الجارديان: أولى شحنات الأدوية تصل إلى المحتجزين والمدنيين فى غزة اليوم
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إنه من المتوقع أن تبدأ شحنات الأدوية لـ"المحتجزين" الإسرائيليين والمدنيين الفلسطينيين في الوصول إلى غزة ، اليوم الأربعاء، بموجب اتفاق توسطت فيه قطر وفرنسا، بعد ليلة من القصف الدامي في جنوب القطاع.
وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية احتجزت نحو 250 "أسرى" خلال هجمات 7 أكتوبر المعروفة بطوفان الأقصى، ولا يزال نحو 132 منهم في غزة، من بينهم 27 على الأقل يعتقد أنهم قتلوا.
وقد استحوذ مصير أولئك الذين بقوا في غزة على اهتمام المجتمع الإسرائيلي، في حين أن الأزمة الإنسانية الأوسع في المنطقة المحاصرة والتي تتسم بتهديد المجاعة والمرض غذت الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
وأعلنت الدوحة، في بيان لوكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، الثلاثاء، عن اتفاق "بين إسرائيل وحماس يتم بموجبه إيصال الأدوية إلى جانب المساعدات الإنسانية الأخرى إلى المدنيين في غزة، مقابل إيصال الأدوية اللازمة للأسرى الإسرائيليين في غزة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، لوكالة الأنباء القطرية: إن الأدوية والمساعدات ستغادر الدوحة اليوم الأربعاء متوجهة إلى مدينة العريش المصرية قبل نقلها إلى قطاع غزة. وقد أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصفقة.
ومن المتوقع أن يتلقى خمسة وأربعون "رهينة" العلاج بموجب الاتفاق، بحسب الرئاسة الفرنسية، التي أضافت: أنه بعد وصول الأدوية إلى مستشفى في مدينة رفح الحدودية بجنوب غزة يوم الأربعاء، ستتسلمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مقسمة على دفعات وتنقل على الفور إلى "الرهائن".
عمليات التسليم تستمر 3 أشهر
وقال فيليب لاليو، مدير مركز الأزمات التابع لوزارة الخارجية الفرنسية، في تصريح نقلته "الجارديان": إن "عمليات التسليم ستستمر لمدة ثلاثة أشهر، وسيتم تنسيقها من قبل المركز، الذي اشترى الأدوية وأرسلها إلى الدوحة يوم السبت في حقيبة دبلوماسية".
وتقود قطر، التي تستضيف المكتب السياسي لحركة حماس، المفاوضات بين إسرائيل والحركة الفلسطينية، وتوسطت إلى جانب مصر في إنهاء الحرب في غزة لمدة أسبوع في نوفمبر الماضي، والتي تضمنت إطلاق سراح عشرات المحتجزين الإسرائيليين والأجانب.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، يوم الثلاثاء: إنه "متفائل" بأن المحادثات التي تتوسط فيها قطر يمكن أن تؤدي إلى اتفاق آخر من هذا القبيل "قريبًا".
قصف الاحتلال الدموي مستمر بلا انقطاع
وأدى الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 24285 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لحصيلة حديثة صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.
وذكرت الوزارة، في وقت مبكر من اليوم الأربعاء: أن "81 شخصًا آخرين قتلوا في غارات ليلية، بما في ذلك في مدينة خان يونس الجنوبية الرئيسية".
وتعثرت المفاوضات بشأن مصير المحتجزين الإسرائيليين بعد إطلاق سراح 105 منهم مقابل إطلاق سراح 240 فلسطينيًا أسيرًا في السجون الإسرائيلية خلال هدنة قصيرة في نوفمبر الماضي. وقالت إسرائيل إنه من المعتقد الآن أن 25 منهم لقوا حتفهم.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب أدت إلى نزوح ما يقرب من 85% من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، واضطر الكثير منهم إلى التجمع في الملاجئ والنضال من أجل الحصول على الغذاء والماء والوقود والرعاية الطبية.
وقبيل منتصف ليل الثلاثاء، أفاد شهود عيان عن وقوع غارات على مستشفى ناصر في خان يونس، مما أثار الذعر بين مئات النازحين الذين يبحثون عن مأوى هناك.
وفي وقت سابق من اليوم، كان سكان المدينة يفتشون بين الأنقاض الناجمة عن الضربات بينما كانت الشاحنات والعربات المحملة بممتلكات الأسر النازحة تجوب الشوارع.
اشتباكات في تل أبيب
وفي تل أبيب، اشتبك متظاهرون مناهضون للحرب مع الشرطة مساء الثلاثاء، حيث رفع البعض لافتات كتب عليها "أوقفوا الحصار" و"أوقفوا الإبادة الجماعية".
وقال المتظاهرة الإسرائيلية، تشافا ليرمان، لوكالة فرانس برس: "إن الأطفال الذين يكبرون الآن في غزة هم الذين سيواجهوننا في غضون سنوات قليلة".
وقالت زميلتها المحتجة ميشال صبري: "يُقتل المدنيون بسبب القصف الإسرائيلي. إنه لا يؤدي إلى شيء. رهائننا ما زالوا هناك. لن نطلق سراحهم من خلال المزيد من القوة العسكرية".