محمد سالم أبوعاصى: كتاب "إمام التفكير" غيّر أفكارى عن نصر أبوزيد
شهدت قاعة "كاتب وكتاب" في معرض القاهرة الدولي للكتاب الجمعة، ندوة لمناقشة كتاب "إمام التفكير.. زيارة جديدة لنصر حامد أبوزيد" للإعلامي ورئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة "الدستور" الدكتور محمد الباز، وناقشه الكاتب محمد عبدالعزيز، وعميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر الأسبق وأستاذ التفسير وعلوم القرآن محمد سالم أبوعاصي.
الكتاب غيّر أفكاري عن أبوزيد
وقال العالم الأزهري محمد سالم أبوعاصي، في كلمته، إنه استمتع بقراءة هذا الكتاب في ليلة واحدة، واستمتع بأسلوب مؤلفه السهل والجذاب والمتسلسل والمترابط، مشيرًا إلى أن الكتاب قد غيّر من بعض آرائه عن المفكر الراحل نصر حامد أبوزيد، فقد قرأ أعمال نصر أبوزيد وكتب كتابًا لنقده منذ ثلاثين عامًا، لكن كتاب "إمام التفكير" كان محفزًا له لإعادة التفكير عن المفكر الراحل.
أضاف أبوعاصي: "إحدى أهم نقاط القوة لدى أبوزيد هو شجاعته، فقد كانت لديه القوة في طرح الآراء والدفاع عنها على عكس رجال الدين الذين يطبخون الأفكار للجمهور ولا يمكنهم تحمل هيجان المجتمع حال طرح أفكار مغايرة، فهناك أفكار كثيرة في كتب التراث والحديث لا يمكن أن يتقبلها العقل وتحتاج إلى الطرح والمناقشة".
أشار أبوعاصي إلى أن أبوزيد ناقش قضايا مهمة، إذ طرح مسألة خطورة التوحيد بين الفكر البشري والنص المقدس بتقديس بعض الآراء البشرية التي قد لا يتقبلها منطق، وهو ما عارضه بشدة في كتاباته، فضلًا عن أنه اهتم بالتفرقة بين النص المقدس وحواشيه، وتحدث عن خطورة تقديس التراث والسلف، والحاجة إلى مراعاة المصلحة وليس تقديس السلف، وضرورة الابتعاد عن اليقين الفكري الذي يفرض رأيًا واحدًا على المجتمع، وعدم إهدار البعد التاريخي للنصوص.
واستطرد أبوعاصي: "من مآخذي على المفكر الراحل أنه لم يوضح أطروحاته، فأطلق كلامًا عامًا فذهبت النفس كل مذهب، فقد قال إن القرآن منتج ثقافي وهو ما يساء تفسيره، ولم يوضح مراده، وكان من المفترض أن يوضح مقاصد أفكاره حتى لا يُساء تفسيرها".
تقديم الكتاب
الكتاب الصادر حديثًا عن "دار مسافات" جاء في تقديمه: "كان نصر حامد أبوزيد يريد أن يقابل كلَّ مصري ليحكي له حكايته، يتحدث معه عن أبحاثه ودراساته وكتبه، يؤكد له أنه ما أمسك بالقلمِ إلا لنصرة الإسلام وتخليصه مما لحِقَ به من شوائب البشر، لم يكُن يدافع عن نفسه، بقدر ما كان يدافع عن الفقراء والبسطاء والضعفاء والمنكسرين، دون أن ينتظر منهم شيئًا، كل ما أراده هو أن يعرفوه كما عاش وكما كتب وكما مات أيضًا".
أضاف: "هنا نخرج مع نصر بعيدًا عن الغرف والكتب والدراسات والمؤتمرات والندوات المغلقة، سنجلس على المقاهي معًا، ونسير في الشوارع معًا، ونطرق أبواب البيوت الموصدة في وجهه علَّها تفتح أمام (إمام التفكير) الذي وهب نفسه للحياة والناس، هنا نروي قصة الفتى الذي حاولَت الأقدار أن تسحقه، لكنه تحداها وانتصر عليها، هنا نحكي الفصل الكبير من حياته، يوم القيامة الذي وجد نفسه فيه قبل أن يموت مُهدَّدًا ومطاردًا ومنفيًّا. نسمعه معًا وهو يقول لنا ما الذي قدمه، وما الذي كان يريده؟، أفعل ذلك لأني أشعر أن روحه التي فاضت إلى ربها منذ سنوات لم تقابل الراحة إلى الآن، وحتى تقر وتستقر فلا بد أن يعرف الجميع: لماذا قتلوه وهو حي؟، ولماذا مثلوا بجثته وهو يراقبهم صارخًا دون أن يسمع لصراخه أحدٌ؟ ولماذا حاولوا كتم أنفاسه فلم يمنحوه فرصةً للدفاع- مجرد الدفاع- عن نفسه؟".