مثقفون ينعون الناقدة سيزا قاسم: "فقدنا أستاذة عظيمة"
غيب الموت في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، الناقدة والمفكرة الدكتورة سيزا قاسم، أستاذة النقد الأدبي في الجامعة الأمريكية.
وحرص عدد كبير من المثقفين والأدباء على نعي الناقدة الراحلة، حيث نشر العديد نبأ رحيلها على صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن حزنهم لرحيلها.
نعي المثقفين لـ سيزا قاسم
وبكلمات مؤثرة عبَّر الكاتب والناقد إيهاب الملاح عن حزنه الشديد، قائلًا: حالًا علمت بخبر وفاة الناقدة القديرة سيزا قاسم تلميذة سهير القلماوي ومنارة مشعة من منارات الدرس النقدي الحديث والمعاصر في الثقافة العربية.. رحم الله الدكتورة سيزا وأسكنها فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بينما الشاعر جرجس شكري دوّن على حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك": مع السلامة يا دكتورة سيزا قاسم، اليوم فقدت الثقافة المصرية أستاذة ومُعلمة عظيمة.
ومن جهته؛ قال الكاتب الصحفي سيد محمود: غابت اليوم ناقدة كبيرة، وهي بذاتها مؤسسة فريدة للاستقلال الفكري وراية للنزاهة، رأيتها كبيرة بين الكبار، معتزة بعلمها ومكانتها وكان الجميع يتعامل معها تعاملهم مع كيان فريد، عالمة بلا غرور ومضيئة كشمس لم يغب عنها الضوء أبدًا، مستطردًا: غابت الدكتورة سيزا قاسم بعلمها وكرمها وحضورها الخلاق رحمة ونور.. نذكر بكتابها الفذ "بناء الرواية عند نجيب محفوظ"، وكتابها الممتع عن "ابن حزم"، وكتابها الرائد مع الدكتور نصر حامد أبوزيد عن "السيمولوجيا بحث في علم العلامات".
ورثاها الناقد والمترجم طارق النعمان قائلًا: بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره.. أنعي للثقافة العربية الأم والصديقة والمعلمة، الأستاذة الدكتورة سيزا قاسم التي ظلت على مدار ما يربو على نصف قرن تمثل نموذجًا فذًا وفريدًا لكل القيم الإنسانية والعلمية الراقية والرفيعة، ومثالًا نادرًا للقدرة على العطاء، والتجرد والنزاهة والاستغناء والاعتداد بالذات والترفع عن أي مغنم أو منفعة، معلمة دومًا لمن حولها بكتاباتها البالغة التميز والجدة والعمق، وبحواراتها الخصبة الخلاقة، وحتى في صمتها كانت تعلم من حولها، كم سنفتقدك أيتها النبية الجميلة السامقة، كم سأفتقد حبك وحزمك، وأمومتك وحنوك على كل أصدقائك، ستبقين دومًا في قلوبنا نورًا مشعًا في عتمة أيامنا إلى أن نلقاك يا سيزا يا أجمل الأمهات، وأجمل الأساتذة.
نبذة عن سيزا قاسم
تعد الناقدة والأكاديمية الكبيرة سيزا قاسم باحثة وأديبة مصرية، وأستاذة النقد الأدبى بالجامعة الأمريكية.
وأصدرت كتابها "بناء الرواية: دراسة مقارنة في ثلاثية نجيب محفوظ"، وهو طبعة منقحة لرسالتها الجامعية "الواقعية الفرنسية والرواية العربية في مصر من عام 1945 حتى 1960" التى تقدمت بها 1978 للحصول على درجة الدكتوراه من كلية آداب جامعة القاهرة، واعتبرتها أفضل الأعمال الروائية في الأدب العربي الحديث وأكملها بناءً، وأولها في الشكل الروائي القائم على رواية الأجيال، حيث تتبعت دراستها التقنيات المختلفة التي استخدمها محفوظ في كتابة الثلاثية، وقارنتها بتقنيات الرواية الغربية المشابهة والمعروفة باسم روايات الأنهار أو الأجيال.
وتعد الدكتورة الراحلة الكبيرة سيزا قاسم أحد أبرز الأسماء وأهمها بين النقاد العرب المعاصرين الذين تخصصوا في دراسة الأدب المقارن، سواء كان معاصرًا أم من التراث، وكانت رسالتها للحصول على درجة الماجستير عن "طوق الحمامة في الألفة والألاف لابن حزم الأندلسي"، تحليلًا ومقارنة بقصص الحب في التراث الغربي.