توسيع قوة المهام المشتركة.. تفاصيل خطة بايدن لمواجهة الحوثيين في البحر الأحمر
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن خطة الولايات المتحدة لزيادة قواتها البحرية في منطقة البحر الاحمر مع استمرار وتزايد التوترات بسبب هجمات الحوثيين على السفن المارة في البحر من قبالة السواحل اليمنية.
رد طبيعي
وقالت “واشنطن بوست” إن إدارة الرئيس جو بايدن تبحث الان عن شركاء لحماية السفن بعد هجمات البحر الأحمر، وتأتي دعوة إدارة بايدن لتوسيع قوة بحرية متعددة الجنسيات في الوقت الذي تعهد فيه الحوثيون في اليمن باستهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل.
وتابعت الصحيفة أن الولايات المتحدة تحاول احتواء انتشار الحرب الإسرائيلية في غزة، وتحث حلفائها على توسيع قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات لمعالجة الارتفاع المقلق في الهجمات على السفن التجارية المسافرة بالقرب من اليمن والتي شكلت تهديدًا كبيرًا للشحن العالمي.
ويقول البيت الأبيض إنه "رد طبيعي" بعد أن أطلق الحوثيون، صواريخ وطائرات بدون طيار باتجاه عدة سفن واختطفوا واحدة على الأقل في الأسابيع الأخيرة، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة وشركاؤها سيكونون قادرين على ردع الحوثيين أو إخماد مطالب إسرائيل باتخاذ إجراء قوي.
وقالت “واشنطن بوست” إن إجراءات مثل الضربات العسكرية أو تصنيف الحوثيين كإرهابيين يمكن أن تؤدي إلى تعقيد الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والولايات المتحدة وآخرون لإنهاء الحرب الأهلية الكارثية في اليمن.
وقد سلطت هجمات الحوثيين الضوء على الغضب الأوسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط بشأن الهجوم الإسرائيلي على غزة فقد سوت إسرائيل أحياء غزة بالأرض، وقتلت حوالي 18 ألف شخص وتسببت في كارثة إنسانية، مما أدى إلى موجة من الهجمات الانتقامية على المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن جيش الاحتلال واصل عملياته القتالية في أنحاء قطاع غزة، حيث ضرب مدنًا رئيسية في الجنوب واشتبك في “قتال عنيف” مع مقاتلي حماس في منطقتين رئيسيتين في الشمال فيما أعلن الحوثيون يوم السبت أنهم سيستهدفون أي سفينة تتجه إلى إسرائيل ولا تتوقف في غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية لكن سيتم السماح للسفن التي ليس لها علاقات بإسرائيل أو التي لا تسافر لها بالمرور من البحر الأحمر.
شركاء بايدن في خطة وقف هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، تحدث مثل آخرين بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة مداولات الحكومة، إن خطة إدارة بايدن هي توسيع قوة المهام المشتركة 153، وهي وحدة عسكرية تركز على البحر الأحمر وخليج عدن وهي جزء من القوات البحرية المشتركة، وهي مجموعة تضم 39 دولة عضوًا ومقرها البحرين.
ويتولى قيادة فرقة العمل المشتركة (CTF-153) ضابط في البحرية الأمريكية وتقدم الوحدة تقاريرها إلى قائد الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، نائب الأدميرال براد كوبر، والمقيم أيضًا في البحرين.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي مطلع على هذه القضية إن العديد من الدول لديها مصلحة في منع تعطيل الشحن التجاري عبر هذا الجزء من العالم، وهي نقطة أكدها مسؤولو الإدارة للدول الأخرى مع تقدم المحادثات. ووصف المسؤول الجهود بأنها "طموحة" في معظمها، مع جدول زمني غير واضح حتى الآن حيث يقوم الحلفاء والشركاء بتقييم كيفية مشاركتهم.
وقد شكك المسؤول الكبير في الإدارة في هذا التوصيف، قائلًا إن المناقشات نشطة.
آليات خطة بايدن لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين في البيت الأبيض يوم الخميس: “إن تركيزنا هو ضمان وجود أصول عسكرية كافية لردع تهديدات الحوثيين للتجارة البحرية في البحر الأحمر وفي المياه المحيطة به فالاقتصاد العالمي تضرر بشكل كبير".
وتابع "سمعنا بالفعل بعض الاهتمام تجاه هذا الأمر من العديد من الشركاء الرئيسيين”، لكن لم يحدد أيًا من الدول الأخرى "ذات التفكير المماثل".
وقال البنتاجون يوم الخميس إن وزير الدفاع لويد أوستن تحدث مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان لمناقشة تهديدات الحوثيين لحرية الملاحة في البحر الأحمروقد أجرى الجنرال تشارلز براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، محادثة مماثلة مع نظيره الفرنسي.
وأوضح ميك مولروي، مسؤول البنتاجون خلال إدارة ترامب والذي يتمتع بخبرة واسعة في الشرق الأوسط، إن استخدام قوة أمن بحرية لحماية الممرات المائية في المنطقة يعد فكرة جيدة لكن العثور على عدد كافٍ من السفن لتنفيذ المهمة بفعالية قد يمثل تحديًا.
وقال: "يمكن للولايات المتحدة أن تفعل الكثير من ذلك، لكنها قد تحتاج إلى نقل السفن من مناطق أخرى".
وقال غريغوري جونسن، وهو زميل غير مقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن الوضع ترك للولايات المتحدة خيارات محدودة.
وأضاف أن إدارة ترامب صنفت الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، لكن إدارة بايدن تراجعت عن ذلك جزئيا لأنه كان سيحد من القدرة على تخفيف الأزمة الإنسانية في اليمن.