رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى الذكرى الـ53 لافتتاح السد العالى.. أحد بناة المشروع: لا أنسى الفرحة العارمة لوصول التوربينة

مساكن عمال السد
مساكن عمال السد

 

 

مع الذكرى الـ53 لافتتاح السد العالى، أكبر مشروع هندسى فى القرن الـ20، والتى تتزامن مع يناير الجارى، تروى "الدستور" تفاصيل وقصص عن بناة السد العالى، ونحن فى طريقنا إلى منطقة السد التى تضم ما يقرب من 6 مستعمرات قاطنيها من عمال السد وأبناءهم أيضًا، بالإضافة إلى لعدد من المواقع التاريخية منذ ذلك التاريخ ومازالت موجودة حتى الأن، أبرزها مساكن العمال المنقسمة لجزئين العزاب والأسر، وخط السكة الحديد الذي كان يتنقل عبره العمال للوصول إلى عملهم لتنفيذ السد العالى وغيرها.

 

يقول محمد النوبى، أحد أبناء بناة السد، وكان يعمل كبير فنيين بهيئة السد وحاليًا بالمعاش، إن السد العالى من المشروعات العظيمة التى ساهمت فى تغير وجه الحياة بمصر، وكان ومازال رمزًا حيًا علي قدرة المصريين علي العطاء والإبداع والإرادة القوية نحو حياة افضل، موضحًا أن سجلات السد العالي توثق أن هناك ١٣٤ الف عامل شاركوا في بناءه. 

 

وأضاف لـ"الدستور" أن والده كان ضمن العمال الذين شاركوا فى بناء السد وشقيقه، بحانب أن هناك أثنين من أشقاءه مازالوا يعملون حتى الآن، مؤكدا أنه اثناء عمل والده فى المشروع كان فى المرحلة الابتدائية وتحديدًا فى الصف السادس، ووالده كان فنى تخريم لوضع الديناميت، وبعدها انتقل لقسم الحقن. 

 

 وتابع: أثناء طفولتى كنت أذهب برفقة والده إلى عمله بالسد العالى على فترات متباعدة، وينتابنى شعور بالسعادة البالغة، حيث كنت أرى أعمال الإنشاءات بالمواقع، وأبرز ما يظل عالقًا فى ذاكرتى زرع الديناميت وتفجيره فى أحد الانفاق، وأشكال المعدات الروسية، قائلاِ:"كان شكلها حلو كنت بحب اروح مع ولدي اتفرج عليها". 

 

ذكريات وصول ريشة التوربينة للسد

واستطرد: من أبرز ذكريات الطفولة المرتبطة ببناء السد والتى مازالت محفوره فى ذاكرتى حتى الآن وقت وصول ريشة التوربينه وظيفتها تنتج الكهرباء، عبر البحر المتوسط من روسيا حتى أسوان، وكان وقتها تنشر الفرحة فى كل بلد قائلًا :"كانوا فرحانين بريشة السد اللي هتجبلنا الكهرباء ويعلقوا عليها البلح والدبايح لحد ما وصلت أسوان والعائلات راحت تتفرج عليها".

وقال:" توفى والده وكنت فى الصف الأول الإعدادية، والتحق هو بالعمل فى السد العالي ضمن أبناء العاملين وشقيقه الأكبر ايضًا، وكان عمله فى قسم التكسيه والذى كان يشمل تقطيع الحجم الكبير من الأحجار ووضعها على جسم السد ثم يتم وضع رمال عليها حتى تتمسك وذلك خلال المرحلة الأخيرة فى بناء المشروع. 

قطارات عمال السد العالى

عن قطارات عمال السد العالى أوضح "نوبى" لـ"الدستور" أنه كان هناك قطارين، أحدهما تابع لهيئة السد العالى والأخر لشركة المقاولون العرب، لتوصيل العمال إلى مواقعهم ومازال مستمرة حتى الان فى المنطقة، ونقطة التحرك تبدأ من منطقة أبوالريش. 

مساكن عمال السد 

وبالنسبة لمساكن عمال السد ، قال محمد النوبى، إن وقت بناء المشروع توافد آلاف العمال من محافظات الجمهورية للعمل، لذلك كانت هناك مساكن مخصصة لهم يطلق عليها "بلوكات" منقسمة لقسمين :العزاب وهى عبارة عن غرفة تضم 6 أسرة ودورة المياة فى طرقة المبنى وتكون مشتركة، والثانى للأسر ومكونة من غرفة وصالة ومطبخ وحمام.

وأضاف لـ"الدستور": توارث أبناء نفس الوحدات، ويتم دفع مبالغ مالية مقابل حق الانتفاع بهذه المساكن، أما باقى المساكن  هجرها العمال ممن عادوا إلى محافظاتهم عادت مرة أخرى إلى المؤسسة. 

IMG-20240117-WA0005
IMG-20240117-WA0005
received_373824525336527
received_373824525336527
received_780401037438459
received_780401037438459
received_341783008682644
received_341783008682644