مها أبوعوف.. ليدى الـ«فور إم»
نجحت الفنانة الراحلة مها أبوعوف فى كسب ود الجمهور خلال فترة زمنية قصيرة، من خلال الأدوار المميزة التى قدمتها فى السينما والتليفزيون؛ بوجهها البشوش والابتسامة الصافية والضحكة الطفولية، وبراءتها التى منعت الجمهور من أن يكرهها حتى وإن كانت فى صف أعداء البطل، مثل دورها فى فيلم «أنا لا أكذب ولكنى أتجمل»، للفنان الراحل أحمد زكى وآثار الحكيم.
ولدت «أصغر هوانم السينما المصرية» فى كنف عائلة أرستقراطية مُحبة للفن، فى ٢٨ نوفمبر ١٩٥٦، وكان أبوها الضابط أحمد شفيق أبوعوف يتولى حينئذ قيادة ما عُرف بـ«جيش التحرير الوطنى بشمال القاهرة»، فى فترة العدوان الثلاثى على مصر.
اشتهرت عائلة «أبوعوف» بالفن، وشكل الشقيق الأكبر الفنان الراحل عزت أبوعوف مع شقيقاته الفتيات فرقة موسيقية سماها الـ«فور إم»، قدمت خليطًا موسيقيًا واستعراضيًا يجمع بين أصالة الفن المصرى والمدرسة الشرقية، وحداثة وتمرد المدرسة الغربية.
كما اشتهر «الإخوة عوف» بحكاياتهم عن الأشباح التى تسكن معهم فى فيلتهم، وظهروا فى كثير من البرامج، وحكوا عن مواقف طريفة ومخيفة كانت تحدث فى فيلتهم «المسكونة».
فى مطلع عام ١٩٨١ تزوجت «مها» من الموسيقار وعازف الجيتار الشهير عمر خورشيد، الذى كان صديقًا مقربًا من شقيقها الأكبر «عزت»، الذى كان معارضًا الزيجة فى بداية الأمر نظرًا للفارق العمرى الكبير بينهما، لكن مع إصرار الطرفين على إتمام الزواج انصاع ووافق وتمنى لهما حياة سعيدة.
بعد وفاة زوجها، غابت مها أبوعوف قليلًا عن فرقة الـ«فور إم» التى تأسست عام ١٩٧٩، قبل أن تعود إلى الغناء والفرقة من جديد، بحثًا عن بهجة غائبة.
كان الإنجاب حلمًا بعيد المنال عن «مها»، رغم زواجها أكثر من مرة، لكنها لم تيأس، حتى أنجبت بعد انتظار ١٥ عامًا ابنها الوحيد «شريف»، وهى فى عمر ٣٩ عامًا.
من أبرز أعمالها الدرامية: «راجل وست ستات»، الذى عُرضت منه عدة مواسم، وأيضًا «يتربى فى عزو»، و«يوميات ونيس»، و«فارس بلا جواد»، وغيرها الكثير، إلى جانب عشرات الأعمال السينمائية والمسرحية والإذاعية، منها: «أنا لا أكذب ولكنى أتجمّل»، و«المجنونة والصعاليك»، و«غش الزوجية»، و«أمير البحار»، قبل أن ترحل عن عالمنا عام ٢٠٢٢، بعد صراع مع مرض السرطان.