فلسطينيون: إنشاء مصر مخيم إيواء فى خان يونس يعزز صمودنا على أراضينا
أشاد عدد من الفلسطينيين بخطوة الهلال الأحمر المصرى لبدء إنشاء مخيم إغاثى بمدينة خان يونس، جنوبى قطاع غزة، بتوجيهات من القيادة السياسية، تتضمن المرحلة الأولى منه بناء ٣٠٠ خيمة تستوعب أكثر من ١٥٠٠ شخص، وذلك فى إطار جهود الدولة المصرية لتخفيف الأزمة الإنسانية بالقطاع، واستيعاب النازحين إلى الجنوب.
وقال الدكتور سليم صقر، مدير قسم الجراحة بمجمع ناصر الطبى فى قطاع غزة، إن مصر دائمًا صمام الأمان لأهل غزة، الذين يعتزون كثيرًا بجيرتها، مضيفًا: «فى غزة نعتبر مصر الحاضنة للقضية الفلسطينية، ونحن والمصريون تربطنا علاقات أسرية ونسب».
وأوضح «صقر»، لـ«الدستور»، أن إنشاء مصر مخيمًا إغاثيًا فى جنوب قطاع غزة لا ينم إلا عن قوة العلاقة التى تربط بين الشعبين الشقيقين، وحرص القيادة والحكومة المصرية على الوقوف بجانب الشعب الفلسطينى فى محنته.
وتابع: «هذا لا شىء مما تقدمه مصر للشعب الفلسطينى، من فتح الجامعات والمرور من خلال معبر رفح والعمل المستمر على إدخال الجرحى والمرضى وعلاجهم فيها، مع قيام كل أجهزة الدولة المصرية بدعم الشعب الفلسطينى فى مواجهة العدوان». وأشار إلى أن خطوة إنشاء المخيم جاءت فى وقتها المناسب، خاصة أن معظم أهالى القطاع أصبحوا بلا مأوى، وهم بحاجة ماسة لمثل تلك المخيمات، التى تتصدى لسيناريو تهجيرهم من أراضيهم وتعزز من صمودهم فيها.
واختتم حديثه بالقول: «بارك الله فى مصر، وحمى الله مصر، رئيسًا وحكومة وشعبًا».
فيما وصفت الدكتور تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، خطوة إنشاء المخيم بأنها «مبادرة مهمة أرسلت أكثر من رسالة لتعزيز صمود وثبات الفلسطينيين فى أراضيهم، التى تشهد قصفًا شديدًا، يستهدف تعميق أزمتهم الإنسانية بشكل متعمد».
وأوضحت، لـ«الدستور»، أن من بين الرسائل التى تحملها تلك الخطوة أن مصر مستمرة فى مساعدة الفلسطينيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية فى منطقة تعانى نقصًا حادًا فى الإمكانات الصحية والغذائية والإنسانية».
وأضافت: «المبادرة المصرية رسالة وطنية وإنسانية وموقف يثمن ويعبر عن استمرار الدعم المصرى للفلسطينيين، فالمصريون ما زالوا يقدمون المبادرات لوقف إطلاق النار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويعملون على إنقاذ جميع فئات المجتمع الفلسطينى، خاصة الأطفال والنساء، فى مواجهة إدارة إسرائيلية تعمل على تدمير المستقبل، من خلال قتل النساء والأطفال الفلسطينيين».
وتابعت: «هذه المبادرة تعبر عن الموقف المصرى وجهوده المبذولة لإفشال مخطط التهجير القسرى للفلسطينيين من القطاع إلى سيناء، مع دعمهم الحفاظ على بقاء القضية، حتى تشكيل الدولة الفلسطينية».
الأمر نفسه أكده الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، بقوله إن مصر تبذل جهودًا كبيرة ومتعددة لدعم الشعب الفلسطينى وإغاثته على عدة أصعدة، منها السياسى والدبوماسى والشعبى والإنسانى، معتبرًا أن إنشاء مخيم إغاثى من قبل الهلال الأحمر المصرى فى خان يونس، يعد استكمالًا لتلك الجهود الكبيرة التى تبذلها القاهرة لدعم ومؤازرة الشعب الفلسطينى.
وأوضح أن أهمية هذا المخيم تنبع من الحاجة الماسة للنازحين فى جنوب غزة لمخيمات الإيواء، فى ظل عدم وجود أماكن تكفى لإيواء كل تلك الأعداد الهائلة من النازحين فى جنوب غزة.