زواج وطلاق في ثلاثة أشهر.. سر هروب أول أزواج ميمي شكيب
تعد الفنانة ميمي شكيب، من أشهر الوجوه النسائية في السينما المصرية حتى سبعينيات القرن المنصرم. من منا لا يتذكر دورها في فيلم "علموني الحب"، والذي جسدت فيه دور والدة إيمان، والمصابة دوما بالزكام من كثرة ما يختبر زوجها عليها تركيباته العطرية.
ميمي شكيب.. ودستة أشقاء
في عددها الصادر بتاريخ 5 مايو 1953، فتحت ميمي شكيب خزائن أسراها وكواليس التحاقها بقطار الفن منذ سن مبكرة. تستهل “شكيب حديثها” مشيرة إلي أن: "والدي شركسي من كبار الضباط، وجدي "باشا" من الأتراك، ورمي تركية، وجدتي تركية، وأنا بنت حلوان. نعم ولدت في حلوان، في 25 أكتوبر من عام لا أذكره أو لا أحب أن أذكره. وكنت أختا لأثني عشر أخا وأختا، ولم يبق منهم إلا أنا وشقيقتاي، وعندما بلغت الرابعة من عمري، أرسلوا بي إلي مدرسة "الميردديه وأغلقوا ورائي أبواب المدرسة، فكنت لا أخرج منها إلا يوما واحدا من كل أسبوع. ولم أكن أعرف حرفا واحدا في اللغة العربية، لأن والدتي كانت تتكلم سبع لغات ليس من بينها اللغة العربية للأسف الشديد، وظللت لا أعرف العربية حتى تزوجت.
وتضيف ميمي شكيب: ولازلت أذكر كيف كانت "الراهبات" يقلن عني أنني بنت "صمامة" لأنني كنت "أصم" المحفوظات والدروس وأكرها كرا، ولازلت أذكر كيف كنت ماهرة في "الأشغال اليدوية"، وكم من مرة رقصت في الحفلات السنوية التي كانت تقيمها المدرسة، وكم من مرة غنيت. أنه الماضي بلحظاته الجميلة وذكرياته الهنية.
سر هروب أول أزواج ميمي شكيب
وتمضي ميمي شكيب، في حديث الذكريات مع مجلة الكواكب، لافتة إلي: ومرت الأيام وبلغت الثالثة عشرة من عمري، فرأت أمي أنني في سن تسمح لي بالزواج فعجلت به. وكانت مفاجأة. فقد عدت من المدرسة وإذا بي أجد أناسا كثيرين، وأجد "شربات" و"حلوي" و"زغاريد"، وإذا بي أجد "أفنديا" مهيبا محترما، وفقيها من المشايخ.. وتزوجت هذا الأفندي المهيب المحترم. كان عمره لا يقل عن الخامسةوالثلاثين، وكنت في الثالثة عشرة من عمري. ومضت شهور ثلاثة كنت خلالها سجينة جدران المنزل وفجأة تركني زوجي واختفي.
وتوضح ميمي شكيب: ويبدو أنه لمس الفارق الكبير بين سنه وسني، وأحس بالهوة السحيقة التي تفصل بين تفكيرنا وطباعنا فآثر تركي. وبعد ثلاثة شهور من زواجي "الموفق" هذا كان الزوج قد تزوج بأخري وولي الأدبار، وتركني وحدي أنتظر مجيئ ابني وأبنه، ورأي ابني النور بعيدا عن أبيه، ورأيت نفسي وحيدة يحيط بي فراغ مقيت، فلم أجد شيئا يقضي علي مللي سوي الكتب، فبدأت ألتهم الروايات الفرنسية التهاما وعرفت عن طريق هذه الروايات أن هناك مسرحا، وأن هناك سينما، وأن هناك فن التمثيل.
ميمي شكيب تقتحم المجال الفني بفرقة خاصة
وحول دخولها المجال الفني واقتحامها لعالم التمثيل وكيف بدأ، تستكمل ميمي شكيب، حديثها للكواكب: ولم أكن قد رأيت في حياتي مسرحا أو ممثلا أو فيلما، لم أكن قد رأيت شيئا من مباهج الحياة. لهذا عندما انفجرت، بعد طول الكبت، كان الانفجار مدويا، وكان انفجاري ذات يوم من عام 1932 عندما قررت أن أشتغل بالتمثيل، وساعدني علي اتخاذ هذا القرار تعرفي بالمرحوم الأستاذ "عمر وصفي"، فقد لمس في نواحي خاصة قال أنها تصلح للتمثيل وكنت ذات مثل عليا. كنت أشعر أنه إذا مثلت يجب أن أقبل الأدوار الأولي، وقد كان. فقد كونت فرقة تمثيلية خاصة بي، وعمل معي فيها زكي رستم وأحمد علام، من أساطين التمثيل، وكانت الروايات التي أقدمها من نوع الدراما. وكنت موفقة في أداء هذه الأدوار، بل ولازلت أحس بالحنين إلي أداء الأدوار الحزينة، لأن النفس لا ينضب منها معين الحزن أبدا.