بذكرى الاستقلال.. نخبة ليبيا تحلم بالنفوذ والشعب يريد الاستقرار
تحيي ليبيا في 24 ديسمبر من كل عام ذكرى الاستقلال، وهذا العام أتت الذكرى الـ72 دون جلوس الليبيين على طاولة واحدة، وتحقيق الانتصار للديمقراطية التي طالما تعطش لها الشعب الليبي.
المصالحة السياسية والوطنية الليبية تأخرت كثيرًا بعد توقف القتال وصمت البنادق، لكن القيادات الليبية والسياسيين أنفسهم لم يتخلصوا من معاركهم الدائرة بينهم، فلا مصالحة جادة أو جلوس حقيقيًا على مائدة المفاوضات في ليبيا.
أي مصالحة وطنية حقيقية تبدأ بتحقيق مصالح الأطياف المختلفة، والتقارب في الآراء، أما حالة التعنت السياسي، وتغليب المصالح الشخصية على الوطن، فلن تحقق أى مصالح لليبيا وشعبها.
الحالة السياسية في ليبيا صعبة، ولا بد لليبيين أنفسهم الاعتراف بما يواجههم، خاصة أن البعض يرى أن الصراع هناك ليس سياسيًا أو أيديولوجيًا أو حتى قبليًا، لكنه صراع من أجل المال والنفوذ، وهذا الصراع لا يصلح معه أي مصالحات وطنية، الحل في ليبيا يبدأ من عند الفرقاء السياسيين.
ليبيا تحتاج لعدم إقصاء أي من أطرافها كونهم جميعًا في قارب واحد، ولا يمكن تحقيق أي مصالح سياسية بإقصاء أو تغييب أي من الأطراف السياسية طالما الهدف هو الوطن. تصالح الفرقاء سيجعل هناك رؤية وطنية واحدة تأخذ الليبيين لمرحلة الاستقرار وإجراء الانتخابات.
الحقيقة، إن إقصاء أي طرف ليبي من المعادلة- حتى الدولية- سيكون انتكاسة لمشروع المصالحة التي ينادي بها المجتمع الدولي والليبيون أنفسهم، كما أنه لا بد من وجود رؤية محددة المعالم أمام الجميع للموافقة عليها أو رفضها لأسباب معلومة ومنطقية.
المعادلة الصفرية في الحالة الليبية هى الأفضل، فلا خاسر ولا رابح سوى الوطن الذي لا يمكن أن ينحصر هو وشعبه في إطار حزبي أو قبلي.
ليبيا مرت بسنوات من الفوضى والحرب والكوارث، وفي أمسّ الحاجة لمبادرة وطنية للمصالحة، وإفساد مخططات الفتنة والاقتتال من خلال رؤية ومصالحة سياسية وطنية شاملة.