رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

100 يوم حرب... حقوقى فلسطينى: الوضع فى قطاع غزة كارثى

غزة
غزة

قال عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، والمفوض السابق للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين، إن الوضع القائم في قطاع غزة كارثي، مؤكدًا أن تأزيم الوضع الإنساني عملية منظمة مقصودة ومترافقة بعملية توحش من القتل والجرائم غير المسبوقة، التي طالت جميع مكونات المجتمع نساءً وأطفالًا ورجالًا وشيوخًا. مدن بأكملها تمت إبادتها ومسحها من السجلات، والأرقام تتحدث عن نفسها.

وأضاف يونس، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الحرب الحالية أجبرت الكتلة السكنية على النزوح إلى جنوب القطاع وتحديدًا مدينة رفح التي تبلغ مساحتها 62 كيلومترًا مربعًا، وعدد سكانها بالوضع الطبيعي 260 ألف نسمة، ومصنفة من قبل مركز الإحصاء الفلسطيني بأنها أكثر المدن فقرًا في محافظات فلسطين سواء في الضفة الغربية المحتلة أو غزة، مستدركًا: "وبالتالي وهي في أحسن حالتها لم تكن قادرة على الاستجابة لمقدرات المجتمع والكتلة السكنية بها، فما حالها اليوم".
وأكد يونس أن الوضع الحالي وصل لمرحلة ما بعد الكارثي، فالوضع الصحي منهار بجانب انتشار الأمراض وضعف المستشفيات وقدرتها على التعامل مع أكثر من مليون و500 ألف نازح يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في هذا الشتاء والبرد القارس، مشددًا على أن هناك قدرة عجيبة مصرة على الصمود والتكيف، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني أثبت قدرته على البقاء والصمود على مدار سنوات عمره سواء في حرب 1948 أو عام 1967، وحتى قطاع غزة تعرض لحروب كثيرة 6 حروب في أقل من 15 عامًا، وعلى الرغم من ذلك فهم باقون وصامدون.

 

وثيقة الخطوط الحمراء الإسرائيلية 

 

ولفت يونس إلى أن قطاع غزة كان تحت حصار مشدد غير مسبوق، وتم التعامل مع غزة بعيدًا عن كل الإجراءات والقوانين الدولية، تعامل معه الاحتلال وفقًا لحسابات حيوية وما يسمح بدخوله القطاع مرتبط بإبقاء الناس على قيد الحياة فلا هم قادرون على التنفس ولا السباحة، وهذا وفقًا لوثيقة الخطوط الحمراء التي نشرت عام 2012 بجريدة هآرتس العبرية، ومضمونها هو حساب ما يبقي الفرد حيًا أي الحد الأدني المطلوب من السعرات الحرارية، ثم يضرب ذلك للفرد أي 2257 سعرًا حراريًا مضروبًا في عدد السكان من مختلف الفئات، وتتم ترجمتها في كميات السلع التي يسمح بدخولها إلى القطاع من دقيق وأرز وسكر وغيره، ويترجم ذلك بعدد الشاحنات التي يسمح بدخولها وهي حوالي 100 شاحنة، وعلى الرغم من ذلك المواطنون في غزة استطاعوا التكيف مع الوضع وبقوا في أرضهم، فهم لديهم قدرة على الصمود وعلى تغيير الظروف بما يبقيهم أحياءً.

وأكد يونس أن هناك حالة من السعي والصمود دائمًا نحو ما يبقي الإنسان على أرضه مهما كلف الأمر، على الرغم من أن ذلك كلفة إنسانية خطيرة، ولكن نقطة النهاية والبداية عن المواطنين في غزة هي الاستمرار في البقاء على الأرض والبحث عن كل الأسباب والسبل فيما يتعلق بتفاصيل الحياة اليومية.