رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خالد عبدالعزيز: الأزمة بين الدولة والشباب انتهت لأن الرئيس السيسى وجّه بتطوير مراكز الشباب فى القرى وتابع التطوير بنفسه

خالد عبدالعزيز
خالد عبدالعزيز

- وزير الشباب السابق أكد أن الإعلان عن مشروع قناة السويس الجديدة حمل رسالة طمأنة للمصريين

- المشير السيسى كان رافضًا الترشح للرئاسة لإيمانه بخدمة مصر أفضل من خلال وزارة الدفاع ثم خضع لرغبة المواطنين

- حاولت احتواء الشباب وتوجيه طاقاتهم لخدمة الوطن عقب تعيينى وزيرًا فى 2013 وفتحت مسارح الوزارة أمام جميع التيارات

- الرئيس السيسى أكد على مسئولى حملته الانتخابية الأولى ترشيد الإنفاق وحدد سقفًا ماليًا بـ20 مليون جنيه مع الالتزام الصارم بالقواعد

 قال الدكتور خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة السابق، إن الدولة نجحت فى احتواء طاقات الشباب عقب ٢٠١٣، ووجهتها لخدمة الوطن، بعد أن تيقن الشباب من إخلاص القيادة السياسية فى نيتها بتمكينهم، وتأهيلهم لتولى المناصب القيادية، وإشراكهم فى المؤتمرات والاستماع لمقترحاتهم الخاصة فى كل القضايا.

وأضاف لبرنامج «الشاهد»، المذاع على قناة «إكسترا نيوز» مع الإعلامى الدكتور محمد الباز، أن الرئيس السيسى وقت أن كان وزيرًا للدفاع فى ٢٠١٣ رفض اقتراحات كثيرة للترشح للرئاسة، لأنه كان يرى أنه سيخدم الوطن أكثر من خلال منصبه وزيًرا للدفاع، لكنه تحت الضغوط الهائلة وافق لإنقاذ الوطن.  

■ ما كواليس اختيارك وزيرًا للشباب والرياضة فى عام ٢٠١٣؟، وكيف كانت ردة فعلك؟

- حدث هذا يوم ١٦ يوليو ٢٠١٣، وكنا فى رمضان، ووقتها تلقيت اتصالًا من الوزير فخرى عبدالنور، وسألنى عن مكانى، وكنت وقتها بالقاهرة، وبعدها تلقيت اتصالًا من مجلس الوزراء وطلبوا منى الحضور خلال ربع ساعة، ووصلت فى الواحدة والنصف ظهرًا، وقابلت الدكتور حازم الببلاوى، وأخبرنى بأنه جرى اختيارى لتولى حقيبة وزارة الشباب والرياضة، وأننى سأحلف اليمين بعد ربع ساعة، وأنهينا مراسم حلف اليمين قبل الإفطار بعشر دقائق، أمام المستشار عدلى منصور، ولم يكن هناك أى إفطار، ووقتها أذن المغرب ونحن على أعتاب قصر الاتحادية.

■ ما المهمة الأساسية لهذه الحكومة خاصة أنها جاءت فى وقت استثنائى من عمر الوطن وبعد إزاحة الإخوان عن حكم مصر استجابة لمطالب ملايين المصريين؟

- التحدى الأكبر للوزارة كان الشباب، لأنهم كانوا متفاعلين، وكانوا فى حالة نشاط تامة بأيديولوجيات مختلفة، والمهمة الأساسية كانت كيف نستفيد من طاقات الشباب ونوظفها لخدمة الوطن.

وبقدر الإمكان جرى التحدث معهم، خاصة من هم ضد التجربة، لأنه كانت السمة فى ذلك الوقت أن كل شخص يتحدث ما يريد ويكتب ما يريد.

بحكم عملى فى المجلس القومى للشباب، وعلاقاتى بالاتحادات، كانت لى اتصالات بالشباب، وتم فتح وزارة الشباب ومسارحها لجميع التيارات، وحاولنا بقدر الإمكان أن نستوعب الجميع، كما حاولنا تهدئة الشارع، وأن نقول إننا على أعتاب مرحلة جديدة.

■ ما كواليس أول لقاء جمعك مع المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع فى هذه الفترة؟

- أول لقاء جمعنى بالمشير عبدالفتاح السيسى، وقتها، كان يوم حلفى اليمين بتولى حقيبة وزارة الشباب، وكنت أتابعه قبلها لأنه جرى تعيينه وزيرًا للدفاع فى أغسطس ٢٠١٢، وكان أملنا أن يخلصنا من حكم الإخوان، وجرى تحديد أول اجتماع لمجلس الوزراء، وكان كل مرة يتم فى مكان مختلف بسبب الظروف الأمنية وقتها.

المشير كان قليل الكلام ولكنه كان دقيق الملاحظات، وكان هناك تدقيق فى متابعة كل وزير لملفه، لأن هناك ظروفًا تجعل الحكومة والأجهزة فى حالة تركيز، والمشير السيسى كان يجيب وقت الراحة على قدر السؤال فقط، ولكن كانت كل الأعين عليه، لأن الناس كانت ترى الحاجة لانتخابات رئاسية ووضع خارطة طريق.

كنا على يقين من أننا نحتاج لانتخابات رئاسية لوضع خارطة طريق للمرحلة الانتقالية، ولم يكن هناك أى إيحاء أو بوادر بأن المشير السيسى وقتها سيترشح للانتخابات.

الكثير من الناس اتصلوا بالمشير السيسى، وتحدثوا معه عن ترشحه للانتخابات الرئاسية، وفى البداية لم يكن لديه رغبة بالترشح، وكان مؤمنًا بأن منصبه كوزير لدفاع مصر مهم ويستطيع خدمة الوطن من خلاله بشكل كبير.

عندما بدأت الاحتفالات بذكرى ٦ أكتوبر فى ٢٠١٣، وبعد وقت قصير من الثورة، لعبت وزارة الشباب والرياضة دورًا كبيرًا فى التنظيم، وكذلك الشئون المعنوية للقوات المسلحة، والاحتفال أقيم وقتها فى استاد الدفاع الجوى، وأزعم أنه كان من الاحتفالات المميزة لانتصارات أكتوبر.

الاحتفال كان له بُعد آخر، وهو أن الدنيا فيها فنون وسعادة وبهجة وسط الظروف التى عاشها الناس، وأن نصلح الأمر وتعود الفنون، وشارك فى الحفل الفنان الإماراتى حسين الجسمى، والفنانة اللبنانية نانسى عجرم، وكبار الفنانين بمصر.

■ حدث أن التقيت الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل ودار بينكما حديث ودّى بسبب علاقة صداقة وزمالة تربطه بوالدك، وكلفك أيضًا بنقل رسالة للرئيس السيسى وزير الدفاع وقتها، فما كواليس اللقاء؟

- تلقيت اتصالًا هاتفيًا من الكاتب الصحفى الكبير عبدالله السناوى، وكان يفيد الاتصال بأن الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل يطلب مقابلتى، خاصة بعدما علم أننى نجل صديقه الراحل محمود عبدالعزيز، مدير تحرير الأهرام فى عهد الأستاذ هيكل، لذا استجبت للدعوة، وأثناء المقابلة سألنى إذا كنت أتواصل مع وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى بشكل شخصى أم لا، وبعدما أخبرته بأنه يوجد بالفعل تواصل مباشر بيننا، طلب منى أن أقوم بتوصيل رسالته له، وكان مضمون هذه الرسالة أن الرئيس السيسى كان مُستدعى لرئاسة الجمهورية لحل الأزمة فى مصر، وهو ليس مرشحًا، لذا الحديث عن موضوع البرنامج الانتخابى من وجهة نظره ليست له أهمية وأنه يتعين الحديث عن رؤية الدولة للمستقبل، وبالفعل أخبرت وزير الدفاع، آنذاك، عبدالفتاح السيسى برسالة الأستاذ هيكل كاملة.

كان وزير الدفاع قد أعلن نيته الترشح للرئاسة، ووقعت بعض العمليات الإرهابية فى مارس ٢٠١٤، وكان هناك اتجاه لفرض حالة الطوارئ، وغالبية مجلس الوزراء كانت تؤيد هذه الخطوة، وكانت هناك بعض الآراء السياسية تشير إلى أنه ليس هناك ما يدعو لفرض حالة الطوارئ فى ظل الاستعداد للانتخابات الرئاسية، وبعد أن تم الاتفاق على عدم فرض حالة الطوارئ كان المرشح عبدالفتاح السيسى حريصًا كل الحرص على عدم فرض رأيه المتعلق بحالة الطوارئ على المجلس كونه مرشحًا للرئاسة، لذا ترك القرار للمجلس.

وحضرت اجتماعًا تاريخيًا لمجلس الوزراء، حيث ترأس الاجتماع فى البداية وزير الدفاع، بينما فى الجزء الثانى قاد الاجتماع الفريق أول صدقى صبحى.

هذا الاجتماع كان فى مارس ٢٠١٤، أى أنه كان قبل إعلان ترشحه للرئاسة، لذا حرص الرئيس السيسى على أخذ صورة تذكارية مع المجلس لأنه سوف يترك منصبه فى وزارة الدفاع من أجل الترشح لرئاسة الجمهورية، وبالفعل تم الإعلان عن الترشح بعد هذا الاجتماع بساعات قليلة.

وطلب الرئيس السيسى فى بداية ترشحه أمرين، هما أن تكون هناك رئاسة قوية للحملة الانتخابية لترشيد إنفاقها، والتأكيد على القواعد الموضوعة لهذه الحملة بكل حزم، الأمر الثانى تمثل فى محاولته الجاهدة فى أن تكون المصروفات أقل من ٢٠ مليون جنيه للحملة الانتخابية بالكامل، وبالفعل تمت إقامة الانتخابات، وأدى الرئيس السيسى اليمين الدستورية فى ٢٠١٤، وتحولت العلاقة من كوننا وزراء فى حكومة واحدة إلى وزير ورئيس جمهورية.

■ كانت هناك أزمة بين الشباب والنظام، فكيف نجحت الدولة فى احتوائهم؟ 

- حالة النجاح التى حدثت فى الفترة الرئاسية الأولى من ٢٠١٤ إلى ٢٠١٨ كانت ترجع للكثير من العوامل، منها إعلان الدولة المصرية عن الشروع فى إنشاء قناة السويس الثانية، حيث كان هذا الإعلان بمثابة رسالة طمأنينة إلى قلوب المصريين بأن مصر قادرة على العودة بل والتطوير.

بينما تمثلت العوامل الأخرى فى النزول إلى مراكز الشباب فى القرى والمحافظات، والعمل على تطويرها بتوجيه من الرئيس السيسى، الذى كان يتابع بالطائرة أوضاع التطوير والإصلاح، وحرص على الاستماع لمختلف آراء الشباب وإشراكهم فى الحوار، ونتيجة هذه الجهود الملموسة تحسنت العلاقة بين الحكومة والشباب المصرى بصورة غير مسبوقة وفى وقت وجيز، ويمكن التأكيد على أن مساعى الدولة الخاصة بالتواصل المباشر مع الشباب كان لها تأثير قوى لأن النوايا الحسنة للحكومة والقيادة السياسية تسللت إلى قلوب المصريين.

■ ما الذى أضافته فعاليات مؤتمرات الشباب لهذه الفئة؟

- اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بالشباب فى المحافظات جعلهم يحرصون كل الحرص على حضور المؤتمر للإدلاء بآرائهم تجاه مختلف الموضوعات المتعلقة ببناء وتطوير الدولة المصرية.

كان الرئيس السيسى يقيم فى المحافظات التى كان يتواجد فيها لأكثر من يوم الكثير من اللقاءات المباشرة مع الشباب والجمهور بشكل عام، والدليل على ذلك حضور الرئيس مباراة كرة قدم فى إحدى المحافظات المصرية من قبل.

■ ما شهادتك على البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب؟

- لدى الرئيس السيسى قناعة راسخة بأهمية تأهيل الشباب وتمكينهم، والتمكين لا يعنى أن تأتى بشاب لتسند إليه منصبًا من فراغ، وإنما تأهيله لتولى المناصب القيادية دون النظر لصغر سنه.

وتأهيل الشباب كان من خلال عدة أوجه، منها العمل على رفع مستوى الشباب فى جميع المجالات، وليست العلمية فقط، وإنما العلمية والثقافية والاقتصادية والفنية، وقد كانت التجربة الفرنسية هى النموذج أمام الرئيس السيسى، التى تخرج منها معظم المسئولين.

الاهتمام بالبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب كان صادرًا من مكتب الرئيس عبدالفتاح السيسى شخصيًا، كما أن مراكز وزارة الشباب كانت مخصصة لإجراء اختبارات لانتقاء أفضل العناصر دون أى وساطة وبمنتهى الشفافية، وكانت معظم هذه الاختبارات تتم فى مركز شباب الجزيرة، الذى كان فى ذلك الوقت رمزًا  للتطوير، حيث كان مهملًا ومهجورًا لفترة طويلة، وهو فى قلب القاهرة، وتم إعداده بشكل جيد جدًا للطبقة الاجتماعية المتوسطة والبسيطة.

كما كانت توجد قاعات ثقافية كبيرة جدًا، فقد اهتممنا بهذا الأمر بشكل كبير، حيث كانت توجد قاعات تأهيل وتدريب، فتم استخدام هذه القاعات لإجراء هذه الاختبارات، حتى يتم اختيار الشباب الذين سيبدأون أولى دورات التأهيل الرئاسى.

وقد بدأ هذا البرنامج مع بداية وجودى فى الوزارة، وهو مستمر إلى وقتنا الحاضر، وعندما تم استدعائى للحوار الوطنى رأيت نتيجته من خلال المستوى المبهر للخريجين، وكنت سعيدًا جدًا بهم.

■ حضرتك مقرر المحور المجتمعى فى الحوار الوطنى.. ما شهادتك على موقع الرئيس فى الحوار الوطنى بداية من الدعوة وحتى منحه زخمًا يجعل الناس تصدق أن الحوار الوطنى حوار حقيقى وليس مجرد مظهر أو فلاش أو لقطة؟

- كنت قد استمعت لدعوة الرئيس السيسى بشأن الحوار الوطنى فى أبريل ٢٠٢٢، ولم يكن لدىّ أى احتمال بشأن استدعائى لهذا الأمر، لكن فى أوائل شهر يونيو بدأ تشكيل مجلس الأمناء وتشكيل الأمانة الفنية، واستمر الأمر بالنسبة لى ببطء، وكنت أتساءل عن سبب تأخر الحوار، حتى تم استدعائى فى أواخر سبتمبر، وتم عقد الاجتماعات.

وجدت أن حجم العمل ضخم جدًا، وهو ما يحتاج لمؤسسة كبيرة جدًا حتى تستطيع تناول كل المقترحات والآراء فى ظل وجود ١٨٠ ألف شخص أرسلوا مقترحات، وكلها يجب أن تتم قراءتها وفحصها وفرزها، ثم بدأنا بعد ذلك الاجتماعات الفعلية.

وفى حقيقة الأمر، حين اتصلوا بى كنت أشعر بأن الدولة لها رجالها، وكان الانطباع لدى الناس بأن هذا الحوار مثل جميع الحوارات التى تتم فى أى مكان، لكن المشهد الافتتاحى للحوار الوطنى الذى كان فى شهر مايو ٢٠٢٣، والكلمة المسجلة للرئيس عبدالفتاح السيسى التى أرسلها كانت محددة وواضحة جدًا.

إن كلمة الرئيس أكدت أن الحوار الوطنى لم يكن حوارًا شكليًا أو بروتوكوليًا وإنما هو أمر مطلوب، سنأخذ ما يفيد منه بالتنفيذ، وإذا كانت هناك أمور تنفيذية سيتم إرسالها إلى الحكومة، وإذا كانت تحتاج إلى تعديلات تشريعية سوف نرسلها إلى البرلمان، ومن هنا كانت كلمة الرئيس واضحة ومهمة.

كما أن أهم ما يميز الحوار الوطنى أن أطيافًا مختلفة فى المجتمع تحدثت بكل حرية وأعطت بُعدًا فى غاية الأهمية، ومن ثم بدأ الناس يقولون إنه من الممكن أن نصل إلى مكانة جيدة.

وبعد أيام قليلة من بداية الحوار الوطنى الفعلى، كان هناك مشروع قانون مقدم للحكومة، خاص بالمجلس الأعلى للتعليم، وقد أكد الرئيس أن مشروع القانون لا بد أن تتم مناقشته من قِبل الحوار الوطنى قبل أن يذهب للبرلمان، ومن ثم تم عقد جلسة واثنتين وثلاث، وقد شعر المواطنون بأن هذا الأمر من الممكن أن يعطى بعدًا جديدًا وقويًا للحوار الوطنى، وكذلك الحال بالنسبة لافتتاح الرئيس الجامعة التكنولوجية ببرج العرب فى شهر يونيو الماضى.

وبالتالى فإن كل هذه الأمور أعطت بُعدًا قويًا ومصداقية كبيرة جدًا للحوار، وكل من شارك فى الحوار التزم بالشروط الموضوعة والحرية والصراحة، وبالأخلاقيات، والميثاق الذى كان موضوعًا للتفاهم والتحاور، وبالتالى فإن ما خرج من توصيات، وتم إرساله إلى مكتب الرئيس، كان به بعض الأمور الإيجابية التى قد تتم الاستفادة  منها أو على الأقل دراستها خلال المرحلة المقبلة.

أشهد بأن تجربة الحوار الوطنى جيدة جدًا، وأتمنى أن تكون بالشكل الذى يليق أو يناسب فى ذلك الوقت أو فى أى توقيت آخر- بهذه الحالة من الديناميكية الموجودة الحالية بما يتناسب مع المرحلة التى تمر بها.

■ ما حجم التحديات التى واجهتكم فى الفترة التى كنت موجودًا بها فى الحكومة؟ وكيف استطعتم أن تتغلبوا عليها؟

- لا يوجد رئيس جمهورية جاء فى السنوات الماضية، ولم يكن يواجه تحديًا، لكن التحديات تختلف من حيث نوعها ومقدارها.

وأزعم أننى عندما كنت فى شبابى، وكنت أتابع عندما جاء الرئيس السادات على سبيل المثال، كان يواجه تحديًا كبيرًا جدًا بأن لدينا جزءًا محتلًا من الأرض، وكان عليه ضغط بتحرير هذا الجزء، والرئيس مبارك عندما جاء لم نكن نواجه تحديات خارجية لكن عندنا تحد داخلى، وهو البنية الأساسية التى كان لا بد من تطويرها، خاصة وقد كانت الظروف العالمية فى ذلك الوقت فى أفضل حالاتها.

إنما الرئيس السيسى عندما جاء ربما كان لا يواجه ضغطًا كبيرًا مثل الرئيس السادات، لكنه كان يواجه ضغطًا خارجيًا آخر متمثلًا فى نظرة العالم لمصر بعد الثورة، وبالتالى فالنظرة لنا فى ٢٠١٣ كانت تحتاج لمجهود شاق جدًا حتى يتم تغييرها، كما كان حجم التحدى الداخلى كبيرًا جدًا أيضًا، خاصة أن البلاد قد مرت قبل ٢٠١٣ بعامين أو أكثر خاليين تمامًا من أى تنمية.

كما كانت الظروف الاقتصادية صعبة جدًا، بالإضافة إلى الحالة الداخلية للدولة المصرية  والتى لم تكن مؤسساتها فى أحسن حالاتها عندما تسلمها الرئيس السيسى، ومن ثم كان يواجه تحدى إعادة بناء مؤسسات الدولة، ومن هنا يمكن القول إن الرئيس السيسى كان يواجه ثلاثة تحديات مختلفة، سواء خارجية أو داخلية أو اقتصادية، فى غاية الأهمية.

وفى بداية مجالس الوزراء التى كنت حاضرًا بها كنا قبل الدخول إلى جدول الأعمال نطلع على ثلاث نقاط أساسية، متمثلة فى الحالة الأمنية، والاقتصادية، والسياسة الخارجية، وتم وضع هذا الإطار أو التقليد أثناء وجود الرئيس السيسى حين كان نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع والإنتاج الحربى، خاصة أنه فى الأساس رجل معلومات، فكان لا بد أن تتواجد المعلومات أمامنا قبل اتخاذ أى قرار.

أشهد بأنه كانت توجد ثلاثة تحديات، ولم يكن الرئيس السيسى يريد أن يعطى الأولوية لتحدٍ على حساب آخر، وكان يريد أن يسير فى الثلاثة تحديات، وبأمانة شديدة أنا رأيت كل هذه التحديات، وقد نجحنا فى التحدى الخارجى بشكل كبير، خاصة بعد أن كانت مصر معزولة عن العالم، فقد نجحت فى توطيد علاقاتها الخارجية، وفى التحدى الداخلى استطاع الرئيس السيسى بشكل كبير جدًا أن يبنى مؤسسات مرة أخرى، وتكون المؤسسات «واقفة على قدمها»، وربما فى الوضع الاقتصادى، لظروف داخلية وخارجية، لم نحقق ما كنا نتمناه، لكن فى نفس الوقت لم تقف التنمية، وبالتالى كان التحدى الأكبر هو كيفية السير فى جميع المسارات فى نفس الوقت وتحقيق نتائج إيجابية.

ففى ٢٠١٣، بعد الثورة، وبعد أن تخلصنا من حكم الإخوان، كانت هناك حالة أمل داخل الشعب المصرى بعمل كل شىء صحيح، من تعليم وصحة وحريات، وبالتالى كانت كل الآمال موجودة فى ظل خروجنا من ظروف صعبة، وقد تم الإنجاز بشكل كبير جدًا فى الكثير من المسارات، وبنسب متوسطة فى مسارات أخرى، لكن هذا هو حال الدول والشعوب التى تستطيع أن تعدل وتصلح طيلة الوقت.

■ كيف اقتربت من المشير عبدالفتاح السيسى؟

- الشئون المعنوية كانت تتولى احتفالات نصر أكتوبر فى ٢٠١٣، وكان هناك تنسيق مع وزير الدفاع وقتها، المشير عبدالفتاح السيسى، بشأن الاحتفال، حيث كان يتابع استعدادات الاحتفال بنفسه، ومن ثم حدث تقارب مع وزير الدفاع وقتها، كما حدث تقارب حين كانت لجنة الخمسين تعمل على وضع الدستور، وكان هدف «السيسى» الأساسى أن يهتم الناس بقراءة الدستور، لذا طبعته وزارة الشباب ووزعته مجانًا حتى يقرأه الناس.