مصر بلد الجميع.. الدول العربية المشاركة فى «إيديكس 2023»: تطور فى صناعات النظم الدفاعية والأمنية

«مصر بلدنا الثانى».. بهذا لخص العارضون العرب المشاركون فى معرض مصر الدولى للصناعات الدفاعية «إيديكس ٢٠٢٣» شعورهم بالسعادة لنجاح المعرض، الذى اختتم فعالياته، أمس، بأرض المعارض، مؤكدين أنه كان متميزًا فى كل شىء، ومشيدين بما وفره من اطلاع على أحدث النظم الدفاعية والأمنية فى العالم، وما ضمه من وفود عسكرية رفيعة المستوى.
وأوضح العارضون العرب، خلال حديثهم لـ«الدستور»، أن الأجنحة العربية المشاركة فى «إيديكس ٢٠٢٣» لاقت قبولًا واسعًا وتفاعلًا كبيرًا من الزوار، سواء من العسكريين أو المدنيين، لما ضمته من منتجات رائدة فى الصناعات الدفاعية والأمنية الجوية والبرية والبحرية، ما يعكس التطور الذى حققته عدة دول عربية فى هذا المجال.

الإمارات: 159 منتجًا من الأسلحة الخفيفة فائقة الأداء إلى الزوارق والطائرات المُسيرة والسفن المتقدمة

بدأت «الدستور» جولتها فى الأجنحة العربية بمعرض «إيديكس ٢٠٢٣» من جناح دولة الإمارات العربية، الذى ضم معروضات لـ٩ من الشركات الوطنية المتخصصة فى الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا المتعلقة بها.
جاء على رأس الشركات الإماراتية المشاركة كل من: مجموعة «إيدج»، وشركة «الياه سات»، وشركة «جال - أمرُك»، والمصنع الوطنى لمنتجات الأمن والسلامة، وشركة «الصير» للمعدات والتوريدات البحرية.
كما ضم الجناح، أيضًا، منصات لدائرة التنمية الاقتصادية أبوظبى، ومجلتى «درع الوطن» و«الجندى» الصادرتين عن وزارة الدفاع، بالإضافة إلى شركة «كابيتال للفعاليات»، لاستعراض أعمال معرض الدفاع الدولى «إيديكس ٢٠٢٥».
وحسب مسئولى الجناح الإماراتى، فإن الجناح احتوى على ١٥٩ منتجًا عسكريًا رائدًا، ٧٧ منها جاهزة و٨٢ قيد التطوير، وتشمل الأسلحة الخفيفة فائقة الأداء، والأسلحة الذكية الموجهة بدقة، والأنظمة المستقلة الحديثة، والسفن البحرية المتقدمة، وحلول الحرب الإلكترونية، التى تستهدف تقديم حلول متطورة وفعالة من حيث التكلفة تراعى متطلبات المستخدم النهائى وبيئة العمليات.
وفى المجال البرى، تم عرض مسدسات متعددة الاستخدامات، والرشاشات الخفيفة، والبنادق الهجومية، وبنادق القنص الموثوقة، بالإضافة إلى الذخيرة ذات العيارين الصغير والكبير.
وفى مجال الأنظمة المستقلة، تم عرض العديد من الطائرات التكتيكية المُسيرة، والأسلحة الذكية، ومنها ذخائر موجهة بدقة، قصيرة إلى طويلة المدى، ومجموعة متنوعة من الذخائر الجوالة.
وفى المجال البحرى، تم عرض مجموعة من السفن البحرية الحديثة والمصممة لمواجهة تحديات الأمن البحرى فى المنطقة، بالإضافة إلى حلول الحرب الإلكترونية المتقدمة، مثل النظام المضاد للطائرات المسيرة وحل الاعتراض الخلوى. 
وفى لقائها بـ«الدستور»، قالت منى أحمد الجابر، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للشركات الدفاعية، إن مشاركة دولة الإمارات للمرة الثالثة فى المعرض الدولى للصناعات الدفاعية والعسكرية فى مصر تأتى فى إطار العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين.
وأكدت أن العلاقة بين البلدين تتسم بالتطور والثبات والسعى نحو تعزيز التعاون المشترك، الذى يشهد نموًا مطردًا، خاصة فى المجالات الحيوية التنموية والاقتصادية والاستثمارية والفرص الواعدة لتوسيع قاعدة هذا التعاون، بناءً على الرؤية الشاملة التى تتبناها قيادتا البلدين، لترسيخ مسار هذه العلاقات وزيادة تطورها، عبر شراكات استراتيجية تعزز القدرات وتلبى طموحات البلدين والشعبين الشقيقين.
وأكدت حرص الشركات الإماراتية على المشاركة فى «إيديكس ٢٠٢٣»، لاستعراض أحدث منتجات وتقنيات وابتكارات الشركات الإماراتية فى التصنيع الدفاعى، وذلك عبر ما يزيد على ٥٠ منتجًا.
وأشارت إلى أن تلك المنتجات تسعى إلى تسليط الضوء على مستوى التميز الذى وصلت إليه الصناعات الدفاعية فى دولة الإمارات، التى باتت تملك منتجات متطورة وبرامج متقدمة فى التكنولوجيات العسكرية، وفقًا لأعلى المعايير التى تعزز من تنافسية المنتجات الصناعية الوطنية.
كما أكدت الدعم المستمر لأعضاء مجلس الإمارات للشركات الدفاعية، من خلال خلق الفرص التى تسهم فى تعزيز مشاركاتهم فى المحافل الدولية وإبراز قدراتهم والتواصل مع الخبرات العالمية المتخصصة فى المجال، ما يحقق التنمية والريادة وزيادة مستويات الإنتاجية.
فيما كشف أحد مسئولى الجناح الإماراتى، لـ«الدستور»، عن أحدث المعروضات البحرية المعروضة، التى أنتجتها شركة أبوظبى لبناء السفن، وهى سفينة استكشاف غير مأهولة من فئة الزوارق المُسيرة، التى تعمل على كشف الألغام، وأيضًا سفينة 510OPV، التى تتميز بأنظمة تسليح مختلفة.
وأشار، أيضًا، إلى ضم سفن الدورية، وهى زوارق صغيرة يمكن إرسالها لمهمات إنقاذ، مزودة بأنظمة رادار، وتعمل على تنفيذ عمليات البحث والإنقاذ وعمليات الدوريات البحرية ومهام الهجوم السريع، وصممت للعمل بفاعلية فى الظروف والأجواء القاسية، كما تضم سطحًا واسعًا يمكن استخدامه لنقل الزوارق أو المعدات أو نشر مختلف الأنظمة القتالية.
 

السعودية:تقنيات بمستوى عالمى وتفاهم مع مصر للاستفادة من الخبرات المشتركة

فى إطار جولتها، انتقلت «الدستور» إلى الجناح السعودى فى معرض «إيديكس ٢٠٢٣»، حيث شاركت الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية بعدد من منتجاتها، بالإضافة إلى عدد من شركاء القطاع الخاص منهم: الشركة السعودية للصناعات العسكرية «سامى»، والشركة الكيميائية السعودية القابضة، وشركة قدرة الصناعية، وشركة الزامل البحرية، وغيرها.

وحسب مسئولى الجناح، فإن المشاركة السعودية فى «إيديكس ٢٠٢٣» مثلت أهمية بالغة فى إطار تعزيز التعاون الدفاعى والتصنيع الحربى مع مصر، خاصة وعدد من الدول الأخرى.

وأكدوا أن الشركات السعودية تعمل على تطوير أحدث التقنيات وصناعة منتجات ذات مستوى عالمى، وتقديم خدمات عالية الجودة، للارتقاء بقطاع الصناعات الدفاعية وتأمين الإمدادات اللازمة، بما فى ذلك ضمان تحقيق الاكتفاء الذاتى للمملكة العربية السعودية فى مجال الصناعات الدفاعية.

وأشاروا إلى سعيهم من خلال المشاركة فى «إيديكس ٢٠٢٣» إلى تمكين الشركات العاملة بالقطاع، واستعراض القدرات الوطنية، وما يحظى به القطاع من فرص استثمارية جاذبة، مؤكدين ترحيبهم بعقد الشراكات الاستراتيجية النوعية، التى ستكون لها مساهمات فاعلة فى دعم مسيرة توطين الصناعات.

ونوهوا بأنه، وعلى هامش فعاليات المعرض، تم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية ووزارة الإنتاج الحربى المصرى، بهدف إقامة شراكات استراتيجية، وسط اهتمام بالاستفادة من الخبرات المشتركة فى المجالات الدفاعية.

وأضافوا أن محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية، أحمد بن عبدالعزيز العوهلى، أكد أن هناك فرصًا مهمة لتعزيز التعاون العسكرى والمدنى بين مصر والسعودية، خاصة أن البلدين يتمتعان بإمكانات اقتصادية كبيرة.

سلطنة عُمان: تعاون بين «زيد» العمانية و«صقر» المصرى للتصدير

نجح جناح سلطنة عمان فى جذب الأضواء إليه فى معرض «إيديكس ٢٠٢٣»، بمعروضات شركة «زيد» العالمية العمانية، التى تمتلك عددًا من الصناعات الدفاعية والأمنية ذات الجودة الفائقة. 

وأعرب الشيخ أحمد السيبانى، رئيس مجلس إدارة شركة «زيد» العالمية، عن تقديره التعاون مع الهيئة العربية للتصنيع، بعد توقيع عقد تعاون بين الشركة والهيئة، أمس، مشيدًا بدورها التاريخى الرائد، الذى تفخر به الصناعة العربية، فى جميع مجالات الصناعات الدفاعية والمدنية.

وأشاد باستراتيجية الهيئة، القائمة على توطين أحدث تكنولوجيات التصنيع وزيادة نسب التصنيع المحلى، معربًا عن تطلعه لتعزيز الشراكة معها فى العديد من المجالات.

فيما أوضح اللواء مختار عبداللطيف، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، أنه تم الاتفاق على الشراكة بين مصنع «صقر» للصناعات المتطورة التابع للهيئة، وشركة «زيد» العالمية، فى مجال الصناعات الدفاعية، فضلًا عن ضخ استثمارات لإنشاء خطوط إنتاج جديدة فى العديد من الصناعات المختلفة، وتعزيز التصدير للدول العربية والإفريقية الشقيقة والصديقة.

وأكد أن عقد التعاون، الذى تم توقيعه، يعد الخطوة الأولى للتعاون المشترك فى مجالات صناعية أخرى مع الشركة.