ألف ليلة وليلة.. نافذة نهاد شريف على عالم الخيال العلمى
ألف ليلة وليلة، نافذة نهاد شريف، علي عالم الخيال العلمي، وبمعني أدق، أولي خطواته نحو دنيا أدب الخيال العلمي والذي يعد نهاد شريف، من رواده الأوائل.
ألف ليلة وليلة.. نافذة نهاد شريف علي عالم الخيال العلمي
وبحسب ابنة رائد كتابة أدب الخيال العلمي نهاد شريف، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 2011، أن حكايات ألف ليلة وليلة والتي كانت تحكيها جدة نهاد شريف له، كانت المحفز لخياله، بالإضافة إلى تعلقه بالعلوم سواء الكيمياء أو الفيزياء وكل ما يخص العلم، إلى جانب ولعه الشديد بالقراءة في كل المجالات خاصة العلوم والمعارف العلمية.
وتضيف نجلة نهاد شريف، في لقاء تليفزيوني معها، أن والدها تخصص في كتابة أدب الخيال العلمي منذ بدء الاتجاه نحو الكتابة الأدبية، وإن كان قد نشر قصتين بعيدًا عن الخيال العلمي، وبعد ذلك تخصص في أدب الخيال العلمي.
وعن محتويات مكتبة والدها نهاد شريف، أضافت: تتضمن المكتبة كل ما يخص الكتب العلمية، عن الفلك والأجرام السماوية، والكواكب وما يجري عليها وغيره. بالإضافة إلى كتب عن الأساطير وألف ليلة وليلة. وكل ما كان يقرأه يخصص له ملفًا ويصنفه، ما يخص مخ الإنسان البشري، وما يخص الاستنساخ إلى آخره من الموضوعات العلمية، لقد كرس والدي حياته لأدب الخيال العلمي. أعتقد أن هذه القراءات والحكايات هي التي كانت محفزه الأول للاتجاه إلى أدب الخيال العلمي.
وعن طقوس والدها نهاد شريف في الكتابة لفتت نجلته إلى أنه كان يجلس بالساعات الطوال يتخيل العوالم والحيوات في الكواكب وسكانها، وأشكال هذه الكائنات التي تسكن في كواكب أخري. كما كان يتخيل ما وجود هذه الكائنات وكيف يمكن أن نتواصل معها، وشكل هذا التواصل، وهل يمكن أن يكون هناك تفاهم بين سكان الأرض وبينها، وكيفية هذا التواصل، وما مدى تقدمها العلمي، وهل تتفوق علينا بالفعل أم لا إلى آخر هذه الموضوعات.
وحول اهتماماته الأخرى بعيدًا عن القراءة، قالت نجلة رائد أدب الخيال العلمي نهاد شريف: كان والدي يفضل مشاهدة الأفلام السينمائية التي تدور في أجواء الخيال العلمي، وكان دائمًا ما يصطحبنا إلى السينما لمشاهدة أفلام الخيال العلمي، وهو ما رسخ لدينا حب أدب الخيال العلمي وكل ما يدور حوله منذ صغرنا.
وتابعت نجلة الكاتب نهاد شريف: بدأت ميول الكتابة الأدبية تظهر لدى والدي وهو طالب، ولقد قرأت له قصتين صدرتا في مجلة حائط كان الطلبة قد أصدروها، كما كان يكتب المقالات، وكان له برنامج إذاعي، وبعدما دخل المجلس الأعلي للثقافة كرس حياته للأدب، وبدأت كتابة الخيال العلمي تستولى علي وقته وتخصصه. وأول قصة كتبها والدي، هي قصة "قاهر الزمن"، والتي فازت بالجائزة الأولي في الرواية والتي نظمها نادي القصة. وقتها كان وزير الثقافة يوسف السباعي، والتي تحولت بعدها إلى فيلم بنفس الاسم وأخرجه كمال الشيخ.
وحول علاقة والدها نهاد شريف، بالكاتب يوسف السباعي، تمضي نجلته في حديثها: تعرف والدي على يوسف السباعي من خلال نادي القصة، وكان السباعي يرعي الكثيرين من الكتاب والأدباء الشبان، وبعد فوز والدي بجائزة نادي القصة الأولى عن قاهر الزمن، شجعه يوسف السباعي وساعده على نشرها في روايات الهلال.
وشددت ابنة نهاد شريف على أن: عاني والدي كثيرًا في بدايات طريق النشر، خاصة أنه كان وقتها أديبًا شابًا لا يعرفه أحد، كما أن نظرة الناس إلى روايات أدب الخيال العلمي، على أنها قصص علمية قد تكون صعبة الفهم والاستيعاب على غير المتخصصين، ولم تكن هذه القصص قد صنفت بعد على أنها أدب خيال علمي، لكن هذا تغير تمامًا بعد نشر والدي لأعماله وتدشينه لأدب الخيال العلمي في مصر، ما فتح الباب لكُتاب هذا اللون الأدبي فيما بعد.