بعد التلويح بها.. تفاصيل المادة 99 من الميثاق الأممى التى لجأ إليها "جوتيريش"
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالحديث عن المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، عقب استناد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إليها، في خطوة نادرة لتسريع تحرك مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة.
تسريع تحرك مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة
استند الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، في خطوة نادرة لتسريع تحرك مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة، وتأتي هذه المادة، التي لم تستخدم منذ عقود، بعد الفشل المتكرر في مجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضوًا في إصدار قرار يدعو إلى هدنة فورية.
تفاصيل المادة 99
تنص المادة 99 على أنه "للأمين العام أن يلفت انتباه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين، وفقًا لما نقلته صحيفة ذا ناشيونال.
وتصف الوثائق الرسمية للأمم المتحدة المادة 99 بأنها ذات وظيفة وقائية، وهي زيادة الوعي على المستوى الدولي بأن الأزمة الحادة بالفعل قد تتفاقم.
ويحث استحضار "جوتيريش" للمادة 99 الدول على إعادة التركيز على وقف دائم للأعمال العدائية، لكن استخدام المادة نادر، وهو الأمر الذي أثار منتقدي الأمم المتحدة.
ويشير البعض إلى الفشل في تفعيل المادة 99 مع انهيار الوضع الأمني في رواندا قبل الإبادة الجماعية هناك عام 1994، والتي حدثت على الرغم من تحذير الخبراء من إمكانية حدوثها.
الكونغو أول محطة لاستخدام المادة 99
وفي وقت سابق، وصف الأمين العام للأمم المتحدة الشهير داغ همرشولد المادة بعبارات مماثلة، واصفا إياها بأنها "أكثر أهمية من أي مادة أخرى".
وقد استخدمها همرشولد لأول مرة في عام 1960 ردًا على العنف المتصاعد في الكونغو، وساعد استدعاءها في تمهيد الطريق لقوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة قوامها 20 ألف جندي، والتي كافحت للحفاظ على النظام بعد أن انجرفت البلاد إلى الحرب الباردة، كما غاب تدخل الأمم المتحدة عن أسوأ فترة عنف في تاريخ الكونغو، خلال سلسلة من الحروب في التسعينيات يعتقد أنها أسفرت عن مقتل نحو خمسة ملايين شخص.
وتم تفعيل المادة 99 من قبل الأمين العام خافيير بيريز دي كويلار قرب نهاية الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1989، وهو صراع معقد للغاية أدى إلى مقتل حوالي 150 ألف شخص، وتضمن غزوًا إسرائيليًا واحتلالًا لجنوب لبنان، فضلًا عن القتال بين الطرفين.
وقال بيريز دي كويلار إنه استخدم هذه المادة "من أجل المساهمة في حل سلمي للأزمة اللبنانية"، ومن شبه المؤكد أن بعثة تقصي الحقائق الناتجة عن ذلك إلى لبنان ساعدت في دعم اتفاق السلام اللاحق، اتفاق الطائف.
رسالة الأمين العام إلى مجلس الأمن
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة رسالة إلى رئيس مجلس الأمن، خوسيه خافيير دي لا جاسكا لوبيز دومينغيز، أدان فيها "أكثر من ثمانية أسابيع من الأعمال العدائية في غزة وإسرائيل تسببت في معاناة إنسانية مروعة ودمار مادي وصدمة جماعية في جميع أنحاء إسرائيل والفلسطينيين المحتلين".
ثم انتقل بعد ذلك إلى إدانة الهجوم "الوحشي" الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، قبل أن يشرح كيف انهارت المرافق الصحية في غزة وأن أكثر من 80% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قد شُردوا.