البعض إلى أن هذا التنشيط يحدث من خلال العصب المبهم، وهو العصب الذي يربط دماغك بجسمك.
كيف تؤثر العواطف على صحتك العقلية؟
عند النظر في كيفية تأثير عواطفك على صحتك العقلية، من المهم أن نلاحظ أولًا أنه لا توجد عاطفة "سيئة" أو سلبية حقًا، ولكن تعد المشاعر السلبية إشارة إلى وجود خطأ ما ويجب معالجته.
ومع ذلك، إذا كنت تكافح من أجل إدارة هذه المشاعر السلبية أو تحاول تجاهلها أو قمعها عند ظهورها، فقد يؤثر ذلك سلبًا على صحتك العقلية.
في الواقع، عندما تستمر المشاعر السلبية لفترة طويلة من الزمن، مثل الحزن المزمن أو الغضب أو الخوف، فقد يؤدي ذلك إلى الاكتئاب والقلق وحتى تعاطي المخدرات.
من ناحية أخرى، إذا كنت قادرًا على التعرف على المشاعر السلبية على حقيقتها، وإدارة تلك المشاعر، وتجاوزها، فإن هذا يسمى المرونة.
وغالبًا ما يكون لدى الأشخاص الذين يتمتعون بالمرونة مشاعر إيجابية أكثر من المشاعر السلبية، وقد تعلموا كيفية العثور على الهدف والمعنى في الحياة، حتى عندما تكون الحياة صعبة، هذا لا يعني أنهم لا يشعرون بمشاعر سلبية؛ لكنهم يدركون تلك المشاعر، ويتعاملون مع المشكلات التي تسببها، ويحاولون إعادة صياغة تفكيرهم.
كيف تؤثر المشاعر على صحتك الجسدية؟
لقد وجد الباحثون صلة بين المشاعر الإيجابية والصحة البدنية، فيميل الأشخاص الذين لديهم نظرة إيجابية للحياة إلى التمتع بصحة عامة أفضل، بما في ذلك انخفاض ضغط الدم ومستويات السكر في الدم وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب
وفي إحدى الدراسات، لاحظ الباحثون أن وجود نظرة إيجابية يمكن أن يؤثر على مدى سرعة تعافيك ويمكن أن يؤثر أيضًا على معدلات البقاء على قيد الحياة.
وفي الوقت نفسه، تم ربط المشاعر السلبية بآثار صحية سلبية طويلة المدى، وقد يتعرض الأشخاص الذين لديهم صعوبة في إدارة عواطفهم بشكل فعال أو الذين يعانون من التوتر يكونون أكثر عرضة للإصابة بحالات صحية مزمنة وزيادة خطر الوفاة المبكرة.