زيارة القبور ليلة العيد في المسيحية.. أمر ديني أم عادة اجتماعية؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم السبت، بليلة عيد الميلاد المجيد، الذي يعتبر أول الاعياد التي يحتفل بها الأقباط في عام 2024 الجاري، بعد فترة صوم استغرقت 43 يومًا مُتصلة بدأت يوم 26 من شهر نوفمبر من العام المنصرم 2023.
زيارة القبور أمر غير ديني
وللأقباط عاداتهم الاجتماعية في العيد، وتحدث عنها جرجس عبد الله، الباحث في الشؤون الاجتماعية والمهتم بالشؤون القبطية تحديدا، في تصريح خاص، أنه دائما ما يأتي مع احتفالات ليلة العيد، ما يسمى بالطلعة أو طلعة القبور أو زيارة القبور، وجميعها مصطلح لأمر واحد وهو قيام المسيحين الذين لهم فرد من ذويهم متوفى ولا سيما الذين توفي ذويهم في نفس العام الذي حل فيه العيد، بزيارة القبور في إطار قراءة بعض النصوص الدينية وزيارتهم زيارة اجتماعية بحتة لا علاقة لها بالكنيسة او الامور الدينية.
وأشار إلى أن الكنيسة لا تحرم ولا تجرم الأمر، لأن الكنيسة اعتادت على مشاركة الشعب أحزانهم عملا بقول الإنجيل "فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ"، إلا أنها لا ترعى هذه العادة ولا تطلق أفواجا إلى القبور في ليلة العيد، وتكتفي بذكر أسماء المتوفين فقط في قداس التراحيم الذي يتمم في صباح ليلة العيد والذي يعرف كنسيا بقداس برامون العيد.
وأوضح أن هذه العادة كعزاء لذوي المتوفين بأنهم شاركوا ذويهم الاحتفال بالعيد ومعايدتهم، بينما في حقيقة الأمر وفقا للمفهوم المسيحي، فالأمر ليس صحيحا كليا، لأن القبور بها أجساد لا أرواح، وهذه الأجساد سرعان ما تتحلل إلى تراب ولا يكن بها أي حياة بينما الأرواح هي الباقية والخالدة في السماء.
ويترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، كعادته السنوية، في كاتدرائية العاصمة الإدارية الجديدة، والتي تحمل شعار (ميلاد المسيح) وهي أكبر كنيسة في الشرق الأوسط.