رئيس البورصة: الاقتصاد المصرى يمتلك عنصر جذب وتنوعًا قطاعيًا واضحًا
شارك أحمد الشيخ - رئيس البورصة المصرية، في أعمال المؤتمر السنوي الخامس لجريدة حابي، وألقى كلمة ضمن فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي يُعقد هذا العام تحت عنوان "استثمار الطاقات الكامنة".
وقال الشيخ، في كلمته، إن الطاقة البشرية في مصر هي إحدى أهم الطاقات الكامنة، وعلى مر العصور تميز الشعب المصري بأنه يمتلك طاقات كامنة تظهر خاصة وقت الأزمات، وتتميز تلك القوى العاملة بالتكلفة التنافسية وعدد يقدر بعشرات الملايين كما تمتلك تنوعا كبيرا في القدرات والمهارات ولكنها لازالت كامنة بشكل كبير، مضيفا أن القوى العاملة هي أحد أهم عناصر الإنتاج ويستطيع مجتمع الأعمال توظيفها في مختلف أنواع المشروعات كثيفة العمالة مثل صناعات الملابس والمنسوجات والتعدين والسيارات في بعض مكوناتها، وأيضا المشروعات الخدمية واللوجستية والمشروعات الزراعية، وهنا تأتي أهمية الدور الهام الذي تقوم به البورصة عن طريق قدرتها على توفير التمويل اللازم لهذه المشروعات.
وأوضح الشيخ أن البورصة تتيح للشركات الحصول على أنواع مختلفة من التمويل لمساعدتها على التوسع ورفع معدلات النمو لديها وزيادة قدرتها على التوظيف الفعال للرأسمال البشري أو المادي، وذلك سواء عن طريق طرح أسهم جديدة أو إصدار سندات عادية أو سندات توريق أو صكوك بأنواعها المختلفة.
وقال الشيخ إن الاقتصاد المصري يمتلك ميزة نسبية كبيرة وعنصر جذب واضحا ويتمثل ذلك في تنوعه القطاعي سواء على مستوى القطاعات الرئيسية أو القطاعات الفرعية، وينعكس هذا التنوع في الشركات المقيدة بالبورصة التي تتنوع قطاعيا بشكل واضح حيث يبلغ عدد القطاعات داخل السوق 18 قطاعا ما بين زراعي وصناعي وخدمي وموارد أساسية.
وعرض رئيس البورصة مقترحا عمليا قابلا للتنفيذ يتمثل في تأسيس شركات تقوم على إنشاء مجمعات زراعية وصناعية متكاملة، وكمثال على ذلك اقترح مشروعا بمحافظة ذات طبيعة مناسبة واحتياج للمشروعات التنموية (مثل الوادي الجديد) يكون قائمًا على زراعة مساحة كبيرة بأشجار النخيل، ومن ثم تُقام صناعات مكملة ومرتبطة بإنتاج التمور بأنواعها والصناعات المكملة لها مثل الورق والكرتون ومستلزمات التعبئة والتغليف تمهيدًا لبيع المنتجات محليًا وأيضا التصدير للأسواق الخارجية.
وأكد إمكانية الاستفادة من البورصة كمنصة تمويل، وفقًا لقواعد القيد التي تسمح لشركات الاكتتاب العام بالقيد والتداول في البورصة فور تأسيسها، حيث يتم تأسيس شركة مساهمة من خلال الاكتتاب العام مما يتيح لها الحصول على مزيد من التمويل من خلال البورصة ومن ثم التوسع في مشروعاتها.
وصرح الشيخ بأنه في سبيل جذب مزيد من الشركات للقيد في البورصة وأيضا لجذب المزيد من المتعاملين على الأدوات المالية المقيدة، تعكف البورصة حاليا على تحديث وتطوير آليات التداول وتنويع الأدوات المالية وأيضا تبسيط إجراءات القيد، حيث يتم حاليا إجراء حوار مجتمعي مع الجهات الأعضاء بالبورصة.
وأوضح أن البورصة تعمل على تقديم أدوات مالية جديدة تلبي كل احتياجات المتعاملين ومستويات تقبل المخاطر لزيادة عمق السوق وتعظيم العائد، ومن أهمها مؤشر الشريعة، والمشتقات المالية، وشهادات الكربون، والحصص العقارية.
وفي سبيل دعم التحول نحو استخدام التكنولوجيا المالية، قال الشيخ إن البورصة قامت بإنشاء مركز الابتكار والمختبر التنظيمي “CORBEH” لديها وجار التنسيق مع الهيئة العامة للرقابة المالية لاستضافة المختبر التنظيمى للهيئة داخل مقر CORBEH، كما تعمل البورصة على دعم مزيد من التحول نحو تعزيز استخدام التكنولوجيا الرقمية لتطوير نظم وإجراءات العمل داخل البورصة.