أحمد الشهاوي يكشف كواليس سلسلة «ديوان الشعر المصرى» في ندوة الدستور
كشف الشاعر الكبير أحمد الشهاوى، فى الندوة التى استضافته فيها جريدة الدستور بمقرها، أنه تم تكليفه برئاسة تحرير سلسلة كتب عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بعنوان «ديوان الشعر المصرى»؛ تبرز جماليات وتاريخ الشعر المصرى القديم على مدار ألف سنة، وهى فكرة للدكتور أحمد بهى الدين، رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب، ووافق على تسميتها بهذا الاسم الذى قدمه له، وسيشارك فيه عدد كبير من الشعراء والأكاديميين المتخصِّصين فى الشعر المصرى بمختلف عصوره ومدارسه، كما تطرق الشهاوى للعديد من الأمور نقرأها فى السطور التالية.
■ ما تفاصيل مشروع ديوان الشعر المصرى؟
- فى الحقيقة قدمت لأحمد بهى الدين، رئيس هيئة الكتاب، مقترحًا لبيان المشروع وأسميته «مصر الشعرية» فى ألفىْ كلمة، على أن يتوقف المشروع عند محمود حسن إسماعيل وما بعده من أسماء لا تحتاج إلى هذا المشروع، نظرًا لأن كتبها موجودة ومتاحة فى المكتبات وطبعت أكثر من مرة مصريًا وعربيًا، لكن هناك أسماء كثيرة أُهْملت ونُسيت وتعاقب عليها التراب ونسيها الأكاديميون، وأيضًا كتبها غير موجودة بالمرة لا فى دار المعارف، التى أصدرت عددًا من الدواوين الشعرية لهؤلاء، ولا فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، وبالتالى لم تقم دار نشر خاصة بنشر الشعر؛ لأن المصيبة الأعظم أن أغلب دور النشر المصرية لا تنشر شعرًا على الإطلاق، وهناك جهتان فقط تنشران الشعر، هما الهيئة المصرية العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة فقط، أما دور النشر الصغيرة فهى تنشر من خمسين إلى مئة وخمسين نسخة برقم مبالغ فيه لا يقل عن سبعة آلاف جنيه، فأنت عندما تطبع ديوانًا توزعه على أهلك فقط، وأنا هنا لا أعتبر الديوان قد صدر.
لقراءة العدد الأول من حرف اضغط هنا
هذا المشروع يعتبر من أهم المشروعات الثقافية التى تقدم وجه مصر المختفى أو المقتول؛ الذى قُتل عمدًا بأيدى الأساتذة الباحثين والدراسين والشعراء أيضًا.
■ قدمت المشروع وأشرفت عليه رغم أنك لا تنشر فى هيئة الكتاب.
- الهيئة نُشر لى فيها كتابان فقط سنة ١٩٩١ و١٩٩٤، ومنذ ذلك التاريخ وأنا أنشر كل كلمة له فى الدار المصرية اللبنانية؛ أنا اخُترت من قِبل مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب، لأداء مهمة ثقافية لخدمة الشعر المصرى، ولك أن تعلم أننى خلال مسيرتى سمعت من يتهم مصر والمصريين بأنهم ليسوا أهل شعر بل أهل رواية، أو شعر عامية مصرية فقط، وقد خضت معركة طويلة على صفحات «أخبار الأدب» مع الشاعر الفلسطينى سميح القاسم عندما قال ذلك.
■ هل كان هذا رأى سميح القاسم وحده أم هو توجه عربى عام؟
- «القاسم» نشر مقالًا قال فيه إن المصريين ليسوا أهل شعر، وهو الرأى الذى يتبناه كثيرون باعتبار أننا أمة فتحها العرب، وأن اللغة العربية فى مصر لم تصبح لغة رسمية إلا سنة ٧٨ هجرية «٧٠٦ ميلادية»، وأنه قبل ذلك كنا نتحدث اللغة القبطية؛ مؤكدًا أنه ورغم ذلك كان هناك أدب وشعر وحضارة وثقافة، لكن المشكلة أن العرب والأكاديميين المصريين يقولون إن العصور الفاطمية والأيوبية والمملوكية كانت عصور انحطاط وتخلف وضعف وجمود، وهذا غير صحيح، وهو كلام مرسل، وأرجو أن يطلع هؤلاء على الكتب الستة الأولى التى ستصدر مع افتتاح معرض القاهرة الدولى للكتاب، وهى للشعراء: «البهاء زهير، ابن سناء المُلك، ابن النبيه، ابن الكيزانى، ابن نُباتة المصرى، ابن قلاقس».
وعندما نذهب إلى ابن خلدون، الذى عاش فى هذا البلد ثلاثة عقود، وقال عن هذه العقود وهؤلاء الشعراء الذين ظهروا فى مصر «ولا أوفر اليوم فى الحضارة من مصر فهى أم العالم وإيوان الإسلام وينبوع العلم»، وهو رجل ليس مصريًا وعاش فيها وتقلد فيها بعض المناصب، ورغم ذلك قال هذا الكلام.
■ ماذا عن جامعات مصر ولماذا لم تتبن وسيلة للرد على كل هذا؟
- للأسف الجامعة المصرية ليس فيها مقعد لتدريس الأدب المصرى، وهناك محاولات حثيثة للبعض؛ وهو ما ذكرته فى بيان السلسلة أن هناك محاولات لمحمد حسين كامل، وشوقى ضيف، وعبداللطيف حمزة وسواهم، قد كتبوا كتبًا فى الأدب المصرى، وهى قليلة ومحدودة ولا يعاد طبعها، وأنه لا توجد دراسات أكاديمية فى الجامعات عن هؤلاء الشعراء، وللأسف أغلب الدراسات التى اعتمد عليها ظهرت خارج مصر، والكتب التى طبعت فى دار المعارف قبل خمسين أو ستين سنة لم يُعَد طبعها مرة أخرى، وأغلب هؤلاء الشعراء ضاعت مخطوطاتهم؛ فقد أراد أحد الأكاديميين المصريين، هو الدكتور حسين نصَّار، الحصول عن مخطوط لأحد هؤلاء الشعراء فذهب إلى مكتبة الاسكوريال فى مدريد، لأن الذى حدث فى العصر الفاطمى والأيوبى أن صلاح الدين الأيوبى- الذى أمر بقتل السُّهروردى- قد محا أغلب ما أنتجه العصر الفاطمى، وباع المكتبات، وأحرق منها الكثير، وهو ما أفقد شعرنا المصرى الكثير من المخطوطات.
على سبيل المثال عندما ننظر إلى الشاعر ابن قلاقس الإسكندرى، الذى كان يعمل تاجرًا، وكان يعيش فى البحر الأحمر، وبالنظر إلى أبى الحسن الشاذلى، الذى مات بعده بمئة عام ودُفن هناك إلى جوار ابن قلاقس نفسه «صحراء عيذاب»، نجد أن الناس تذهب إلى مقام الشاذلى ونسيت ابن قلاقس الذى كان قادمًا من اليمن وغرق المركب، وكان معه شعره مخطوطًا؛ فغرق شعره؛ ودوَّن القليل من الذاكرة، وما أقصده أن هناك شعرًا كثيرًا لشعرائنا قد ضاع، وهؤلاء الشعراء لم يكونوا مجهولين فى زمانهم بل مشاهير، منهم من كان أميرًا، أو وزيرًا، ومنهم من كان يسمَّى بأمير شعراء المشرق، وهو ما يعنى أن الإمارة القديمة كانت موجودة من قبل أمير الشعراء أحمد شوقى، كما أن أغلب الدراسات التى كُتبت عن هؤلاء الشعراء لباحثين وأكاديميين غير مصريين مع الأسماء التى ذكرتها من قبل، ومن أبرزهم الدكتور حسين نصار الذى اهتم بالشعر فى مصر، وأن أغلب الأساتذة بجامعة الإسكندرية اهتموا بالأدب المصرى القديم أكثر من أساتذة جامعة القاهرة، وهو ما يعد أمرًا غريبًا، بل إن «منشأة المعارف» بالإسكندرية كانت تطبع كتبًا لهم تدرّس فى الجامعات ليست موجودة فى القاهرة، وكان على سبيل المثال ابن قلاقس الذى كان يعيش فى صقلية، حيث كان جوَّالًا توجد كتبٌ عنه فى صقلية.
■ هل هؤلاء الشعراء مجهولون تمامًا.. ومن الذى قدمهم قبل ذلك؟
- ليسوا مجهُولين بالطبع بل إن هناك بعض بصيص الأمل الذى جاء من بدايات القرن العشرين على يد الموسيقى الشيخ أبوالعلا محمد، الذى أسهم فى تقديم ابن نُباتة المصرى، وقدمه لنا من خلال أعماله التى غنَّاها صباح فخرى ونور الهدى ومنيرة المهدية والنقشبندى، وكذلك قدمت أم كلثوم من خلال أبوالعلا محمد بعض أعمال من ألحانه لابن نُباتة المصرى، وابن سناء المُلك قدمت أعماله الفنانة فيروز أيضًا، وكذلك من قدم مختارات لشعره قبل مئة عام الشاعر خليل مطران، ولحَّن له رياض السنباطى قصيدةً قدمتها سعاد محمد، وأن أهل الموسيقى فى مصر وسوريا ولبنان هم من أعادوا تقديم أعمال هؤلاء الشعراء، وكان أغلبهم يلقَّب بالمصرى مثل البهاء زهير المصرى، وابن نباتة المصرى، وابن النبيه المصرى، وابن قلاقس السكندرى، بالإضافة إلى أنهم شعراء غزل بامتياز؛ لذا تم غناء قصائدهم، ورغم ذلك هو بمثابة مأزق فإذا كان لديك هذا الإرث فهو منسى، والفكرة أن كتبهم ستكون متاحة، وأدعو إلى تدريسها فى المدارس، وأن يكون فى الجامعة كرسى للأدب المصرى وفى دراسات الماجستير والدكتوراه، وهو ما تهدف إليه السلسلة لإبراز هُويتنا الخاصة؛ فحضور الروح المصرية موجود عند كل هؤلاء، إذْ هم خيرُ ممثل للحضارة المصرية خلال الألف سنة الأخيرة.
■ ماذا عن المناهج التعليمية ولماذا لم تتضمن مثل هؤلاء؟
- واضعو المناهج التعليمية كان عليهم دور فى أن أدرس وأنا طالب فى المرحلة الإعدادية أو الثانوية هؤلاء، فلماذا تجاهلوهم ودرَّسوا لنا شعراء العصور: الجاهلى والأموى والعباسى فقط، رغم أنهم كانوا فى سياق العصر العباسى؟
الشعر المصرى متدفق مثلما يتدفق النيل ببساطته، لذا ما أود أن أؤكده أننى حذفت من أعمالهم ما يتعلق بالمديح، فأنا كشاعر لست من أنصاره، لقد كانت مصر مستقلة طوال سبعمائة عام، وهى فترة كافية لأن تُدرِّس شعرك فى هذه القرون السبعة، خاصة أننا أبناء الثقافة المصرية القديمة، وتلعب البيئة المصرية دورًا أساسيًّا فى هذا الشعر.
وهناك عشرات الكتب التى صدرت فى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عن الشعر المصرى القديم، وللأسف لم تنقل هذه النصوص- نصوصنا- إلى العربية بعد، رغم أن أسلافنا السابقين قد تأثر بهم آخرون فى اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية.
شعرنا غير موجود إلا فى ترجمات قليلة محدودة، فشعراء مثل أحمد عبدالمعطى حجازى وصلاح عبدالصبور موجودون فى نسخ قليلة وأعمال أكاديمية بالخارج، رغم أن لدينا شعرًا مهمًّا فى الماضى والحاضر، ولكن كيف تقدمه، وما أود لفت الانتباه إليه أنه سيتم تقديم أمسيات شعرية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب لعدد كبير من الشعراء الشباب.
وأكد أننا تأخرنا فى تقديم شعرنا المصرى القديم، بعد أن عرفنا اللغة المصرية القديمة، ومع ذلك تأخرنا كثيرًا، فأين أساتذة الآثار بجامعاتنا المصرية، أو أساتذة الآداب واللغات الأجنبية فى جامعاتنا، وكذلك المركز القومى للترجمة، أو المجلس الأعلى للثقافة، وما أقوم به من خلال هذه السلسلة هو محاولات فردية؛ لذا أشكر الأستاذ الدكتور أحمد بهى الدين الذى مكننى من أقوم بدورى إزاء تاريخى الشعرى فى مصر.
■ لماذا يقال إن أدونيس هو من اكتشف النفرى؟
- مصر ظلت تقرأ «المواقف والمخاطبات» للنفرى لمدة ثلاثين عامًا منذ نشرها فى القاهرة عام ١٩٣٥، وجاء أدونيس عام ١٩٦٥ ووجدها مصادفة، وكتب عن الكتاب، ليقال بعدها إنه من كشفها للشعراء والكتَّاب، ولكن دعنى أقل لك مثلًا إن صلاح عبدالصبور بمسرحيته «مأساة الحلاج» كان أول من لفت الأنظار إلى أهمية توظيف التصوف واستلهامه فى الشعر العربى، ولو رجعت إلى كتابى «سلاطين الوجد.. دولة الحب الصوفى» فستجد فصلًا كاملًا عن النفرى.
ويضيف: «كما دعنى أقل إن أكثر من اهتم بالبهاء زهير كان جمال الغيطانى، وكان ينشر له أبياتًا شعرية فى صفحة «أخبار الأدب» بجريدة الأخبار كل يوم أربعاء، قبل أن يؤسِّس جريدة «أخبار الأدب» ويترأس تحريرها، وأظن أن الغيطانى كان يحلم بإصدار مختارات للبهاء زهير، وهذا ما فعلته للغيطانى.
■ هل هناك شعراء آخرون ستقدمهم؟
- نعم.. من ضمن من سأقدمهم عمر بن الفارض، وهو بالنسبة لى أكمل وأتم شاعر أنجبته مصر، وأيضًا لم يصل إلينا شعره كاملًا، ولكن هناك صديقى الأب الإيطالى البروفيسور جوزيبِّى سكاتولين الذى قد اكتشف نصوصًا جديدة عثر عليها فى إسطنبول وصدرت ملحقة فى ديوان ابن الفارض عن الهيئة العامة لقصور الثقافة فى طبعة فخمة، وله كتب أيضًا فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، وللعلم هو يكتب بست لغات من بينها العربية.
وهناك البوصيرى، والحقيقة أننا لدينا معرفة مغلوطة عن أن البوصيرى هو فقط صاحب قصيدة البردة؛ ولكنه شاعر له الكثير من الشعر.
وبالمناسبة أول من نهَجَ نهج البوصيرى هو الشاعر محمود سامى البارودى قبل أحمد شوقى بتسع سنوات، وبردة البارودى موجودة؛ لكنه حين عاد من المنفى كان قد كُفَّ بصره ولزم بيته، بينما أحمد شوقى كان مقربًا من الحكم الملكى فى مصر، فكانت طباعة نهج البردة لشوقى فخمة، وطباعة البارودى لم تشتهر، وفى أحد البرامج الوثائقية التى استضافتنى عرضت نسختين نادرتين لكل من بردة البارودى وبردة شوقى.
وفى بحثى عن الشعراء وجدت أن هناك أسماء لا يعرفها أحد مثل خليل شيبوب الذى قدم له أحمد شوقى.
■ هذا مشروع عظيم لكن ماذا لو توقف دون استكماله؟
- لو تعثرت سلسلة «ديوان الشعر المصرى» سأصدرها على نفقتى الخاصة، أنا كلفت بالسلسلة، ولكن ينبغى أن تقدم بشكل جيد، الأمر الآخر أن الشِّعر مهما حدث سيظل موجودًا ما بقى الإنسان؛ لأننى لا أتخيل أن يقدر رجل أو امرأة أن يعيش بلا شعر، الشعر يغيِّر الروح، ويبرز الإنسانية.
لكنى أؤكد أن هذه السلسلة ليست ردًّا على أحد؛ لأننى كمصرى لا أشعر بالنقص، لكننى أقدم هؤلاء لأنه كان ينبغى أن يقدمهم المصريون قبل مائة عام، وهناك تقصير حقيقى فى حقهم، هذا تاريخ ينبغى أن يُعرف.
أما عن المسألة البيعية للسلسلة فهذا أمر لا يشغلنى، لأننى أعرف أن الشِّعر يبيع بدليل أن بعض أعمالى الشعرية العديد بيع منها ٨٠ ألف نسخة، ومنها ما باع ٤٠ ألف نسخة، هذا يعنى أن الشِّعر موجود، وأعرف تمامًا أنك لو قدمت لشىء تقديمًا حقيقيًّا فإنه سيصل إلى الناس، ولو تنازلت عن جزء من مكاسبك سيصل، فبدلًا من أن يباع بمائة جنيه يباع بخمسين مثلًا، هذا الأمر لا ينطبق على مصر فقط، ولكن هناك أزمة شعر فى العالم، هناك الشاعر الأمريكى بيلى كولينز الشهير لديه ديوان باع مليون نسخة، والمدهش أنه بدأ نشر الشعر وهو فى الأربعينيات من عمره، ومنذ ذلك الحين، أصبح واحدًا من أكثر الشعراء الأمريكيين شعبية، وأصبحت دواوينه من أكثر الكتب مبيعًا داخل أمريكا والعالم الناطق بالإنجليزية. حصل على لقب أمير الشعراء الأمريكيين ما بين عامى ٢٠٠١ و٢٠٠٣، وهو لقب يُطلق على من تختاره مكتبة الكونجرس الأمريكية مستشارًا شعريًا لها.
هل الشِّعر يبيع؟ نعم يبيع، ولكن إذا نشرت «نيويورك تايمز» مقالًا عن «سين من الشعراء» فهناك عشرة آلاف نسخة ستنفد على الفور، وحين نشرت «الجارديان» البريطانية عنى جاءنى صحفيون من لندن لإجراء حوارات، وإذا كتبت كتابة جيدة ولا أريد الحديث عن نفسى ولكن مازلت أقول إن هذا البلد به شعراء مهمون، ولكن كأننا نخجل من تقديمهم، أو لا نقدمهم بشكل جيد، حتى أنهم صاروا يعزفون عن الظهور، وجربت ذلك فى الأمسيات الشعرية للمعرض، حتى أننى اتصلت بشعراء لدعوتهم لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فاعتذروا؛ لأنهم قالوا إن أحدًا لا يدعوهم من سنوات، مثلًا الشاعر محمد سليمان واحد من أهم الشعراء فى مصر والعالم العربى، وهناك أسماء مهمة، فلو أن كتبًا ظهرت بشكل جيد، وقرر بعضها فى المدارس أو التفت إليها أحدهم أو وزعت فى السفارات والهيئات فستنجح، هناك أشياء مهمة.
■ دعوت عددًا من الشعراء لمعرض الكتاب.. ما التفاصيل؟
- استطعت أن أدعو عددًا مهمًا من كبار شعراء العالم، شعراء الصف الأول فى بنجلاديش والهند والأرجنتين وألمانيا وكولومبيا والصين وإسبانيا والمكسيك والأرجنتين وإيطاليا والدنمارك وسويسرا، وهؤلاء أتوا على نفقتهم الخاصة من أجل مصر، وهم شعراء حصلوا على جوائز كبيرة، ولهم مكانة خاصة فى بلدانهم.
لكن الأمر العجيب هو أن مصر ليس بها مهرجان شعرى منتظم سنويًا، أو أكثر من مهرجان، كما هو موجود فى العالم، فهناك دول صغيرة تنظم مهرجانات دولية، وإلى الآن لم يفكر أحدهم فى مهرجان شعرى دولى يقام على أرض مصر، وحين يتم سؤالى فى الخارج أقول لهم: للأسف ليس لدينا مهرجان شعرى فى مصر، وأنا أعتبر وجود هذا العدد الكبير من الشعراء فى معرض القاهرة الدولى للكتاب مهرجانًا دوليًا.
■ بصفتك عضوًا بالهيئة الاستشارية.. هل هناك ترتيبات جديدة سيشهدها معرض الكتاب؟
معرض الكتاب هذا العام سيشهد شيئًا جديدًا، فلكون عدد من الشعراء يتمتع بأهمية شعرية على مستوى العالم فقد خصص المعرض ساعة ونصف الساعة يتحدث فيها كل شاعر ما بين القراءات الشعرية والمناقشات المفتوحة مع الجمهور، وهى أول مرة تحدث أن يأتى شاعر كبير مثل «ريشما راميش» الهندية، و«أمينور رحمان» بنجلاديش، و«توبياس بوركهارت» من ألمانيا، و«كلاوديو بوتساتى» من إيطاليا، وشاعر من كبار الصين قدمه أدونيس وترجمه محسن فرجانى، ومن الشُّعراء العرب سيأتى شوقى عبدالأمير، ومن الشعراء المصريين محمد سليمان، وأيضًا «خوان أرماندو» من المكسيك، والشاعر «كارلوس أجواساكو» من كولومبيا والذى حصل على واحدة من أكبر جوائز الشعر فى أمريكا العام الماضى، وهناك ندوتان مع هؤلاء الشُّعراء وسواهم من الذين سيكونون مشاركين فى المعرض، والندوتان مفتوحتان سيتناقشون فيهما خلال ثلاث ساعات، وسيكون النقاش حول قضايا الشعر فى العالم، ولأول مرة فى معرض الكتاب سيمنح كل شاعر مصرى أو عربى أو أجنبى شهادة من الهيئة المصرية العامة للكتاب تحمل اسم مصر.
لقراءة العدد الأول من حرف اضغط هنا