رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رضا حجازى: الرئيس كلفنى بإقناع المجتمع بأهمية تطوير المنظومة وقال «نريد بناء جيل قادر على تحمل المسئولية»

الدكتور رضا حجازى
الدكتور رضا حجازى

- وزير التربية والتعليم قال إن السيسى طالبه بمراعاة ظروف الأسرة المصرية 

- «السيسى» يسأل عن تفاصيل دقيقة جدًا وهو متابع ومنصت جيد.. ويجرى حوارًا لتكون هناك قناعة بالآراء والتعليم الفنى أخذ حيزًا كبيرًا من اهتمامه

- قلت للرئيس: «لو طلب من أولادنا كتابة مذكرة سيعجزون لأنهم اعتادوا على البابل شيت» فقال لى «أنا موافق نضيف 15% أسئلة مقالية قصيرة»

- الرئيس وجه بتعيين 150 ألف معلم وحضر اختبارات المعلمين بنفسه لقناعته بأهمية دورهم 

- السيسى أطلق مبادرة «الألف مدير مدرسة» لتطوير مديرى المدارس.. والوزارة وضعت عوامل جذب عديدة لزيادة نسبة حضور الطلاب

قال الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى طالبه، خلال أول لقاء معه بعد توليه المسئولية، بالعمل على إقناع المجتمع المصرى بأهمية تطوير المنظومة التعليمية إلى الأفضل، كما طالبه بمراعاة ظروف الأسرة المصرية فيما يخص الملف الدراسى.

وخلال حواره مع الدكتور محمد الباز، عبر برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، كشف الوزير عن حجم التطوير الهائل الذى تم فى قطاع التعليم، منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية، متحدثًا عن رؤية الرئيس لصناعة معلم كفء قادر على تخريج أجيال واعية تقود الجمهورية الجديدة.

■ حدثنا عن كواليس تكليفك بملف وزارة التربية والتعليم؟

- تلقيت نبأ تكليفى بالوزارة بمسئولية كبيرة، كونى عملت فى مجالات عدة بها، حيث كنت رئيس القطاع العام ثم نائبًا للوزير.

كما عملت أستاذًا فى المركز القومى للامتحانات، وكنت أشعر بأن التحديات كبيرة، خاصة أن قناعة المجتمع المصرى بالتطوير وأهميته، كانت غير واضحة وتوجد مقاومة له، وعندما تلقيت خبر تولى الوزارة كنت أعلم بالتحديات الموجودة بها.

■ ما تفاصيل أول جلسة بينك ورئيس الوزراء وما المناقشات التى دارت فيها؟

- فى أول جلسة جمعت بينى والدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بعد تولى حقيبة الوزارة، قال لى «مدبولى» إن هناك مشكلة فى قناعة المجتمع المصرى بالتغيير، وإنه يريد منى العمل عليها وإكمال التطوير بالوزارة، لأنه أمر يخص الدولة كلها، وهذه أهم نقطة تحدثنا فيها.

■ بعد حلف اليمين.. ما تفاصيل أول لقاء لك مع الرئيس السيسى؟

- فى أول اجتماع مع الرئيس السيسى بعد حلف اليمين، كان نصيب وزارة التربية والتعليم من الحديث كبيرًا، حيث حثنى الرئيس على إقناع المجتمع بأهمية التغيير، وأنه لا بد أن تشعر الأسرة بأن الدولة تعمل من أجلها، كما طالبنى الرئيس بمراعاة ظروف الأسرة المصرية فى ملف التعليم.

وقال الرئيس لى إننا نريد تعليم وبناء شخصية أولادنا، وأن نبنى منهم جيلًا قادرًا على تحمل المسئولية، كما كلفنى الرئيس بمتابعة الموهوبين والفائقين لأنهم قاطرة التقدم، وتم العمل على كل هذه التكليفات.

والرئيس السيسى يتحدث عن التعليم وكأنه متخصص ويتناقش معى فى تفاصيل غاية فى الدقة، خاصة عن طبيعة المناهج وهل تختص بالجانب العلمى أم بجوانب بناء الشخصية، كما سأل الرئيس عن ميزانية تشغيل المدرسة.

ويسأل الرئيس السيسى فى تفاصيل دقيقة جدًا وهو متابع ومنصت للحديث ويُجرى حوارًا لكى تكون هناك قناعة بالآراء، والتعليم الفنى أخذ حيزًا كبيرًا من اهتمام الرئيس، وكذلك المدارس المتميزة وجودة التعليم، حتى ظاهرة الغياب فى المدارس. 

وتوليت حقيبة الوزارة بعد فترة كورونا، وكان الطلاب لا يحضرون للمدارس، وكان لا بد وقتها من تنفيذ أساليب جديدة تجذب الطلاب للمدارس، وتم تنفيذ يوم ترفيهى ويوم ثقافى، وتمت إعادة أعمال السنة، وتخصيص نشاط بحثى لكل فصل، لأن تعليمنا تنافسى ويجب أن يتم تجهيزه لسوق العمل، والرئيس السيسى سألنى عن توقعى حول نسب الحضور بعد هذه العوامل، فقلت إننى أتوقع أن تصل من ٧٥٪ إلى ٨٠٪.

وحضور المرحلة الابتدائية كان كاملًا، وفى الإعدادى، كان حضور الصفان الأول والثانى كاملًا، أما الصف الثالث فبه نسبة غياب، وكذلك الأمر بالنسبة للثانوية، وتم التأكيد على أخذ الغياب الإلكترونى، كما طالبت بوضع مقومات لطلاب الثانوية العامة، وتكليف أفضل المدرسين لهم لجذب الطلاب للمدارس.

■ ما الجوانب الأخرى التى دار حولها الحوار؟

- الرئيس السيسى تحدث عن امتحانات الثانوية العامة، ونظام «البابل شيت»، وأخبرته بأن «البابل شيت» يعتمد على التعرف على الإجابة وليس إنتاجها.

وقلت للرئيس إن أولادنا عندما يتم امتحانهم بهذا الشكل سيعجزون عن كتابة مذكرة، لأنهم اعتادوا على وجود الإجابة جاهزة.

وطلبت وضع نسبة للأسئلة المقالية إلى الاختيار المتعدد، فقال لى الرئيس: «هترجع التصحيح البشرى»، فأخبرته بأنه من الممكن إجراء «إسكان» لإجابة الطالب ويتم إرسالها لمدرسين لكى يصححوها، لأن الطرق التقليدية فى التصحيح كانت تتم على ترابيزة واحدة مع وجود المراجع رفقة المصححين.

وتصحيح هذه الورقة يتم عبر مدرسين، وإذا زادت ورقة نصف درجة لدى مصحح عن الآخر فإنها تمرر لمدرس ثالث، وهذا حدث، فقال الرئيس: «أنا موافق على ١٥٪ أسئلة مقالية قصيرة»، وشكرته لأن الطالب وقتها سيذاكر من أجل إنتاج الإجابة، وهذه من المسائل التى تدخل فيها الرئيس.

كما أن الرئيس سأل عن القدرة التشغيلية بالمدارس، وميزانية المدرسة وكان هذا السؤال مفاجئًا لى، فالرئيس يتدخل فى التفاصيل بدقة جدًا ويسمع بإنصات بالغ.

■ ما شكل الدعم الذى وجدته من الرئيس؟

- الرئيس السيسى عندما يقتنع برأى يدعمه بشكل كبير، وبعد الاجتماع معه تجد خطابات من مجلس الوزراء بالاتفاق الذى تم فى الاجتماع وتكون ملزمة.

■ هل تعمل وزارة التربية والتعليم وحدها أم يوجد تنسيق بين الوزارات؟

- أول مبدأ أكد عليه الرئيس السيسى ورئيس الوزراء بعد تولى منصب الوزارة هو أن جميع الوزارات تعمل بشكل متكامل.

عندما نقيم يومًا رياضيًا وثقافيًا، إذا كانت المدرسة لا يوجد فيها مكان لممارسة الرياضة، فإنه يتم إرسال الطلاب لمركز شباب تابع لوزارة الشباب والرياضة، ويتم تدريبهم تحت إشراف كوادر رياضية، وكذلك وزارة الثقافة تساعدنا فى تنظيم يوم ثقافى للطلاب، ويوجد تكامل مع كل الوزارات.

وتعمل الوزارة وفق توافق وتعاون كبير مع كل مؤسسات الدولة المصرية، كما أن ميزانية الوزارة يتم تحديدها من قِبل وزارة المالية، ويتم عرضها على البرلمان للتصديق والموافقة عليها.

وميزانية وزارة التربية والتعليم ١٦٠ مليار جنيه، ويمكن القول إن الوزارة بحاجة إلى رفع هذه الميزانية لاستيعاب متطلبات العملية التعليمية.

وهناك تحديات كثيرة تواجه القطاع التعليمى، ومن أهم هذه التحديات قلة الميزانية المالية، ونقص المدرسين، والتكدس الشديد فى المدارس نتيجة ارتفاع أعداد الطلاب، وجمود المنهج التعليمى وعدم تحديثه لسنوات كثيرة.

■ ما شكل التعاون مع القطاع الخاص؟

- التعاون مع القطاع الخاص من أهم العوامل التى أدت إلى استغلال الموارد، وحسن التعامل معها بشكل جيد خاصة فى قطاع التعليم، حيث يتم منح القطاع الخاص قطعًا من الأراضى لبناء المدارس عليها، خاصة أن القطاع الخاص والمجتمع المدنى لديهما القدرة على استيعاب عدد كبير من المدرسين، وبالتالى التعاون مع القطاع الخاص فى قطاع التعليم أسهم فى التخلص من بعض التحديات التى كانت تواجه المنظومة.

وهناك متابعة مستمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث يتابع تقارير الوزارة باستمرار منذ توليه الحكم، وهنا تجب الإشارة إلى أن منصب الوزير لم يعد رفاهية على الإطلاق لكثرة المسئوليات التى يتحملها الشخص بسبب وجوده فى هذا المنصب، ويمكن القول إن إحساسى بالمسئولية بدأ منذ أن كنت فى منصب نائب الوزير، حيث كان التفكير يلازمنى باستمرار من أجل استيعاب وحل الأزمات التى تتعلق بقطاع التعليم.

ويتم وضع جدول زمنى داخل الوزارة، من أجل إنجاز المهام الخاصة بقطاع التعليم، وهذا الجدول لا يمكن تحقيقه إلا من خلال فريق متكامل داخل الوزارة، فضلًا عن التعاون مع الوزارات المختلفة ومجلس الوزراء.

■ عندما تولى الرئيس السيسى الحكم.. كيف كانت ملامح القطاع التعليمى فى هذه الفترة؟

- الرئيس عبدالفتاح السيسى مهتم بقطاع التعليم بشكل غير مسبوق منذ توليه الحكم، حيث تم تدشين فكرة بناء الإنسان المصرى، وكذلك تم إنشاء بنك المعرفة، وبالتالى هناك اهتمام كبير بالتعليم منذ عام ٢٠١٤.

وكانت هناك تحديات كثيرة واجهت الدولة المصرية، خاصة فيما يتعلق بقطاع التعليم منذ عام ٢٠١٤، ولهذا عملت الدولة بدأب من أجل التغلب على هذه الصعوبات سريعًا، لإنقاذ هذه المنظومة من الفناء والهلاك.

والدولة المصرية اتخذت بعض الإجراءات من أجل التغلب على تحديات ملف التعليم، حيث تم تخفيف حدة «عقم المناهج» بسبب غياب عنصر التجديد من خلال تطوير ١٤٠ منهجًا وفق المواصفات التعليمية الدولية، والاهتمام ببناء شخصية الطالب، وتوفير أكبر قدر ممكن من المدرسين ذوى التخصص العلمى الخاص بكل مرحلة، والتخفيف من الألفاظ العنيفة خلال إصدار الأحكام على نتائج الطلاب فى السنوات الأولى من الابتدائية، حيث تمت الاستعانة بألفاظ خفيفة بدلًا من أخرى عنيفة خاصة فى قول «الطالب راسب» وهو فى أولى خطواته بالتعليم.

فى بداية وجودى فى الوزارة عرضت صورًا للمدارس المصرية قبل عام ٢٠١٤ وبعد ٢٠١٤، وكان الفرق بين الصور واضحًا، لأنه بعد عملية التطوير أصبح شكل المدرسة أكثر جاذبية، وتم تجديد عدد كبير من المدارس، علاوة على تحسين جودة الفصول من الداخل، وتم بناء ٥٥١ ألف فصل دراسى جديد على مدار الـ٩ سنوات الماضية، رغم الظروف الصعبة التى تعيشها مصر، بل جميع دول العالم، إضافة إلى تطوير المناهج التعليمية والاستعانة بالمناهج التكنولوجية الحديثة، كما تم تدريب الأطفال والطلاب على إنتاج المعرفة، بجانب حرص الوزارة على اكتشاف المواهب.

وهناك مناطق فى مصر بها كثافة مرتفعة، وهذه الكثافة تؤدى إلى زيادة أعداد الطلاب فى المدارس، وهناك محافظات أخرى كثافتها منخفضة بصورة كبيرة، وبالتالى تم التعاون مع القطاع الخاص لبناء المجمعات المدرسية التى تضم المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، للتغلب على فكرة الكثافة المرتفعة بالفصول داخل المحافظات المأهولة بالسكان، وبالتالى هذا التعاون مع القطاع الخاص أحدث نوعًا من التوازن، ويجب الإشارة إلى أن تكلفة إنشاء فصل واحد جديد لاستيعاب الكثافة العددية، تخطت الـ٥٠٠ ألف جنيه، ومع ارتفاع التكلفة الآن تخطى السعر ووصل إلى أكثر من ٨٠٠ ألف.

وتم تحديد قوائم بالمدارس التى مر على بنائها ١٥ عامًا، من أجل ترميمها وصيانتها، ولهذا تم تحديد فريق لمتابعة صيانة المدارس فى مختلف المحافظات.

■ كيف تسلم الرئيس منظومة التعليم وكيف كانت رؤيته للمدرس؟

الرئيس السيسى لديه قناعة كبيرة بدور المدرس ومدير المدرسة فى المنظومة التعليمية، ولهذا أمر الرئيس بتعيين ١٥٠ ألف مدرس على مدار ٥ سنوات.

وفى ٢٠١٥، منحت الدولة الوزارة ٣٠ ألف معلم، وكان الإعلان على مستوى الجمهورية، وكان التعيين يتم وفق التقديرات الجامعية لجميع الكليات، بشرط أن يكون الخريج حاصلًا على دبلومة تربوية ما عدا أصحاب كلية التربية، وطالما كان التعيين على حسب التقديرات، فكانت هناك طلبات اغتراب كثيرة من المدرسين، وأصبح هناك خلل فى الخريطة التعليمية، نتيجة بعد المسافة التى جعلت المدرسين غير قادرين على الذهاب إلى المحافظات التى وقع الاختيار عليها وفق تقديراتهم الدراسية، ولهذا تم إجراء دراسة كاملة لتحديد احتياجات كل إدارة تعليمية، وتمت مراجعة هذه الدراسة بشكل منظم ومدروس، ليأخذ الرئيس قرار تعيين ١٥٠ ألف معلم بعد ذلك وفق هذه الاحتياجات.

■ ما تفاصيل مسابقة تعيين ١٥٠ ألف معلم ؟

- وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتعيين ١٥٠ ألف معلم بواقع ٣٠ ألفًا كل عام، وقد تم إجراء دراسة لكل مادة فى كل إدارة تعليمية وليس فقط مديرية تعليمية، وكنت خلال هذا التوقيت نائب وزير، وبالتالى تم تحديد الاحتياجات وفق كل إدارة تعليمية وتمت مراجعتها بشكل صارم من الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة. 

وكان لا بد لنا أن نستفيد من الدروس السابقة، وما حدث من مشكلات تعرضنا لها فى السابق، وبالتالى غيّرنا اللائحة فى القانون بأن يكون الإعلان لكل محافظة، على سبيل المثال محافظة الدقهلية تحتاج إلى ٢٠ معلمًا لمادة العلوم، و٣٠ معلمًا لمادة الرياضيات، وبالتالى ينزل الإعلان لمحافظة الدقهلية، ليقدم فيه ابن محافظة الدقهلية، فلو تقدم معلم فى إعلان الدقهلية وبطاقته مكتوب فيها أنه من محافظة القاهرة سيتم رفضه إجرائيًا.

ولم تكن هناك اختبارات قبل ذلك فى مسابقة تعيين المعلمين، حيث كنا نرتب الناس بناءً على تقديراتهم، لكن تم تغيير ذلك، حيث يتولى الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة اختبار المتقدمين فى خمسة محددات؛ هى: المكون التخصصى المتمثل فى المادة العلمية، لأننا نريد للجمهورية الجديدة معلمًا كفئًا وقادرًا ومرنًا، ويساعد الطلاب على إيصال المعلومة، والمحدد الثانى هو الحصول على دبلوم التربوى، والمحدد الثالث التكنولوجيا، خاصة أننا فى عصر التكنولوجيا ولدينا تعليم رقمى وتوجد منصات موجودة، وبالتالى يجب أن يمتلك المعلم هذه المهارات، إضافة إلى المحدد الرابع المتمثل فى ضرورة امتلاك المعلم الثقافة العامة، حيث تتطلب الجمهورية الجديدة المعلم المثقف، كما يجب أن يمتلك المعلم المحدد الخامس والمتمثل فى اللغة الإنجليزية، حتى لو لم يكن معلم لغة إنجليزية، لكن يجب أن يمتلك قدرًا من اللغة الإنجليزية. 

وبعد اجتياز هذه الاختبارات فى كل محافظة، لا بد من اجتياز تدريبات تقررها وزارة التربية والتعليم، والأمر ليس مقتصرًا على الحضور للمسابقة فقط، وكان يوجد تدريبان أقرتهما الوزارة هما؛ تدريب تربوى، وتدريب لياقة بدنية وذهنية. 

■ ما المعايير التى استندت إليها الوزارة فى إدارة ملف اختبارات المعلمين؟

- أدارت وزارة التربية والتعليم اختبارات المعلمين بشكل شفاف خالٍ من أى واسطة تمامًا، حيث كان الاختبار فى تنظيم الإدارة إلكترونيًا، أى أن المعلم المتقدم لاختبارات المعلمين يأتى من أسوان على سبيل المثال، ومن أى محافظة من محافظات مصر، حتى يتم اختباره فى الجهاز المركزى لتنظيم الإدارة على جهاز كمبيوتر، وبالتالى ينتفى التحيز وينتفى العنصر البشرى، كما أن الجهة الأخرى المعنية بتحديد الاجتياز من عدمه هى جهة تمتلك شفافية ونزاهة مطلقة، وبالتالى لم تكن توجد أى واسطة. 

وإدخال جهات أخرى فى اختبارات المعلمين يأتى لضمان نزاهة وشفافية المسابقة.

■ ما مصير الـ١٢ ألف معلم الذين أخفقوا فى بعض أجزاء اختبارات المعلمين؟ هل سيحظون بفرصة ثانية إذا لم يتمكنوا من اجتياز الأجزاء التى أخفقوا فيها؟

- فى المسابقة السابقة بتعيين المعلمين اجتاز ٢٨ ألفًا الاختبارات التى وضعها الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، وتوجه الـ٢٨ ألفًا إلى الجهة المعنية الأخرى بالاختبار، واجتاز منهم ١٦ ألفًا، وبالتالى تبقى ١٢ ألفًا الذين بدورهم سيتقدمون بإعادة الاختبار فى الجزء الذى أخفقوا فيه فقط.

إن الـ١٢ ألف معلم سيقدمون على إعادة اختبار فى الأجزاء التى أخفقوا فيها للالتحاق بوظائف الوزارة، وإذا وُفّق المعلم سيحصل على شهادة اجتياز وسيتم تشغيله، وإذا لم يوفق فمن الممكن أن يقدم فى إعلان جديد.

ومسابقة اختبارات تعيين المعلمين فى غاية الشفافية والنزاهة والقانونية، لأن اللائحة فى القانون تنص على اجتياز اختبارات يقررها «التنظيم والإدارة»، والإعلان على مستوى المحافظات، واجتياز تدريبات تقررها وزارة التربية والتعليم، وأتمنى أن يجتاز الـ١٢ ألف معلم الأجزاء التى أخفقوا فيها ليتمكنوا من الالتحاق بوظائف التربية والتعليم.

■ ما النصيحة التى توجهها للمعلمين؟ 

- يجب على المعلم أن يشتغل على نفسه.

■ ما رؤية الرئيس السيسى لتطوير مديرى المدارس؟ 

- إن المدرسة ما هى إلا مدير، كما أن كل مدرسة تشبه مديرها، حيث نجد مدير مدرسة يحب المعلمون العمل تحت إدارته ويأتون إلى المدرسة مبكرًا، مكونين فريقًا رائعًا ولديهم دافعية عالية للعمل، مع قدرة مديرهم على تحميسهم، كما أنه يفتح مكتبه للطلاب والمعلمين ويكون بمثابة القدوة والأب والقائد.

وقد أطلق الرئيس مبادرة «الألف مدير»، وسيكرر الرئيس السيسى هذه المبادرة لقناعته بأهمية تطوير مديرى المدارس.

وانتقينا مجموعة من المديرين الذين مر عليهم على الأقل ١٠ سنوات عملًا فى مجال التربية والتعليم، ولديهم القدرة على الابتكار، إضافة إلى مجموعة أخرى من المعايير، وإرسالهم إلى الأكاديمية العسكرية ليحصلوا على دبلومة فى القيادة التربوية والأمن القومى، بالتعاون مع جامعة حلوان، وقد انتهى الأمر إلى تأهيل ٣٥٠ مديرًا من ضمن أكثر من ألف مدير، وهو ما يجعلنا نعيد حساباتنا فى آلية الاختيار.

وهذا الموضوع تم وقد كنت فى بداية تسلم منصبى بالوزارة، وقد أرسلت خطابًا للمديريات بمعايير للاختيار، وجاءت إلينا الأعداد وقدمتها للأكاديمية العسكرية وكانوا ١٧١٤ مديرًا، وقد اجتاز منهم المقابلات ٣٥٠ مديرًا فقط، وتلقوا دبلومة لمدة ٦ أشهر فى الأكاديمية العسكرية، تعلموا خلالها الانضباط والالتزام، وهى جميعًا من معايير ومؤشرات المدير الناجح.

وقد عُقد لهم تدريب فى وزارة التربية والتعليم بعد تخرجهم من دبلومة الأكاديمية العسكرية وتم تعريفهم بواقع الوزارة، وتم توزيعهم وتسلموا عملهم الآن كمديرين، لكن ستتم متابعتهم من جهة مستقلة أيضًا لضمان النزاهة والشفافية، كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أعلن عن إمدادهم بحافز مادى وهو «حافز الأكاديمية».

■ما مدى اهتمام الرئيس السيسى باختبارات المعلمين؟

- الرئيس عبدالفتاح السيسى حضر بنفسه اختبارات المعلمين لقناعته بأهمية ودور المعلم.

وكان لا بد أن تعى الأسرة المصرية أن الدولة المصرية عندما تكون صارمة فى انتقاء المعلمين فالهدف من ذلك هو مصلحة الدولة المصرية. 

وقد عقدنا تدريبًا تربويًا وتدريب لياقة بدنية وذهنية للمعلمين المتقدمين للتعيين، وكان من الممكن أن تقرر وزارة التربية والتعليم مدى الاجتياز من عدمه، لكن تمت الاستعانة بجهة خارجية، وقد تولت تلك الجهة هذا الموضوع، حيث تقيم الثقافة العامة لدى المعلمين وقدراتهم على عرض المعلومة، وقدراتهم على الحديث بشكل منطقى أكثر، حيث تمتلك هذه الجهة المعنية ضوابط واضحة لوظيفة المعلم وليس مجرد معايير مطلقة.