رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. بيزنطيو مصر يحتفلون بعيد تقدمة المسيح للهيكل وذكرى الشهيد تريفون

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية  بذكرى القدّيس الشهيد تريفون الذي استشهد في عهد الإمبراطور ذاكيوس، وذلك بجانب تقدمة المسيح إلى الهيكل، وينفرد الإنجيلي لوقا بذكر تقدمة يسوع إلى الهيكل وهو ما تسميه كنيستنا "دخول السيد إلى الهيكل".

يأتي هذا في سياق انفراد القديس لوقا بذكر أحداث عدة حصلت قبلاً يذكرها دون غيره من الإنجيليين، "ختانة الرب" عند تمام يومه الثامن في آية وحيدة، ويندرج الحدثان ضمن إطار تشديد لوقا على طاعة مريم ويوسف والطفل يسوع للشريعة.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها:قال اللّص الّذي عُلِّق عن يمين الرّب على الصّليب: "أَمَّا نَحنُ فعِقابُنا عَدْل، لِأَنَّنا نَلْقى ما تَستوجِبُه أَعمْالُنا. أَمَّا هو فلَم يَعمَلْ سُوءًا" ثمّ أضاف مُصَلّيًا: "أُذكُرْني يا يسوع إِذا ما جئتَ في مَلَكوتِكَ" لم يجرؤ اللصّ على القيام بهذه الصلاة قبل أن يزيل عن كاهله، باعترافه، عبء خطاياه. أرأيتَ، أيّها المسيحيّ، كم هي عظيمة قوّة الاعتراف. فقد اعترف بخطاياه وانفتحت له أبواب السماء؛ اعترف بخطاياه، فتحلّى بالثقة الكافية ليطلب الملكوت بعد سرقاته.

أتريد أن تعرف الملكوت؟ ما الذي يشبه الملكوت في هذا المشهد؟ أمامكَ المسامير والصليب، ولكن ذاك الصليب نفسه كما قال الرّب يسوع هو علامة الملكوت. وأنا، حين أراه على الصليب، أعلنه ملكًا. أليس للملك أن يموت في سبيل رعاياه؟ فقد قال بنفسه: "أَنا الرَّاعي الصَّالِح والرَّاعي الصَّالِحُ يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف". ويصحّ ذلك أيضًا بالنسبة إلى الملك الصالح، فهو أيضًا يبذل نفسه في سبيل رعاياه. سوف أعلنه إذًا ملكًا لأنّه وهب حياته: "أُذكُرْني يا يسوع إِذا ما جئتَ في مَلَكوتِكَ".

أتفهم الآن كيف أنّ الصليب هو علامة الملكوت؟ إليك أيضًا دليل آخر. لم يترك الرّب يسوع المسيح صليبه على الأرض، إنّما رفعه ونقله معه إلى السماء. ونحن نعرف ذلك لأنّ صليبه سيكون بقربه حين يعود بالمجد. ولكي يُظهر لكَ كم أنّ هذا الصليب أهل بالتكريم، جعل منه عنوان مجده... حين يأتي ابن الإنسان، "تُظلِمُ الشَّمس، والقَمَرُ لا يُرسِلُ ضَوءَه". سوف يسود النور الحيّ لدرجة أنّ ضوء أشد النجوم لمعانًا سوف ينخسف. حينئذٍ أيضًا "تَتَساقَطُ النُّجومُ مِنَ السَّماء، وتَتَزعزَعُ قُوَّاتُ السَّمَوات وتَظهَرُ عِندَئِذٍ في السَّماءِ آيةُ ابنِ الإِنسان".

 أرأيت قوّة علامة الصليب؟... حين يدخل ملك إلى مدينة ما، يحمل الجنود راياتهم ويرفعونها على أكتفاهم ويمشون أمامه حتّى يعلنوا مجيئه. هكذا سوف تسبق جوقات الملائكة ورؤساء الملائكة الرّب يسوع المسيح حين ينزل من السماء. سوف يحملون على أكتفاهم هذه العلامة التي تنذر بمجيء ملكنا.