ازدواجية المعايير الغربية..
بريطانيا تكمم أفواه المتظاهرين المؤيدين لغزة وتتهمهم بالكراهية
سلطت الصحف العالمية الضوء على ازوداجية المعايير الغربية في التعامل مع العدوان الإسرائيلي على غزة سواء من خلال الموقف الحكومي أو التعامل مع المتظاهرين، ولعل أبرز مثال على ازوداجية المعايير الأوروبية هو تعامل بريطانيا مع التظاهرات الكبرى الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة للعدوان الإسرائيلي على غزة، ومحاولات بريطانيا تكميم أفواه المتظاهرين الداعمين للقضية من خلال توجيه الاتهامات بالكراهية ومعاداة السامية للمتظاهرين.
ازوداجية المعايير البريطانية والغربية
وأكدت صحيفة "التليجراف" البريطانية، أن لندن شهدت أكبر الاحتجاجات في السنوات الأخيرة بخروج أكثر من 300 ألف مواطن لدعم غزة، ولكن اتهمهم الشرطة بمعاداة السامية، فهل لو كان المتظاهرين يدعمون إسرائيل كان رد الفعل البريطاني سيكون مماثل.
وتابعت أن وعد بلفور بإقامة دولة لإسرائيل كان ينص على ضرورة احترام الفئات الأخرى في فلسطين، وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن، حيث تواصل إسرائيل حصارها الخانق على قطاع غزة والضفة الغربية.
وأضافت أن الغضب الأوروبي من ممارسات إسرائيل يأتي بعد سنوات طويلة من القمع والاحتلال.
كما أكد موقع "بريكنج نيوز" الأيرلندي، أنه تم توجيه اتهامات جرائم الكراهية والعنف إلى أكثر من 80 شخصًا خلال الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.
وتابع أن آلاف المتظاهرين والمحتجين المناهضين تظاهروا في لندن خلال عطلات نهاية الأسبوع القليلة الماضية، ما دفع السياسيين إلى الضغط على شرطة العاصمة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاحتجاجات في إشارة جديدة على ازدواجية المعايير البريطانية، حيث اعتقلت الشرطة قرابة 400 شخص في الفترة ما بين 7 أكتوبر و18 نوفمبر، وتم توجيه التهم إلى 83 منهم.\
وقالت سكوتلاند يارد إن الضباط يقومون بفحص صور المتظاهرين المرتبطين بالفوضى في يوم الهدنة، وذلك باستخدام التعرف على الوجه لإلقاء نظرة على المظاهرات السابقة والبحث عن المشتبه بهم الذين يعتقد أنهم ارتكبوا جرائم كراهية.
وأضاف الموقع أنه من أجل تكميم الأفواه، يتطلع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أيضًا إلى تشديد القانون لتسهيل حظر المسيرات ومحاكمة أولئك الذين يمجدون الإرهاب، وفقًا لعدد من الصحف.
هشاشة المجتمع الدولي وأزمة غزة
وعلى جانب آخر، أكدت وكالة الأنباء الفرنسية، أن ازدواجية المعايير الغربية ظهرت بقوة بعد اندلاع الأزمة في غزة، حيث انتقدت أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية قادة دول الشرق الأوسط وآسيا لعدم إدانتهم روسيا في صراعها مع أوكرانيا.
وتابعت أن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية اتهموا روسيا بانتهاك القانون الدولي خلال الصراع في أوكرانيا وهو ما دفع دول الشرق الأوسط لتوجيه نفس الاتهام للقادة الغربيين الذين صمتوا تجاه الانتهاكات الإسرائيلية الكبرى في غزة، وكشفوا ازدواجية المعايير الغربية.
وأضافت أنه إذا كان الصراع الروسي الأوكراني كشف عن الانقسامات في المجتمع الدولي وهشاشة النظام العالي فإن العدوان الإسرائيلي على غزة مزقه.
وتابعت أن الأزمة الأخيرة في الشرق الأوسط لا تؤدي إلى تمزيق شمال العالم وجنوبه فحسب. كما أنه يثير غضب بعض حلفاء واشنطن الأوروبيين الذين عملوا بجد منذ اندلاع الصراع الروسي الأوكراني لبناء إجماع حول احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان العالمية، ولكن اختفت هذه المعايير بين ليلة وضحاها بعد العدوان الإسرائيلي على غزة.