رئيس جامعة القاهرة: نتوسع فى استقدام أساتذة أجانب فى كافة التخصصات للتفاعل الحضارى
أكد الدكتور محمد الخشت، إن هيئة التدريس بجامعة القاهرة تعد من أقوى هيئات التدريس على مستوى العالم العربي، مشيرا إلى أن أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة هي التي تقوم عليها معظم الجامعات الخاصة والأهلية في مصر، مؤكدًا أن جامعة القاهرة لا تبخل على أي جامعة بكوادرها لأننا نعمل لهدف واحد من أجل تقدم الوطن.
وقال الدكتور محمد الخشت، خلال حواره التليفزيوني مع الدكتورة درية شرف الدين في برنامج حديث العرب من مصر المذاع على الفضائية المصرية، إن جامعة القاهرة تفتح المجال للبعثات المختلفة وفي نفس الوقت تتوسع في استقدام أساتذة الأجانب في كافة التخصصات، حيث تم استقطاب علماء من أبرز دول العالم للتدريس في كافة الكليات، بهدف سد الفجوة المعرفية ونقل الخبرات وزيادة الوعي لدى الطلاب بثقافات وحضارات الدول المختلفة وزيادة الاحتكاك بين أعضاء هيئة التدريس بالجامعة والعلماء الأجانب، بما يسهم في وجود خريجين مؤهلين للعمل داخليا وخارجيا.
وأضاف الدكتور محمد الخشت، أن جامعة القاهرة بدرس بها حاليا نحو 22 ألف طالب وافد من مختلف الجنسيات، وهو تأثير كبير في قوة مصر الناعمة في الخارج، وهو انعكاس كبير لحجم التقدم في جامعة القاهرة ومناهجها العلمية الحديثة، مؤكدا أن جامعة القاهرة وفقًا لتصنيف ليدن الهولندي تعد من أفضل 1% من الجامعات على مستوى العالم.
وأوضح الدكتور محمد الخشت، أن تجربته الفكرية الخاصة بدأت بالتعقل ثم وصل للإيمان بالله، عندما دخل لعالم المفكر برتراند راسل غير المؤمن بالأديان في سن مبكرة، وخرج منه أكثر إيمانًا، مؤكدا أن كثيرا من التفكير يؤدي إلى الإيمان وليس الكفر.
وقال الدكتور محمد الخشت، إنه يجب علينا أن نميز بين الدين والتراث والخطاب الديني، مؤكدا أن الدين هو القرآن الكريم والسنة الثابتة المتواترة والمبينة للقرآن، وما ليس ذلك فهو ليس دينا ولكن هو تراث وخطاب ديني بشري قابل للمراجعة والنقد.
وأوضح الدكتور محمد الخشت، أن الخطاب الديني ببساطة هو كل ما أنتجه العلماء وكل ماكتبه المثقفون وكل ما يقوله الأئمة، فهو حديثنا نحن البشر كتابة أو شفاهة عن الدين، وبالتالي الدين إلهي وهو غير الخطاب الديني البشري الذي يختلف فهمه واستنباطه من شخص لآخر.
وقال الدكتور الخشت، إنه يجب علينا أن نؤمن بنظرية تعددية الصواب، ومعناها أن العبارة الواحدة يمكن أن يكون لها أكثر من تفسير وهذه التفسيرات المختلفة صحيحة، مشيرًا إلى حديث رسول الله "لا تصلوا العصر الا في بني قريظة"، مبينا أن الرسول أقر ماحدث من الفريقين، وهو دليل على تعددية الصواب سواء للتفسير الحرفي أو للتفسير بالمقاصد.
وأوضح الدكتور محمد الخشت، ضرورة التفريق بين الثوابت والمتغيرات أي بين المقدس وهو الدين الثابت مثل أركان الإسلام والإيمان، وبين المتغير البشري وهو الخطاب الديني المتمثل في كل ما يتم فهمه بشريا من الدين، مستشهدا بالآية الكريمة "اليوم أكملت لكم دينكم" موضحا اكتمال دائرة الكلمات الإلهية وأن ما جاء بعد ذلك ليس إلهيا وإنما بشري وبالتالي فإن الجهود البشرية تقبل الصواب والخطأ، وأن ما هو إلهي يكون محل إيمان يقيني وما هو بشري يكون قابلا للرأي والرأي الآخر.
ودلل الدكتور الخشت على تعددية الصواب، أن تفسير القدماء لقول الله تعالى: "والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون" موسع بمعنى أن الله قادر، والعلماء في عصرنا الحالي يقولون إن الكون يتمدد ويتوسع، والمعنيان صواب، ويحتملهما النص القرآني؛ فيجب علينا الإيمان بتعددية الصواب، مؤكدًا أن الدين لكي يكون صالحا لكل زمان ومكان لا بد أن يحتمل معاني تختلف باختلاف الأزمنة.
وأكد الدكتور الخشت، أن الخطاب الديني التقليدي الذي يعتقد أن شخصا واحدا فقط معه الحقيقة والباقي على باطل، هو الخطأ بعينه، وأن الخطاب الديني الجديد يؤمن بأن كل رأي يحتمل الصواب دون الحجر في الرأي على أحد، لافتًا أن الاختلاف بين العلماء أمر طبيعي وأن الإمام الشافعي اختلف مع نفسه وغير من رأيه في بعض الأمور عندما كان في العراق وعندما جاء لمصر.