رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجيش الإسرائيلى ينسحب من غزة.. ما القصة؟

الجيش الإسرائيلي
الجيش الإسرائيلي في غزة

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه سيبدأ سحب عدة آلاف من قواته من قطاع غزة بشكل مؤقت على الأقل، فيما يعد أكبر انسحاب للاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب في غزة، وأرجع الجيش ذلك إلى تزايد الخسائر في الاقتصاد الإسرائيلي بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من التعبئة في زمن الحرب مع عدم وجود نهاية تذكر للقتال في الأفق، وكانت إسرائيل تدرس تقليص عملياتها، وكانت الولايات المتحدة تحثها على القيام بذلك بسرعة أكبر مع ارتفاع عدد القتلى في غزة، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

تفاصيل انسحاب بعض قوات الجيش الإسرائيلى من غزة

وحسب الصحيفة، فإن أكثر من 20 ألف شخص استشهدوا في غزة منذ بداية الحرب، معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الصحية المحلية، ومع تقييد توصيل المساعدات وعدم قدرة عمال الإغاثة على التحرك بأمان داخل القطاع، فإن نصف سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون نسمة معرضون لخطر المجاعة، وفقًا للأمم المتحدة.

وشدد دانييل هاجاري، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، على أن هذه الخطوة لتسريح بعض الجنود لا تشير إلى تنازل عن نية إسرائيل في مواصلة القتال حتى تدمر حماس، وظل القتال مكثفًا في جميع أنحاء غزة، وأشار هاجاري، الذي قال إنه يتوقع "الحرب طوال هذا العام"، إلى أنه سيتم استدعاء بعض القوات مرة أخرى إلى الخدمة هذا العام.

وتابعت الصحيفة أنه لم يذكر الطلبات الأمريكية بتقليص حجم القوات، ولم يعلن المسئولون الإسرائيليون عن أي تحول نحو مرحلة أكثر محدودية واستهدافًا من الحرب في غزة، رغم أنهم قالوا إن مثل هذا التحول سيأتي.

لكن المحللين العسكريين والمسئولين الأمريكيين يقولون إن انسحاب القوات ربما يشير إلى أن مثل هذا التغيير قد بدأ، رغم أنهم يحذرون من أن الحرب لم تقترب من النهاية بعد.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه ستتم إعادة جنود الاحتياط من لواءين على الأقل إلى وطنهم هذا الأسبوع، وستتم إعادة ثلاثة ألوية للتدريب "المقرر"، وتختلف الألوية في الحجم، حيث يصل عددها إلى حوالي 4 آلاف جندي، ولا يكشف الجيش الإسرائيلي عن عدد القوات التي نشرها في غزة، لذلك لم يكن من الواضح عدد القوات التي ستبقى.

وقال الجيش: "من المتوقع أن تخفف هذه الخطوة بشكل كبير الأعباء الاقتصادية وتمكنهم من تجميع القوة للأنشطة القادمة في هذا العام".

وأوضحت الصحيفة أنه من المتوقع أن يعود وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل في أوائل شهر يناير لإجراء مزيد من المحادثات حول الحرب، وفقًا لمسئولين أمريكيين، وفي الأسبوع الماضي، ضغط الرئيس الأمريكي جو بايدن على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في محادثة متوترة لاتخاذ نهج أكثر جراحية للحرب، وذلك باستخدام القوات الخاصة لمهاجمة قادة حماس والبنية التحتية لها، الجماعة المسلحة التي تسيطر على غزة.

ويوافق يوسي كوبرفاسر، العميد الإسرائيلي المتقاعد، على أن الانسحاب يعكس انتقال الجيش التدريجي إلى الجزء التالي من الحرب، حتى مع استمرار المعارك العنيفة في جنوب غزة.

وقال الجنرال كوبرفاسر: "في أجزاء كبيرة من شمال غزة، نحن مستعدون للتقدم إلى المرحلة التالية من القتال"، وأضاف: "يمكننا تخفيف قواتنا هناك، لأننا سيطرنا، فلكي تصمد، تحتاج إلى أقل مما تحتاج إليه لتتولى المسئولية".

تزايد الأعباء الاقتصادية 

وأوضحت الصحيفة أن استدعاء جنود الاحتياط زاد من العبء الاقتصادي الذي يواجهه مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين فروا من المستوطنات على حدود إسرائيل في أعقاب عملية طوفان الأقصى، وقال مركز تاوب للدراسات السياسية الاجتماعية، وهو مركز أبحاث غير حزبي في إسرائيل، في أواخر ديسمبر، إنه من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 2 في المائة هذا الربع، حيث ترك الكثيرون القوة العاملة للخدمة الاحتياطية أو تركوا أعمالهم في مدنهم.

وقال عاموس هاريل، محلل الشئون العسكرية في صحيفة هآرتس الإسرائيلية ذات الميول اليسارية، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة تباطأت بالفعل وأصبحت حملتها الجوية أكثر محدودية. وأضاف أن الجيش يحاول وضع الحرب على أساس أكثر استدامة، لكنه يقوم بالمرحلة الانتقالية "دون الإعلان عنها".