رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"كوريا الجنوبية" على شفا الانقراض.. والهجرة إليها الحل المطروح

سكان كوريا الجنوبية
سكان كوريا الجنوبية

"يبدو أن دولة كوريا الجنوبية على شفا التعرض للانقراض".. هذا ما ذكرته صحيفة "تليغراف" بناء على تصريحات وزير العدل الكوري الجنوبي الذي أكد أن بلاده تواجه كارثة ديموغرافية بسبب هذا الخطر.

تفكير المسؤولين في تسهيل الهجرة 

ذلك الخطر الذي جعل الدولة الكورية تفكر جديًا في تسهيل سياسات الهجرة إليها، وذلك حسبما أوضح هان دونغ- هون وزير العدل قائلًا: "عندما يتعلق الأمر بسياسات الهجرة، فقد تجاوزنا مرحلة التداول بشأن تنفيذها أم لا، لأنه إذا لم نفعل ذلك، فلن نتمكن من الهروب من مصير الانقراض بسبب الكارثة الديموغرافية".

وفي هذا الصدد قال “هان” في اجتماع له مع حزب قوة الشعب الحاكم، أن البلاد لا تملك ترف تأخير القرارات الحاسمة مثل إنشاء وكالة حكومية جديدة تشرف على سياسات الهجرة، مشيرًا إلى أن الهيئة الجديدة ستعكس هيئات مماثلة في اليابان وألمانيا، وتعمل مثل "برج مراقبة" للإشراف على الوزارات المتعلقة بالهجرة واصفًا إياها بأنها أحد الحلول للمساعدة في معالجة تقلص عدد السكان، لافتًا إلى أنها ستظل قضية حساسة سياسيًا.

وأوضح في الوقت نفسه في إشارته إلى سياسة الهجرة التي سيتبعها قائلًا "سياسة الهجرة التي أخطط للمضي قدمًا بها لا تهدف إلى جلب أكبر عدد ممكن من الأجانب... نهدف إلى إجراء تقييمات شاملة وقبول الرعايا الأجانب الضروريين فقط... مع تعزيز الحملة على المقيمين غير الشرعيين"، كما لفت كذلك إلى ضرورة تحسين الأنظمة الحالية المتعلقة باللاجئين وحقوق التصويت للأجانب في الانتخابات المحلية.

وكانت قد تجاوز عدد الوفيات عدد المواليد لأكثر من ثلاث سنوات في كوريا الجنوبية وذلك وسط انخفاض مطرد في معدل الخصوبة الإجمالي في البلاد.

إذ انخفض معدل الخصوبة الإجمالي في كوريا الجنوبية لمدة سبع سنوات متتالية حتى عام 2022، إلى 0.78 مؤقتًا، وهو ما يقل بشكل كبير عن 1.26 في اليابان وهو أدنى معدل لها على الإطلاق.

وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة عدد السكان الأكبر سنًا الأمر الذي حذر من عواقبه  الكثير من الخبراء وتأثير ذلك على نظام الرعاية الصحية والجيش.

 

ولكن ما الذي تسبب في نقص عدد المواليد بكوريا الجنوبية؟

لعل سياسة الطفل الواحد التي كانت قد اتبعتها كوريا الجنوبية من قبل واحدة من الأسباب التي جعلتها حاليًا على شفا الانقراض بسبب قلة عدد المواليد وزيادة الوفيات.

إذ كانت البداية في الانخفاض بعدد المواليد في البلاد عام 2015، وقد ارتبط ذلك بأن معظم النساء اللاتي أنجبن ابتداءً من ذلك العام وُلِدن وترعرعن في منتصف الثمانينيات، وفي هذه الفترة شهدت البلاد تغييرًا في سياسات السكان، حيث انتقلت من سياسة سابقة وهي ”أنجبي طفلين وقومي بتربيتهما بشكل جيد“ إلى ”أنجبي طفلًا واحدًا فقط وقومي بتربيته بشكل جيد“، وهو الأمر الذي  يجعل من السهل تصور تلك التحولات التي من شأنها انخفاض معدل الولادات.

كذلك تعد البطالة أحد الأسباب التي ساهمت في تقليل عدد المواليد في كوريا الجنوبية نتيجة أن أمر الزواج أصبح أمر صعب بالنسبة للشباب إذ أنه في عام 2022، بلغ معدل البطالة بها للفئة العمرية من 15 إلى 29 عامًا 6.4%، وهو أكثر من ضعف معدل البطالة العام البالغ 2.9% وأعلى بكثير من معدلات البطالة في اليابان، إذ بلغت 4.8% لفئة الأعمار من 20 إلى 24 عامًا و3.8% للأعمار من 25 إلى 29 عامًا.

كذلك يؤدي ارتفاع أسعار العقارات والزيادة الناتجة عنها في عدد الأشخاص الذين يعيشون غير متزوجين أو يتزوجون في سن متأخرة إلى قلة عدد المواليد بسبب العزوف نتيجة ذلك كذلك عن الزواج.