رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أم سعد" قصة الكاتب الفلسطينى غسان كنفانى عن الأرض والعرض والبندقية

غسان كنفانى
غسان كنفانى

“أم سعد” هى رواية بديعة للكاتب الفلسطينى غسان كنفانى، نشرت عن دار العودة فى بيروت 1969، ويقول غسان كنفانى فى مدخل روايته إن أم سعد امراة حقيقية أعرفها جيدا، مازلت أراها دائما وأحادثها وأتعلم.

كما قال لقد علمتنى أم سعد كثيرا وأكاد أقول إن كل حرف جاء فى السطور التالية مقتنص من بين شفتيها اللتين ظلتا فلسطينيتين رغم كل شىء،ومن كفيها الصلبتين اللتين ظلتا رغم كل شىء تنتظران السلاح.
تفاصيل القصة 
تبدأ رواية أم سعد لغسان كنفانى بأم سعد المرأة الفلسطينية الفلاحة التى تقيم فى مخيما للفلسطينيين فى لبنان بعد تهجيرهم من أرضهم بعشرين سنة، تزور أم سعد ابن عمها راوى القصة وهى تحمل عرقا صغيرا مقطوعا من شجرة عنب، ثم غرسته أمام غرفته، ظنا منها أنه سيثمر، والحقيقة أن هذا العرق كان له دلالة فهو أبناء المخيم اللاجئين الذين أنهكم الألم والوجع، وبرغم كل المرارات والعذابات تنبأ كنفانى بشدة عودهم، فى قابل الأيام وقتها سيطرح العنب بنادقا فى أكفهم فيحررون أرضهم.

تحكى القصة عن سعد الذى ترك المخيم ثم خرج إلى الحدود مع أقرانه حاملا بارودته ليقاوم المحتل الاسرائيلى الذى اغتصب بلاده، كما يتطرق الكاتب إلى حياة الفلسطينيين فى المخيم ومدى البؤس الذى يعيشونه هناك، فأم سعد برغم المرض تغسل السلالم فى المدينة التى لم يخبرنا كنفانى باسمها، تأكيدا على أن كل المدن قاسية على الفلسطينيين، تتطور الأحداث حيث سعيد شقيق سعد يحمل البارودة كى يلحق بأخيه، لذا قال أبوه لو كنا هيك ما كان حصل، يقصد لو أن الفلسطينيين كانوا يحملون السلاح لما حدثت نكبة ثمانية وأربعين.

كما أرسل كنفانى عدة رسائل إلى العرب من خلال أم سعد التى قالت بدأت الحرب بالراديو وانتهت بالراديو، وكان العبارة الأكثر بلاغة هى قال لها تصبحين على وطن قالت مفش حدا بنام بصحى يلاقى وطن يستناه. 
نهاية القصة 
أنهى غسان كنفانى قصته بفرع العنب الذى بدأها به حيث قالت أم سعد برعم العرق، وكأن غسان كنفانى أراد أن يقول إن فلسطين الولاده لن تموت.