سيزا قاسم.. رحيل ناقدة نجيب محفوظ
كرست حياتها للعمل الثقافى والأكاديمى، وأثرت المكتبة العربية بعشرات المؤلفات النقدية والأدبية، وكانت لها إسهامات نقدية كبيرة حول أعمال أديب نوبل نجيب محفوظ، إنها المبدعة سيزا قاسم التى رحلت عن عالمنا، أمس.
سيزا ناقدة وأكاديمية وباحثة وأديبة مصرية، وأستاذة للنقد الأدبى بالجامعة الأمريكية. وكانت لها إصدارات مهمة فى تحليل الرواية العربية، وخاصة فى منجز أديب نوبل، ومنها كتابها «بناء الرواية: دراسة مقارنة فى ثلاثية نجيب محفوظ»، وهو طبعة منقحة لرسالتها الجامعية «الواقعية الفرنسية والرواية العربية فى مصر من عام ١٩٤٥ حتى ١٩٦٠»، التى تقدمت بها عام ١٩٧٨، للحصول على درجة الدكتوراه من كلية آداب جامعة القاهرة.
واعتبرت «سيزا» الثلاثية أفضل الأعمال الروائية فى الأدب العربى الحديث وأكملها بناءً، وأولها فى الشكل الروائى القائم على رواية الأجيال، حيث تتبعت دراستها التقنيات المختلفة التى استخدمها «محفوظ» فى كتابة الرواية، وقارنتها بتقنيات الرواية الغربية المشابهة والمعروفة باسم روايات الأنهار أو الأجيال.
وتعد الراحلة أحد أبرز الأسماء، وأهمها بين النقاد العرب المعاصرين، الذين تخصصوا فى دراسة الأدب المقارن، سواء كان معاصرًا أم من التراث، وكانت رسالتها للحصول على درجة الماجستير عن كتاب «طوق الحمامة فى الألفة والآلاف لابن حزم الأندلسى»، تحليلًا ومقارنة بقصص الحب فى التراث الغربى.
ويعد «طوق الحمامة فى الألفة والآلاف»، لصاحبه ابن حزم الأندلسى، وهو من أكبر علماء الإسلام والثقافة العربية- أحد أبرز الكتب التراثية فى القرن الفائت، وقالت عنه: «فتننى ابن حزم منذ اللحظة الأولى التى قرأت فيها الطوق فى السبعينيات، لم يفقد قيمته عندما عدت إليه بعد كل هذه السنين».