رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. الكنيسة اللاتينية تحتفل بعيد تقدمة المسيح

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم الجمعة، بذكرى عيد تقدمة المسيح وينفرد الإنجيلي لوقا بذكر تقدمة يسوع إلى الهيكل وهو ما تسميه كنيستنا "دخول السيد إلى الهيكل".

يأتي ذلك في سياق انفراد القديس لوقا بذكر أحداث عدة حصلت قبلاً يذكرها دون غيره من الإنجيليين، "ختانة الرب" عند تمام يومه الثامن في آية وحيدة.

ويندرج الحدثان ضمن إطار تشديد لوقا على طاعة مريم ويوسف والطفل يسوع للشريعة

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: 

"مدينة الناصرة هي المدرسة حيث نبدأ في فهم حياة الرّب يسوع، إنّها مدرسة الإنجيل. هنا نتعلّم أن ننظر إلى المعنى العميق والغامض لتجلّي ابن الله بهذه الصورة الشديدة البساطة، والشديدة التواضُع والجميلة جدًّا، كما نتعلّم أن نستمع إليه، وأن نتأمّل وأن نستوعبه. وربّما نتعلّم أيضًا عن غير وعي أن نقتدي به... كم نودّ أن نعودَ أطفالاً وأن نرجع إلى مدرسة الناصرة المتواضعة والسامية؛ كم نوُد، جنبًا إلى جنب مع مريم العذراء، أن نكتسب مجدّدًا علم الحياة الحقيقي والحكمة العلويّة عن الحقائق الإلهيّة!... 

لكن في البداية درسٌ في الصمت: ليَنبثق فينا مجدّدًا تقديرُ الصمت، هذه الحالة الذهنيّة الأساسية والمثيرة للإعجاب، فينا نحن الذين نرزح تحت وابلٍ من الصخب والضجيج والصراخ في حياتنا الحديثة والصاخبة. يا صمت الناصرة، علِّمنا الخشوع، والتأمّل الداخلي، والاستعداد للاستماع الى الإلهامات الجيّدة وإلى كلمات المعلّمين الحقيقيّين؛ علِّمنا حاجة وقيمة التحضيرات والدراسة والتأمّل والحياة الشخصيّة والداخليّة، والصلاة التي لا يراها سوى الله في الخفيّة 

درسٌ في الحياة العائليّة: لتعلِّمنا الناصرة ما هي العائلة، وشراكتها في المحبّة، وجمالها الصارم والبسيط، وميزتها المقدّسة والمصونة؛ لنتعلّم من الناصرة كيف أن التنشئة التي نتلقّاها لطيفة وغير قابلة للاستبدال؛ لنتعلّم ما هو دورها الأساسي على المستوى الاجتماعي.

ودرسٌ في العمل: الناصرة، وطن "ابن النجار" هذا هو المكان الذي فيه نريد فهم شريعة العمل البشري الصارمة والخلاصيّة، والاحتفال بها. هنا، نريد إعادة ضمير نبالة العمل؛ هنا، نريد التذكير بأنّ العمل لا غاية له بحدّ ذاته، إنّما حريّته ونبله يأتيانه من القيم التي تكمّله بالإضافة إلى قيمته الاقتصاديّة. كم نودّ هنا أن نحيّي عمّال العالم كلّهم، وأن نُظهر لهم مثالهم الأعلى، أخاهم الإلهي...المسيح ربّنا.

من جانبه، يقول الأنبا بنيامين مطران المنوفية في كتاب الأعياد السيدية في الكنيسة القبطية، عن عيد دخول المسيح إلى الهيكل بعد 40 يوم، إنه دخل السيد المسيح الهيكل وحمله سمعان الشيخ على ذراعيه وأعلن أنه المخلص، طاعة الشريعة هنا في طقس التطهير الولد بعد 40 يوم والبنت بعد 80 يوم.

والأيام رمز لفترة الإقصاء التي عاشها آدم وحواء. وبعد أن أخطأ آدم وحواء طردوا أي أُقصوا عن الفردوس. البنت 80 يوم لأن حواء أكلت وأعطت آدم ليأكل فأخذت ضعف المدة.

رقم 40 فيه الـ10 × 4 العشرة رقم يشير للسماء والأربعة رقم يشير للأرض لأنها شريعة سماوية تطبق على الأرض، كل موضوع تشترك فيه السماء مع الأرض يظهر رقم 40، موسى أستلم الشريعة بعد 40 يوم على الجبل والمسيح له المجد صام 40 يوم وخدم 40 شهر وعاش 400 شهر.  وصعد بعد 40 يوم من القيامة.

فالتطهير عمل إلهي ينفذ على الأرض لذلك يحدث بعد 40 يومًا أو ضعف المدة لحواء، ولم يكن هدف دخول المسيح التطهير فقط ولكنه استعلان من خلال سمعان الشيخ. وسمعان هو أحد مترجمي الترجمة السبعينية أي العهد القديم من العبرية إلى اليونانية وأمام آية "ها العذراء تحبل وتلد ابنًا" .. فقال له الله ستعيش حتى ترى العذراء تحبل وتلد.