بعد رحيلها.. كيف ألهمت روزالين كارتر زوجها لدعوة السادات وبيجن لكامب ديفيد؟
سلطت وسائل الإعلام الأمريكية الضوء على دور روزالين كارتر، السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة بعد رحيلها، ودورها السياسي والدبلوماسي الحاسم خلال فترة وجودها بجانب الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في البيت الأبيض من 1977 إلى 1981، وكيف ألهمت زوجها لدعوة الرئيس المصري الرحل محمد أنور السادات ومناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك في كامب ديفيد عام 1978.
نصيحة روزالين لدعوة السادات وبيجن إلى كامب ديفيد
ولفت بول كوستيلو الذي عمل مساعدًا للسكرتير الصحفي لروزالين كارتر من يوليو 1977 إلى يناير 1981، إلى أنها كانت سياسية من الدرجة الأولى، والتي حققت آفاقًا جديدة كشريكة سياسية وأثبتت نفسها كواحدة من زوجات الرؤساء الأكثر نفوذًا في البلاد، حيث كانت أكبر محطة تركت فيها بصمتها هي نصيحتها للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر لاستضافة كل من الزعيم المصري الراحل أنور السادات ومناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل عام 1978 في كامب ديفيد، والتي استمرت 13 يومًا، وأسفرت عن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل بعد ذلك.
وقال كوستيلو في مقال نشرته صحيفة "يو إس توداي" الأمريكية ينعي فيه روزالين كارتر بعد وفاتها الأحد الماضي في منزلها في بلينز بولاية جورجيا عن عمر يناهز الـ96، أن الصحفي والكاتب المسرحي لورانس رايت، الذي كتب مسرحية "كامب ديفيد" عن القمة التي استمرت 13 يومًا والتي أسفرت عن اتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل: "إن تأثير روزالين كارتر في قمة كامب ديفيد لا يحظى بالتقدير الكافي، فهي التي اقترحت على الرئيس جيمي كارتر أن يدعو الأطراف إلى كامب ديفيد في المقام الأول".
وأضاف: "علاوة على ذلك، خلال القمة، كانت روزالين كارتر بمثابة قناة خلفية عاطفية، خاصة بالنسبة للرئيس المصري محمد أنور السادات، الذي عبر لها عما يدور بداخله خلال اللقاءات في كامب ديفيد".
دور روزالين المهم لصنع السلام
وحول نصيحتها لزوجها جيمي كارتر لدعوة السادات وبيجن إلى كامب ديفيد، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير نشرته الإثنين، أن روزالين كارتر لم تكن سيدة أولى عادية فقد غيرت تعريف هذا المنصب خلال 4 سنوات فقط قضتها في البيت الأبيض.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من تواضعها، كانت روزالين كارتر سياسية ودبلوماسية ماهرة في حياتها المهنية والشخصية، حيث قدمت النصائح طوال فترة وجود زوجها في البيت الأبيض من عام 1977 إلى عام 1981، وعلى الأخص من خلال إلهام ومساعدة في اجتماعاته التاريخية في كامب ديفيد التي توسطت أمريكا خلالها بين مصر وإسرائيل.
كانت قناة " History" الأمريكية قد قالت في فيلم وثائقي لها أن جيمي كارتر، أخذ بنصيحة زوجته روزالين، واستقر في النهاية على دعوة السادات وبيجن إلى كامب ديفيد، المنتجع الرئاسي في ماريلاند، معتقدًا أن الأجواء الريفية قد تخفف من حدة التوتر بين الجانبين المصري والإسرائيلي على جميع الأصعدة.
وفي كتاب "ثلاثة عشر يومًا في سبتمبر: كارتر وبيجن والسادات في كامب ديفيد" الذي صدر 16 سبتمبر 2014، لدار النشر " Knopf" استكشف مؤلفه الكاتب لورانس رايت الدور المهم الذي لعبته روزالين كارتر خلف الكواليس لصنع هذا السلام غير المتوقع وقتها وكيف كانت قريبة من السادات بشكل خاص خلال تواجده في كامب ديفيد حيث عملت كقناة خلفية عاطفية تطمئن مخاوفه وهواجسه.