بطريرك الكلدان الكاثوليك: التأوين مصطلح جديد على الكنيسة
قال الكاردينال مارلويس روفائيل ساكو، بطريرك بابل للكلدان الكاثوليك، إن التأوين مصطلح دخل في المجال الكنسي، وهو يشير إلى إجراء إصلاحات وتغييرات تجلب تحسيناً جديداً متميزاً للمؤمنين الحاليين في مجال لاهوت الكنيسة وتعليمها وطقوسها وأحكامها ليتناسب مع عقلية المؤمنين وثقافتهم ومتطلبات ظروفهم في الزمن الحاضر، ليفهموا معانيها ويلتزموا بها.
مؤسسو علم اللاهوت بالكنيسة
لاهوت الكنيسة معظمه يعود إلى زمن آباء الكنيسة في الشرق (واللاهوتيين المدرسيين أمثال توما الإكويني وأسلافه في الغرب). ومعظم الطقوس تعود الى القرون الأولى لاسيما السادس والسابع بالنسبة لنا المشرقيين، وبعضها لم تعد تناسب حاضرنا بسبب اللغة والاطار الزمني والفكري.
من واجب الكنيسة أن تنفتح على الثقافة الحالية وأن تعبّر عن هذا الإرث الغني بأساليب جديدة ولغة معاصرة مفهومة، وحس راعوي مرهف تجاوباً مع الواقع الحالي للناس.
كيف نتكلم مع أساتذة الجامعة وطلابها والأطفال عن أمور دينية معقدة لتكون مؤثرة في سلوكهم كما فعل يسوع؟ فموهبة التكلم بلغات تُشير إلى شمولية البشارة بقيادة الروح القدس.
الروح القدس يحتضن الكنيسة، ويسكب عليها مواهبه ويسندها أمام التحديات والمصاعب. هذا جزء من إيماننا المسيحي. الروح يظل يحرك الكنيسة ويجددها لئلا تنغلق على شعب معين وزمن معين ولغة معينة وثقافة معينة.
هذه الفسحة البديعة من الحرية والاصغاء والتجديد لا تُفقد الكنيسة إرثها الأصيل، فلقد سبق أن تركت عبر تاريخها الطويل بعض أحكامها وأساليبها في سبيل التأوين.
نحن نعيش في مجتمع 97 % منه غير مسيحي، وهؤلاء جزء من رسالة الكنيسة: “اِذهَبوا في العالَمِ كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين”.ألَا يتعين علينا أن نفكر بهم في خطاباتنا، خاصة، عندما تُبَث في وسائل الاعلام؟ نفس الكلام ينطبق على شبابنا المنتشر في العالم ممن يستعملون وسائل التواصل الاجتماعي، وأن نلقن المؤمنين بما فيهم الأطفال معلومات غير مفهومة.