في عيده.. من هو القديس اسبيريدون العجائبي أسقف تريميثوس؟
تحتفل كنيسة الروم الارثوذكس، بعيد القدّيس اسبيريدون العجائبي أسقف تريميثوس، وعلى خلفية الاحتفالات نشر الأنبا نيقولا انطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الارثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، نشرة تعريفية عنه، قال خلالها إنه ولد في عام 270م بجزيرة قبرص. احترف القدّيس اسبيريدون رعاية الأغنام، وكان محبًّا لله وعلى جانب كبير من البساطة ونقاوة القلب.
زواجه
تزوّج القدّيس اسبيريدون ورزق بابنة وحيدة اسمها سلام (ايريني). رقدت زوجته بعد سنوات قليلة من زواجه، وأمّا ابنته فتبتّلت إلى أن رقدت في الرّب وأبوها حي يرزق.
ذاع اسم القدّيس اسبيريدون في قبرص ذيوعًا كبيرًا. فلما رقد أسقف تريميثوس، وقع اختيار المؤمنين بالإجماع عليه. لم تغيّر الأسقفية من القديس شيئَا، والتزم مهامه الرعائية بجد كبير ومواظبة وإخلاص. وقد قَسَم القدّيس ما يأتي إليه من مال إلى قسمين: قسم، إعتاد على إعطائه للفقراء. وقسم، تركه لكنيسته وأهل بيته وإقراض الناس.
لما أثار الإمبراطور الروماني مكسيميانوس غاليريوس (305-311م) اضطهادًا على المسيحيّين نال القدّيس اسبيريدون نصيب منه. فقد ذُكر أنّه نتيجة اعترافه بالمسيح قلع المضطهدون عينه اليمنى وقطعوا أوصال يده اليسرى وحكموا عليه بالأشغال الشاقة في المناجم.
اشترك القدّيس اسبيريدون في المجمع المسكوني الأوَّل الذي انعقد في مدينة نيقية، سنة٣٢٥م، بناء لدعوة قسطنطين الملك، لدحض أريويوس هرطقة التي قال فيها بأن وحده الله الآب الإله الحق. وادّعى أن الابن أوّل مخلوقات الله ومِنْ صُنْعِهِ، كما أن الروح القدس مِن صُنْعِ الآب أيضًا.
خلال المجمع أفحم القدّيس اسبيريدون أحد الآريوسيين البارزين لما أثبت له، بالبرهان الحسّي، كيف يمكن لله أن يكون واحدًا في ثلاثة أقانيم، آبًا وابنًا وروحًا قدسًا. فلقد أخذ القدّيس قطعة فخّار بيساره وأغلق يده عليها، وعمل إشارة الصليب بيمينه قائلًا: "باسم الآب"، فخرجت النار حالًا من أعلى الفخّار. "والابن"، فخرج ماء من أسفل الفخّار. "والروح القدس"، وفتح يده، فلم يبقى إلّا التراب الذي هو طبيعة الفخّار الأصليّة.
إثر ذلك، لم يسع الآريوسي إلا التسّليم بالأمر والإقرار بصحّة إيمان الكنيسة بالثالوث القدّوس. (وذلك كما يظهر القديس اسبيريدون في الأيقونات بالكنيسة)
آخر ما يذكر التاريخ عنه أنه في عام 347م اشترك في مجمع سرديكا دفاعًا عن القدّيس أثناسيوس الكبير.
رقد القدّيس في الرّب في اليوم الثاني عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 348م. وكان قد بلغ من العمر ثمانية وسبعين عامًا.
رفاته
تستقر رفات القدّيس اليوم في جزيرة كورفو اليونانية. وهو شفيع كورفو حيث سجّل أنه أنقذ الجزيرة من وباء الكوليرا مرة، ومن الغزو الأجنبي مرة أخرى. ولا زال جسد القديس لم ينحل إلى اليوم. وهو يجول، بصورة عجيبة، في الأرض يشفي المرضى ويغيث المبتلين. ويُستدل على ذلك من الجوارب التي دام أهل الدير الذي يرقد فيه جسده على إلباسه إياها. هذه تغيّر له مرة في السنة، وكلما آن أوان استبدالها لاحظ المقامون على خدمته أنها تكون قد بليت أو تكاد من الجهة التي يطأ المرء بها في العادة. أما الجوارب المستعملة فتُوزّع بركة على المؤمنين.