رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس سمعان الصدّيق وحنّة النبيّة

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس سمعان الصدّيق وحنّة النبيّة، ويقول الانجيل انه وكان في أورشليم رجل بار تقي اسمه سمعان، ينتظر الفرج لإسرائيل، والروح القدس نازل عليه. وكان الروح القدس قد أوحى إليه أنه لا يرى الموت قبل أن يعاين المسيح الرب.

فأتى الهيكل بدافع من الروح. ولـما دخل بالطفل يسوع أبواه، ليؤدّيا عنه ما تفرضه الشريعة، حمله على ذراعيه وبارك الله فقال: «الآن تطلق، يا سيد، عبدك بسلام، وفقًا لقولك  فقد رأت عيناي خلاصك الذي أعددته في سبيل الشعوب كلها نورًا يتجلى للوثنيين ومجدًا لشعبك إسرائيل».

وكان أبوه وأمه يعجبان مما يقال فيه. وباركهما سمعان، ثم قال لمريم أمه: «ها إنه جعل لسقوط كثير من الناس وقيام كثير منهم في إسرائيل وآية معرضة للرفض. وأنت سينفذ سيف في نفسك لتنكشف الأفكار عن قلوب كثيرة».

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: وكانت هناك نبيّة هي حنّة ابنة فانوئيل من سبط آشر، طاعنة في السن، عاشت مع زوجها سبع سنوات ثم بقيت أرملة فبلغت الرابعة والثمانين من عمرها، لا تفارق الهيكل، متعبّدة بالصوم والصلاة ليل نهار. فحضرت في تلك الساعة، وأخذت تحمد الله، وتحدّث بأمر الطفل كل من كان ينتظر افتداء أورشليم.

مَن لا يتذكّر على الفور، وهو اليوم يحمل شمعةً مضاءة في يده، ذاك الرجل الشيخ الذي استقبل الرّب يسوع بين ذراعيه ذلك اليوم، الكلمة في الجسد، النور في الشمع، وشهد بأنّه النور الّذي ينير جميع الشعوب؟ والرجل الشيخ كان هو نفسه شعلة متَّقدة تنير، شاهدًا للنور، هو الذي،  بالرُّوح القدس الذي كان مملوءًا به، جاء ليستقبل حبّك  يا الله في وسط هيكلك ويشهد أنّه الحبّ والنور لشعبك ...

 اِفرَحْ، أيّها الشيخ البارّ؛ أُنظر اليوم ما كنت قد أبصرته مسبقًا: ظلمات العالم بُدِّدَت، الأمم تسير إلى نوره. الأرض كلّها مليئة بالمجد من هذا النور الذي كنت تخفيه في قلبك من قبل والذي ينير عينيك الآن... قبِّل حكمة الله، أيّها الشيخ القدّيس، وليتجدّد شبابك . تلَقَّ على قلبك رحمة الله، وسوف تعرف شيخوختك حلاوة الرحمة. "سوف يستريح في حضني" يقول الكتاب المقدَّس. حتّى عندما أُعيده إلى أمّه، سيبقى معي؛ سوف يكون قلبي سكرانًا من رحمته، وأكثر من ذلك قلب أمّه... أرفع الشكر وأفرح من أجلكِ، يا ممتلئةً نعمة، لقد وضعتِ في العالم الرحمة التي تلقّيتُها؛ الشمعة التي أعددتِها، أُمسكها بيديَّ...

 وأنتم أيّها الإخوة، أُنظروا الشمعة التي تشتعل بين يدَي سمعان، أضيئوا شموعكم بالاستعارة من نورها... عندها، لن تحملوا فقط النور بين أيديكم، بل تصبحون أنتم أنفسكم نورًا. النور في قلوبكم، النور في حياتكم، النور لكم، النور لإخوتكم.