رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطريرك الروم الأرثوذكس في رسالة عيد الميلاد: السلام بسير جنبا إلى جنب مع العدالة

البابا ثيؤدوروس الثانى
البابا ثيؤدوروس الثانى

تستعد الكنائس التي تتبع التقويم الغربي للاحتفال بعيد الميلاد المجيد في 25 ديسمبر 2023، إذ يترأسون صلوات القداس الإلهي مساء 24 ديسمبر 2023. 

ويترأس البابا ثيؤدوروس الثانى، بطريرك الروم الأرثوذكس بالإسكندرية وعموم إفريقيا، قداس العيد بكاتدرائية القديس نيقولاوس بمنطقة الحمزاوى بمنطقة الأزهر في التاسعة والنصف صباح  الأثنين، 25 ديسمبر 2023.

فيما يقوم البابا تواضروس الثاني على رأس وفد من الكنيسة الأرثوذكسية بتقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد، وذلك صباح الإثنين المقبل.

وقال البابا ثيؤدوروس الثاني في نص رسالته بعيد الميلاد: يغمرنا الفرح والابتهاج بهذا اليوم العظيم يوم ميلاد السيد المسيح فنحن نهتف قائلين "لمجد لله في الإعالى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة" إن الملائكة والقديسين الذين ظهروا ليلة ميلاد الرب العلي فوق مغارة بيت لحم منذ عقود يسبحونه ويمجدونه حتى اليوم.

وتابع: إن الطلب العالمي الخالد والمتفق عليه والنابع من قلوبنا منذ قرون عديدة ومع أمنيات عيد الميلاد المجيد بأن يعم العالم السلام والسعادة هنا تأتي سخرية القدر حيث ينتشر الأن الخوف والقلق والرعب في جميع أنحاء العالم وذلك بعد تصاعد حدة الأحداث المأساوية في الشرق الأوسط، فعندما يقتلع عدد لا يحصى من الأشخاص أوطانهم ويزج بهم في طريق اللجوء المرير دون التفكير برحمة أو إنسانية في عواق مثل هذة الأفعال أننا نتالم حقًا وبشكل لا يمكن وصفه أو التعبير عنه من عبارة على الأرض السلام الغير مطبقة في ظل هذة الظروف الصعبة.

وأوضح: على مدار واحد وعشرون قرنًا تلك الفترة التي تفصلنا زمنيا عن هذا الحدث الجليل وهو يوم التجسد الإلهي ليسوع المسيح والذي لم يتكرر مرة أخرى، نتذكر ملايين الأشخاص الذين ضحوا بأنفسهم وزج بهم في حروب عديدة وأريقت أطنان من الدماء في ساحات القتال، فصفحات التاريخ لا تعد ولاتحصى بتلك الأحداث الدموية المؤسفة التي يخجل البشر من سردها على مر العصور.

وتابع: هل تساءلنا يومًا لماذا كل هذة الأحداث؟، الإجابة هي لأن البشر أرادوا دائمًا بناء عالم بدون الله بدون السلام الذي وحده إياه بل لم يتردد البعض في إنكار وجود الله من الأساس، لقد طرده معظمنا من حياتنا اليومية لنضع مكانه ذاتنا الضعييفة وأنانيتنا وعواطفنا الغير مستقرة وسعادتنا المزيفة كما نطلق عليها نحت بل والأكثر أسفًا ويدعونا للشعور بالخزي والمأساة أن بعض البشر يعتقدون أنه باستخدام اسم الله لهم الحق في أحداث الخراب والدمار وإبادة الأبرياء وترويع أملهم بطرق شتي وتدمير  جهود وثروات حياة بأكملها وتعذيب النساء والأطفال العزل ومحو مجتمعات بأكملها ونشر الخوف والفزع وانعدام الأمن.

واستطرد: إن السلام بحسب كلمة ربنا الأبدية والمعصومة من الخطأ بسير جنبًا إلى جنب مع العدالة ولكن طالما أن البشر يظلمون الأخرين ويضطهدونهم ويستغلونهم ويقللون من شأنهم لإن السلام لايمكن أن يزدهر.

واختتم: إن بطريركتنا العريقة بطريركية الإسكندرية وسائر إفريقيا والتي تقع في نطاق سلطتها الرعوية والقانونية القارة الإفريقية بأكملها، تشعر بالتجربة المباشرة والمريرة للشعوب التي تخدمها على مر القرون واستغلالهم الظالم والقاسي واستنزاف ثرواتهم وإنتجاهم وأحداث الصراع بينهم بواسطة أقوياء الأرض وتهجيرهم من أماكن ميلادهم.